27 مايو 2010- 2011: عام علي حكم البشير..واين وعده بإعلاء قيم المحاسبة?!ا

27 مايو 2010- 2011: عام علي حكم البشير..واين وعده بإعلاء قيم المحاسبة?!!
بكري الصايغ
[email protected]
***- بهدوء شديد وبلا صخب اعلامي مرت بالأمس، (27 مايو) ذكري مرور عام علي حكم عمر البشير للبلاد، مرت الذكري بلا رصد صحفي لانجازاته (ان كانت هناك انجازات)من قبل بعض الصحفيين الذين لايعرفون شيئآ في الدنيا الا عمر البشير…ويكتبون دومآ ملء الصفحات عنه وعن اخلاقه الحميدة ونظافة يديه وجيوبه وعدالة حكمه.
***- مرت الذكري ولم يتذكرها احدآ من المسؤوليين الكبار بالحزب الحاكم او بحكومة ال77 وزيرآ المشغولون بمسألة “الكندوم” وابيي – والحمد لله انه لم يتذكرها احدآ منهم المناسبة – والا كانت كل برامج التلفزيون بالامس عن الرئيس المشير المؤمن الذي حرر ابيئ واجتز الفساد من جذوره!!
***- ***- في مثل هذا اليوم (27 مايو من العام الماضي) ادي عمر البشير القسم، وبعدها قال في خطبته امام عددآ من قادة دول جاءوا لمشاركة البشير في يومه التاريخي انه سيقوم بتشكيل جهاز تنفيذي قوي واعلاء قيم المحاسبة، كما اكد ضرورة النهوض بخدمة مدنية ذات كفاءة تنأى بنفسها عن آفات الفساد، في وقت تعهد فيه بالحرص على تعزيز وادارة حوار موضوعي مع دول الغرب لتنقية الاجواء وتحقيق السلام.
***- وافصح البشير ايضآ في خطابه عن ملامح حكومته الجديدة التي قال إن المشاورات تجري لتشكيلها موضحا أنها ستركز على ستة محاور اساسية اهمها إعطاء قضية دارفور اعتناء خاصا لتحقيق الامن والاستقرار بالاقليم بجانب استكمال شرائح الحكم الرشيد والتمسك بالنظام الفدرالي باعتباره الامثل لصون وحدة البلاد ورعاية تنوعها، اضافة الى استدامة النماء بالبلاد واستكمال برامج النهضة وتعظيم نصيب الخدمات خاصة الصحة والتعليم بالميزانية.
***- ودعا البشير في خطابه أهل الرأى والقلم في مراكز البحوث والإعلام ومنابر الصحافة والرأي، لأن يسهموا في بناءِ روح المسؤولية وتسليط الضوءِ على الخيارات الموضوعية لمعالجة القضايا الوطنية كافة، واعداً بأن يكون نصيرا لهم في انجاز مهام المرحلة التى قال إنها من أشرف المهام وأنبلها، وتابع “قناعتي أن رأي الجماعة لا تشقى البلاد به”.
***- واليوم بعد مرور عام نقول للبشير بملء الفم وبالصوت العالي اين وعودك يا “مسليمة السوداني الكذاب”..ولماذا حمل خطابك هذا نفس ملامح وشبه البيان العسكري رقم واحد بتاريخ 30 يونيو 1989 ووعدت فيه الشعب باصلاح الحال واعلاء قيم المحاسبة?…لقد كان عامآ مرآ ملئ بالخيبات والفشل في كل شيئ.
***- لم تحقق فيه السلام ياعمرالبشير فمازالت اصوات رصاص قواتك المسلحة ودوي وقصف طائراتك مستمرآ بدارفور…وازدادت اعداد المقابر والارامل واليتامي، وجاءت احداث ابيئ (التي ترفض ان تزورها عن عمد) لتؤكد انك مشير وجنرال كبير فقط علي الاقليات المضطهدة ولاتقوي علي رد الصاع صاعين متي ضربتك اسرائيل او اثيوبيا،
***- فشلت ياعمر البشير وطوال عام كامل وان تجتث الفساد من جذوره، فجاءت الاخبار لتقول انك وزوجتيك واخوانك وبطانتك قد فسدتم فسادآ زكم الانوف وفاحت رائحته ووصلت اخباره للخارج، وبدلآ وان تدق صـدرك وتحمي المال العام وتقدم اللصوص ( والذين مااكثرهم حولك للقصاص) رحـت وتبكي وتتشنج وتدعي انك غير ملم بامر الفساد لان مستشاريك لم يخطروك به!!
