لا حديث لمن لا يزالون في بيوتهم على امتداد شارع الشنقيطي بأمدرمان (من الحارة الأولى وحتى مابعد صابرين) منذ أسابيع إلا عن مشاهد الجنود المحملين ب (الغنايم) على ظهور المواتر والركشات والتكاتك وحتى الكارو والبكاسي، من بيوت هجرها أهلها بسبب الحرب. بعد المسالمة وحي العمدة بدأوا بتفريغ الحارات الجنوبية، ويتمدد حالياً الى شمال تقاطع الرومي.
وينشط “الغنامة” بعيد المغرب وقبل الشروق، في مشاهد مخجلة بزيهم الرسمي، ليعرضها بعضهم بأبخس الأثمان جنوب سوق صابرين.
قيل إن الدعامة جاءوا لحربٍ بلا قضية، فغنموا وعاد أكثرهم.. فهل سيغادر هؤلاء بعد أن يثروا وقد تطاولت عليهم أشهر الحرب؟
* قديماً قال المثل: دار أبوك كان خِربت.. شيل ليك منها شلية!!
نازح الى الثورات
يا نازح الثورات هؤلاء الجنود بملابسهم الرثة ووجوههم المغبرة تعلموا وتدربوا تدريباً عالياً علي النهب والشفشفة والسفسفة من كبارهم اصحاب الرتب العالية والكروش الممتدة والمؤخرات المترجرجة الضخمة والنياشين الفخمة ..
تعلموا الشفشفة من كبار الضبار يسمون الواحد منهم “ضابط عظيم” وهؤلاء شفشفوا ميزانية الجيش فضخموا عدد الجنود في السجلات وصرفوا المستحقات بالانابة عن جيش الاشباح الموازي ..
تعلموا الشفشفة من قادتهم واركان حربهم من حولوا الميزانيات لحساباتهم المصرفية وتركوا الجنود بزي مهلهل يرتدون السفنجات ويأكلون القطط، ويبعون قطع السلاح والموبايلات المصادرة في الارتكازات ..
تعلموا الشفشفة من رتبة العميد وما فوق تجار الكرين والطلح والشاف والفحم ومهربي المخدرات بطائرات التصنيع الحربي حاويات اثر حاويات … وتعلموا الشفشفة من صغار الضباط ينقلون قطع الاثاث من مكاتبهم الي منازلهم، ويشفطون الوقود من سيارات الجيش لتعبئة سياراتهم ، ويزورون مستندات الصرف ، ويتدخلون بعد الاتفاق علي و قبض المقابل لتخليص البضائع ومساعدة المهربين في صالات المطار ….
هؤلاء الجنود مساكين والما شفتو في بيت ابوك بخلعك !!
رغم كل مجهودات التدريب المقدرة التي بذلها ضباطهم في تأهيلهم بضرب الامثلة العملية في النهب والسرق واساليبها … الا انهم لبلادتهم وتدني مستوياتهم كفاقد تربوي واجتماعي لم يستوعبوا درساُ واحداُ … ولم يتعلموا من مراقبة كباراتهم سوي ما يتعلم القرد من مراقبة مخصرمي القردة .. سرقة الحلل والطشاتة والكراسي والدولايب القديمة، وشوية شاشات وتلاجات وخلاطات وصحون وكبابي ومراتب متسخة !!
اللهم يسر لجنودنا البواسل فهماً وادراكاً يوسع مداركهم في فنون السرقة والنهب والاختلاس … وشعب واحد قاعد في الصقيعة وجيش واحد في تركيزه علي الشفشفة بمختلف درجاتها واصنافها !!
والله حاجة محزنة جدا. نسال الله السلامة
لا يوجد تبرير لمن اخذ حراما فهو من الفطرة الإنسانية بغض النظر عن المعتقد يستوي في ذلك المتعلم والجاهل.
محاولة بائسة لشيطنة الجيش الذي يدافع عن عرضك و تريدون ان تجعلوه في كفة واحدة مع مرتزقة عربان الشتات الافريقي الذين فضحتهم الكاميرات بالتوثيق و هم ينهبون الممتلكات تحت تهديد السلاح من منازل المواطنين العزل
حتي الدواوين الحكومية و الجامعات لم تسلم من النهب.