لا أحد يشتري من مجلس الأحزاب

فوجئت بالسؤال.. ثم فاجأت نفسي بضبطها، وهي تضحك بجنون.. على سؤال.. نعم مجرد سؤال.. نشرته إحدى صحف الأمس.. منسوبا للمسئول الأمريكى الزائر للسودان هذه الأيام.. موجها لمجلس الأحزاب.. والسؤال صحيح.. ذلك أنه وببساطة.. أن ذات الصحيفة التى نشرت السؤال.. نشرت إجابة.. وبتطبيق قاعدة السببية.. فوجود الإجابة يؤكد وجود السؤال.. فما السؤال..؟ وما المضحك فيه..؟ حسنا.. من حق القارئ أن يعرف.. السؤال الذى أعنيه هو ذلك الذى وجهه مسئول ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان بالخارجية الأمريكية الذى يزور البلاد هذه الأيام.. لمجلس الأحزاب وهو: ما هو دور المجلس فى المرحلة القادمة..؟ والحق يقال إن السؤال ربما يكون الأهم على المشهد السياسى.. وليس أهم منه غير سؤال آخر.. وربما يكون هو الذى أضحكني فعلا.. وهو ماذا فعل ذلك المجلس حتى الآن..؟ ولكن يبدو أن المسئول الأمريكى ليس معنيا بما مضى.. بقدر ما هو مشغول بما هو آت..!

هل كان المسئول الأمريكى جادا وهو يطرح ذلك السؤال..؟ ألا يحمل السؤال بعض الخبث..؟ الأسئلة تظل إجاباتها مفتوحة على كل الإحتمالات.. لذا سنتخطاها للنظر فى الإجابة.. والواقع أنه لديّ إجابتان لسؤال المسئول الأمريكى.. والذى وجهه لمجلس الأحزاب عن دور المجلس فى المرحلة المقبلة.. إجابة افتراضية.. ولكنها تبدو أكثر منطقية وأكثر اتساقا مع دور المجلس في ما مضى.. وما هو منظور.. وهي أن المجلس سيحل نفسه ويذهب في إجازة طويلة؛ عمرها بعمر الدورة الانتخابية الجديدة.. وسيعود بعدها ليراجع سجلات الأحزاب… إلخ..! وأن هذه الخطوة من شأنها خفض الإنفاق الحكومي.. وتوفير الموارد من محروقات وكهرباء وورق وغيرها مما يستهلك المجلس حال استمراره.. كما أن الخطوة من شأنها أن تساعد الأمة فى الاستفادة من خبرات وقدرات وكفاءة تلك الكوادر المعطلة في المجلس.. فأن يكون المجلس بلا جدوى لا يعني إطلاقا أنه خال من الكوادر عالية التأهيل..!

هذه الإجابة للأسف ليست هى الإجابة المعتمدة لدى مجلس الأحزاب في دورته الحالية ردا على مسئول ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخارجية الأمريكية.. بل إن مسئولي مجلس الأحزاب كانوا من الذكاء بحيث إنهم اختاروا إجابة وقد حسبوا.. ولاشك.. أنها ستدغدق مشاعر المسئول الأمريكى.. قالوا إن دور المجلس في المرحلة القادمة ينحصر في تشجيع الأحزاب على الدخول في الانتخابات لممارسة الديمقراطية وتحقيق الشفافية والنزاهة.. الى جانب ترتيب تلك الأحزاب والوقوف على مدى تطبيق الجوانب القانونية داخلها..

وغني عن القول إن الانتخابات المعنية هي القادمة وليست الحالية.. ذلك أن الحالية قد قضى فيها أمر ربك.. وعرف الناس حتى الفائزين ناهيك عن المرشحين.. ولكن.. هل الأحزاب في حاجة لتشجيع المجلس لدخول الانتخابات..؟ وهل ما ينقصها حقا لدخول الانتخابات.. تشجيع المجلس أم دور آخر كان ينبغي للمجلس أن يلعبه فعجز عن أن يلعبه.. ولو أن المجلس قال إن مهمته القادمة تنحصر في تشجيع حزب واحد على تمكين الأحزاب الأخرى للدخول فى الانتخابات.. لكان دورا مفهوما ومطلوبا وبشدة.. ولوجد المجلس الثناء والتقدير على ذلك الدور.. ولأسهم المجلس.. وبسهم وافر في ترسيخ الديمقراطية فى حياتنا السياسية.. وبما يحقق الشفافية والى آخر القصة التى حاول المجلس أن يبيعها للضيف، ولن تنطلي عليه.. فالضيف يعلم والمجلس يعلم والكل يعلم.. أن الديمقراطية لا تبدأ بدخول الانتخابات، بل قبل ذلك بكثير..فلا سبيل لبيع الترام..!

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. مهما قلت فانت محسوب علي حكومة القهر والفقر والجوع والجهل والغباء وسوء الادب وانعدام التربية وسوء السلوك وايتاء الفواحش. هذا لا يعفيك يوم ان نضع الميزان بالقسط. وهذا ايضا لن يعفيك من الحشزد الغاضبة طالبة ثأر عمره 30 عاما انت وكل الذين استفادوا من نظام الظلم لان المطبلاتية خطرهم اكبر من المنظمين، يدخل معك الاحول الاخر الضوء البلال ومكي المغربي ومزمل ومالك هذه الصحيفة التي تزفر فيها هراءك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..