***- خلال العام الذي حكمت فيه البلاد (2010- 2011 ) خرجت اعداد هائلة من اصحاب الكفاءات والخبرات النادرة، وايضآ نحو 8 ألف طبيب واخصائي..وصيادلة …ومعلميين الذين كتب عنهم كثيرآ الصحف المحلية، والغريب ان لامجلس الوزراء ولاالمجلس الوطني قاما بمناقشة هجرة العقول السودانية للخارج وراحت تناقش بدلآ عنها مشكلة السكر!!
***- خلال العام الذي حكمت فيه البلاد (2010- 2011 ) خرجت فضيحة تسريب السلاح المهرب من السودان الي مصر بواسطة “كنفوي” مكون من ستة عربات ،وعلمت الحكومة المصرية بامر السلاح فامرت بقصف “الكنفوي” بمن فيه من بشر وسلاح واليآت، وتم تدميره ودخلت انت وبطانتك ياعمر في احراج بالغ عندما قام رئيس الوزراء المصري الجديد بزيارتك في الخرطوم (وسمعك الكلام السخن) وان مصر ليست لعبة بحيث تسمح بدخول السلاح الايراني لمصر!!، واضطررت وانت في قمة الخجل وان تهدئ من غضب رئيس الوزراء المصري وتهديـه 5 ألف بقرة!!!
***- خلال العام الذي حكمت فيه البلاد (2010- 2011 ) قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب مدينة بورتسودان، وتجولت هذه الطائرات طويلآ في سماء المدينة عسي بل لعل تصادف مقاتلة سودانية تشتبك معها فتكون اول واقعة جوية بين السودان واسرائيل، ولكنها ماصادفت طائرة حربية بطيار او بدون طيار…ولاحتي طائرة رش!!
***- خلال العام الذي حكمت فيه البلاد (2010- 2011 ) كان عام الغلاء في كل شيئ، بدء من السلع الضرورية والادوية والاستهلاكية ،ومرورآ بزيادات الرسوم الجامعية، وانتهاءآ باسعار الاراضي ومواد البناء، وكتبت الصحف عن معاناة الملايين، ولكن حكومة ال77 وزيرآ كانت مشغولة باشياء هامشية…بل حتي مشكلة انقطاع المياة في كثير من المناطق السكنية وفي عز هذا الصيف اللافح لم تحرك في احدآ منهم “الهاشمية” ويسعي جادآ للنظر في المعاناة التي تدخل اسبوعها الثالث!!
***- خلال العام الذي حكمت فيه البلاد (2010- 2011 ) لم تستطع ان تحسم بصورة جادة مشكلتك الخاصة مع “محكمة الجنايات الدولية”، ومازلت تراوغ وتسافر لدول هامشية لاتسمن ولاتغني من جوع، وشغلت بموضوعك هذا كل اجهزة “الخدمة المدنية”. وراحت وزارة الخارجية وتضع من اولوياتها موضوع ازالة التهم عنك، وهي وزارة وزيرها درس بكلية الحقوق ويعرف تمامآ انه ومن سابع المستحيلات الغاء حكم المحكمة الدولية،…لكنه ولانه وزير يعرف غباء الاخرين في نظامه فقد راح و”يتفسـح” يوميآ ويجوب الاقاصي طولآ وعرضآ علي حساب “ازالة التهم!!!
***- كان عام اغتصاب صفية اسحاق وفضيحة نظامك الذي حاول ان يقهر ويشتت شمل اعضاء مجموعة ” قرفتونا” فانفردتم بصفية واغتصابها لتخويف الاخرين!!
***- كان عامآ مليئآ بالاحباطات والفشل في عكس صورة مشرفة لنظامك، ولاندري كيف سنستحمل باقي مدة حكمك حتي عام 2014?!!
***- ومكالمة اخري من أخ كريم يقيم بالخرطوم يقول فيها:
(…مع خالص احترامي لمقالتك ياصايغ الا انك لم تاتي باي جديد وكل ماكتبته معروف وبعضآ مما ذكرت نشر حتي بالصحف المحلية، ولكن الجديد ياصايغ – ودي مشاركة من عندي- ان المذهب المالكي الذي هو مذهب كل السودانيين قد تراجع تراجعآ ملحوظآ لصالح المذهب الشيعي والسلفي في البلاد، ويعود السبب الي نشاط الايرانيين في السودان وفتحهم لمراكز شيعية وارسال طلاب سودانيين للدراسة بالجامعات الايرانية علي نفقة وحساب الحكومة الايرانية، وكل سنة تقوم الحكومة الايرانية بتخصيص منح وبعثات بالكوم، اغلب الطلاب الذين نجحوا في الثانوية العامة اصبحوا يفضلون الدراسة بجامعات ايران لانها تدرس باللغة الانجليزية وشهاداتها معترف بها عالميآ،وبالطبع حكومة ايران تقوم بتدريس الطلاب السودانيين هناك المذهب الشيعي وبتكثيف شديد!! . البشير وبطانته علي علم تام بعمليات "غسيل الادمغة" للطلاب السودانيين بايران وايضآ بنشاطات المراكز الايرانية في الخرطوم وبعض المدن الكبري ولكن بالطبع لايقوي احدآ علي نقد الحال فايران هي صمام الأمان لهم ووجودها في السودان مهم لحماية نظامهم حتي ولو علي حـساب الدين والمذهـب!!
