استفتاء لحس الكوع

جلسة ما منظور مثيلها

كمال كرار

لعقود خلت كان اجتماع مجلس الوزراء السوداني ينعقد في يوم الأحد من كل اسبوع ، فتحمل صحف يوم الأثتبت قرارات المجلس وتوصياته وأخباره .
ولحكمة لا نعلمها وربما من باب التأصيل تغير الاجتماع الدوري من يوم الأحد إلي يوم الخميس من كل أسبوع .
قاعة الاجتماعات الفارهة والمتوسطة الحجم صارت ضيقة علي العدد الهائل من الوزراء ووزراء الدولة والولاة الذين يحضرون الاجتماعات وسكرتارية المجلس وبعض المستشارين .
ويعكس التلفزيون الرسمي في نشرته المسائية خلاصة أعمال الجلسة ? صورة وصوت ? فتري أجهزة الكمبيوتر المتطورة أمام الجميع والمرطبات و فول و تمر الإنقاذ وزجاجات مياه الصحة وغيرها .
وتحمل أجندة المجلس الاتفاقيات الموقعة مع جهات أجنبية لتمويل مشروعات وأداء الوزارات والولايات ويخلص الاجتماع دوما للإشادة بالتقارير والتوصيات .
ولكن هذه التقارير لا وجود لها علي الأرض ، والقروض التي يجيزها المجلس لا حس لها ولا خبر والقرارات التي يصدرها المجلس ? تلحسها ? جهات أخري قبل أن يجف حبرها .
والحال هكذا فالجلسات في نظر المشاهد فيلم هندي مكرر مفروض علي سينما السياسة السودانية منذ 21 عاماً .
وحتي يتغير الحال فإنني اقترح علي القائمين بالأمر تغيير السيناريو الأسبوعي والإخراج لجذب المواطن .
يمكن الاستعانة بالفنانين والفرق المسرحية لتدشين الجلسة الأسبوعية عبر فاصل غنائي أو مشهد كوميدي ذو علاقة بموضوعات المجلس .
لو كانت جلسة المجلس عن اتفاقية قرض لتمويل استيراد النبق الإيراني لا بد أن تغني المغنية الأغنية التي يقول مطلعها ? قرض الناس قرض في حلة حمد ? .
ولو كانت الجلسة بصدد زيادة الأسعار أو الجمارك يمكن لنجوم الغد أن يقلدوا الكاشف في أغنيته ? أطير بي فوق بي غرب السوق ? فيبتهج الوزراء ويهللون ويرقصون وينفعل المشاهد ويعلن في نهاية حفل مجلس الوزراء زيادة سعر الرغيف بناء علي معني القصيدة الغنائية .
ويمكن ابتكار أفكار جديدة تجعل من الجلسة الاسبوعية حفلة سمر فكاهية لبعض الأجندة الصعبة .
اقترح صديق عزيز أن تسبق جلسة المجلس المقررة لمناقشة موضوع الاستفتاء حفلة يغني فيها المغني تلك الأغنية الشهيرة ? بعد الاستفتاء ناكل كفتة ? عسي ولعل أن تسهم في الوحدة الجاذبة والنفرة الكاذبة .

الميدان