***- حاجة تانية ياصايغ -ودي برضو مشاركة من عندي- حتي وقت قريب كنا بنقول ان عدد السودانيين بالخارج قد وصل ال10 مليون سوداني، ولكن واقع الحال يقول ان عدد السودانيين بالخارج قد فاق ال15 مليون والعدد قابل للزيادة في ظل الازدحام اليومي لراغبي السفر والهجرة النهائية من البلد امام السفارات الخليجية والسعودية والسفارة الاميريكية والبريطانية!!.
***- هل تصدق ان نحو 250 ألف سوداني قاموا بملء استمارات طلب "القرين كارد" الاميريكي في هذا العام?!!
***- اهم انجاز شعبي تم في زمن حكم البشير الأن…. الناس بطلت تقول "سيـر سيـر يالبشير"!!!
***- جاءتني مكالمة من أخ عزيز يقيم بمدينة امستردام يقول فيها:
(…لولا سياسات البشير العنصرية وسكوته علي سلوكيات وتصريحات مستشاريه ووزراءه العدوانية الخالية من ابسط ابجديات الدبلوماسية لما صوت الجنوبيون للانفصال.
***-البشير هو المسؤول الاول والاخير عن الانفصال. لقد كان عامه الاول في حكم البلاد مليئآ بالسلبيات والفساد والأغتيالات والسكوت علي الاخطاء الكبيرة التي ارتكبها اغلب رجال بطانته في المؤتمر الوطني وبالحكومة،
***- بل ومازالت النبرات الحادة والتصريحات البذيئة والاستفزازات والتحرشات ضد ضد الجنوبيين داخل الشمال بالجنوب مستمرة بلا توقف ، وتقوم اغلب وسائل الاعلام الممملوكة للحزب الحاكم وباصرار مبالغ فيه بتصعيد حدة التوتر بين الشمال والجنوب!!.
***- يقول البشير بانه سيطرد كل الجنوبيين من الشمال بعد يوم 9 يوليو القادم مالم يسوا اوضاعهم سريعآ، و نسأله ;(وماذا عن بعضآ من رجال بطانتك والذين ويحملون جوازات اجنبية?!!).
***- لقد كان عامآ سيئآ بمعني الكلمة، انفصال، عدوان اسرائيلي، فشل في دارفور، وحرب في ابيئ، واغتيالات وقصف بالغرب، ومجاعة في جبل مرة، وزيادة الحصار الاقتصادي علي السودان وبقاء المقاطعة، انهيار الجنيه السوداني، ازدياد نسبة العطالة وخاصة وسط الخرجيين، فشل مؤتمر الدوحة، ازدياد الجرائم وخاصة الجنسية ودار "المايقوما" تستقبل لقطاء بملامح اسيوية، غلاء فاحش وعدم انضباط في الاسعار، ازدياد الشكاوي ضد جهاز المغتربيين، البرلمان يرفض مناقشة مشكلة النزاع السوداني – المصري حول حلايب…..وماخفي اعظم!!!
"وشهـد شاهد من أهلها"…
جريدة الرأي العام المحلية الناطقة
بلسان حال "المؤتمر الوطني"
نشرت موضوعآ عن حال
التعليم في زمن البشيـر!!
————————
***- أمام سيل الأجانب الباحثين عن مؤهلات علمية بلا تأهيل !
***- سمعة التعليم العالي في خطر ..
***- إعلان في الأردن يقول: سجل للماجستير
في السودان وأحصل على موبايل مجانا !!
–*********************************
المصـدر:جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الرأي العام © 2008-
بتاريخ: التاريخ: الأحد 29 مايو 2011م، 26 جمادي الآخرة 1432هـ.
د. عبد المطلب صديق
——————-
***- أربعة آلاف جامعة وهمية في الولايات المتحدة الامريكية وحدها ، وأكثر منها في أوربا ومثلها من جامعات السماوات المفتوحة والتعليم عن بعد ، كل هذه الجامعات تدور في فلك واسع من الريبة والشك لكنها لم تؤثر ابدا على سمعة التعليم العالي في بلادها ؟ والجامعات الوهمية خشم بيوت منها ما ليس لها وجود على أرض الواقع ، ومنها ما هو موجود لكنه يمنح المؤهل لمن لا يستحقه ! وبعضها مبلغ همه التحصيل المالي قبل الاكاديمي. شهادات وهمية والجامعة الوهمية تعني ان شهادتها وهمية وهيئة تدريسها وهمية وما تمنحه من شهادات عملية خدعة كبرى ليس إلا، كما يقول شاعرنا المجيد الهادي آدم، في معزوفته التاريخية الجميلة «أغدا ألقاك». والجامعات الوهمية ليست بدعة امريكية محضة فهناك من يبيعون الماء في حارات السقايين حتى في مجال العلم والتعليم.
***- ومما يدعو الى دق جرس الانذار وأخذ الحيطة والحذر هو الحملة الاعلامية الشرسة التي يتعرض لها التعليم العالي في السودان بحق وبغير وجه حق ، هذه الحملة تتخذ اشكالا متعددة أسوأها على الإطلاق يحدث خارج أسوار الوطن.
***- ويتندر البعض على الشائعات التي تقلل من شأن الدراسة الجامعية وفوق الجامعية في السودان ناسين او متناسين خطر الخوض غير المسؤول في سمعة الجامعات السودانية لان مثل هذا التناول ينتقص ليس من مكانة التعليم وحده بل هو نيل فاضح من سمعة الدولة كلها. الكرامة الأكاديمية!! لقد كان من اسباب الحرب العالمية الثانية التدخل الالماني المستمر في سياسات التعليم في دول وسط اوروبا مما دفع الالبان الى اعلان الحرب دفاعا عن كرامتهم الاكاديمية ، وعلى الرغم من انني لا ادعو الاكاديميين السودانيين إلى اعلان الحرب على سمعتهم العلمية، لكنني أدعوهم صراحة الى التدخل الفوري واتخاذ موقف حاسم ضد الكليات والجامعات التي تتساهل في منح الدرجات العلمية الى الطلاب الاجانب تحت ذريعة تسهيل الإجراءات أو التوسع في التعليم العالي ، فالدراسة فوق الجامعية لها معاييرها ولوائحها وآدابها وقيمها الاخلاقية التي لا ينبغي التخلي عنها في اي ظرف من الظروف.
***- صحيح أن هناك الكثير من إشراقات مساهمة السودانيين في الداخل والخارج في ميادين البحث العلمي، لكن ذلك يجب ألا يعمينا عن الخطر الداهم الذي يمس سمعة وكرامة الجامعات السودانية في أعز ما تملك وهي شرفها الاكاديمي.
***- وسأورد بعضا من القصص التي يندى لها الجبين أبطالها طلاب أجانب حصلوا على الشهادة العليا من السودان وأصبحوا نماذج يضرب بها المثل في الفوضى التعليمية وتجارة الشهادات العليا في السودان.
***- صحيح أنك اذا طلبت دليلا واحدا على وجود مثل هذه الخروقات الفاضحة قد لا تجده، لكن الواقع يقول إن سمعة التعليم العالي في السودان تمر بمرحلة حرجة تتطلب تدخلال عاجلا وحملة علاقات عامة مثل تلك التي اطلقتها الولايات المتحدة في العراق بعد ان ساءت سمعتها كدولة محتلة إرتكبت العديد من جرائم الحرب والانتهاكات ضد المدنيين . وعلى ذات النسق فان ثورة التعليم العالي قد أدت بالفعل الى تشويه سمعة التعليم العالي على الاقل في الخارج مما يتطلب وضع معالجات فورية وأخرى متوسطة وثالثة بعيدة المدى حتى يعود الى التعليم العالي في السودان ألقه الذي عرف به.
***- نماذج ومن النماذج المهينة في هذا الامر ما لاكته الصحف السعودية زمانا عن طالب سعودي حصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه ولم يغب عن المملكة الا أياما معدودة وقد شهد بنفسه على ذلك وليس من الممكن دحض هذا القول لان الاعتراف سيد الادلة والقانون كما يقال لا يحمي الغافلين.
***- طالب أجنبي آخر قال انه اضطر الى عدم التصريح بحصوله على الماجستير من جامعة سودانية لانه حصل عليه في زمن قياسي وزملاء العمل يعلمون انه لم يبذل من الجهد الأكاديمي ما يؤهله لنيل هذه الدرجة العلمية السامية .
***- وفي الاردن فجعت ذات يوم وانا أقرأ اعلانا لأحد المراكز التعليمية المنتشرة في الاردن يقول : سجل للماجستير في السودان واحصل على جوال مجانا.
***- بل ان مخافر الشرطة في احد البلدان الخليجية استقبلت رهطا من المحتجين ممن دفعوا اموالا طائلة الى مندوب جامعة سودانية وقع معهم عقودا للدراسة العليا بالسودان وهرب بأموالهم مثل فص ملح ذاب في ماء يوم خريفي .
***- واحتدم الخلاف قبل يومين في فضائية رياضية مشهورة بين غريمين إنتهت باساءة بالغة الى السودان والسودانيين ومؤسسات التعليم العالي ، عندما خاطب أحد المتحدثين زميله قائلا : «انت دكتور شاري شهادته من السودان » !!.
***- صحيح ان هذه الحالات هي في النهاية حالات فردية لا تقف امام السيل الجارف من الأجانب الذين حصلوا على شهادات عليا من السودان وأعرف عددا منهم ممن تسنم مواقع علية في ديوان العمل الحكومي في بلادهم ، وهي صور مشرقة بحق وحقيقة وتدعو الى الفخر والاعتزاز ، لكن هؤلاء أيضا لا بد انهم تأذوا من مثل هذه الترهات التي باتت تطفح حتى في وسائل الاعلام الجماهيري النافذة .
***- وليس من الحكمة السكوت على هذه المهاترات اعتمادا على الحكمة السودانية المعروفة «العارف عزو مستريح » لان صراع القوميات في سوق العمل يحتدم في كل دول العالم حتى في الولايات المتحدة الامريكية، وهناك تجمعات قومية تساعد المنتمين اليها الى المنافسة على الوظائف وشاهدت في واشنطن مثل ذلك. ولعل السودانيين وحدهم من يدخلون هذه المعارك بلا معين فقد انحصرت تنظيماتهم على الصراعات السياسية والجهوية والحزبية.
***- ان الدراسات الجامعية وفوق الجامعية هي جزء من سيادة البلد وكرامته ومكانته وتؤثر تأثيرا بالغا على تطوره ونموه ومكانته بين الدول في معترك العلاقات الدولية . واعود مرة اخرى لأقول بأن إطلاق هذه الصيحة الغرض منها هو التذكير، والعلم عندي ان الكثيرين يرون ما اراه بل ربما خطوا أكثر مما خطوت وهم يطالبون بالحل قبل فوات الأوان .
***- من المسؤول؟ وأعتقد ان لجنة التعليم العالي بالبرلمان مسؤولة عن الدفاع عن سمعة جامعاتنا وكذلك المجلس القومي للتعليم العالي كجهة علمية يسوءها التقليل من مكانة مؤسساتنا الجامعية بغير وجه دون ان يحرك احد ساكنا ! ويمتد الامر الى رؤساء الجامعات والمجالس العلمية وحتى اجهزة الإعلام.
***- أوقفوا سيل التهافت على الطلاب الاجانب وعلينا أن نتذكر ان الحرة تموت ولا تأكل بثديها ، فلا يكون المال سببا في بيع سمعة جامعاتنا بثمن بخس ويصبح الناس عن شهاداتنا زاهدين. وقضية اخرى لا تقل خطرا تتمثل في شيوع الشهادات الجامعية والسودانية المزورة حتى ان إحدى سفاراتنا قد اعدت قسما متخصصا لمحاربة الظاهرة.
***- وأعود الى القول ان القضية وصلت الى المنطقة الخطرة بلغة اهل الرياضة ، وقد سمعت مسؤولا تعليميا في إحدى الدول المستوردة للعمالة السودانية وهو يوصي لجنة الاختيار المعنية استجلبوا موظفين من كل دول العالم عدا السودان ، فالسودان لديه من المشاكل ما يكفيه وسمعتهم هذه الأيام لا تشجعني على تحمل مسؤولية الاعتماد عليهم!! هذه النماذج قد تكون غير موضوعية وربما كانت معتمدة على شائعات العامة من الناس ، لكن مع كل ذلك يجب ان نقر بوجود مشكلة تحتاج الى حلول عاجلة وفي مقدمتها التمسك الصارم بلوائح التعليم العالي في إجازة الشهادات العلمية قبل ان نصبح مثل محمود الكذاب الذي لم يصدقه أهل الحي حتى عندما صدق حديثه.
انت بكري زكي الصايغ ولا صائغ دي لقب ؟