حرية الصحافة..!ا

حرية الصحافة..!
عثمان شبونة
[email protected]
* يحتفل العالم “الحر” بيوم حرية التعبير “3 مايو من كل عام”… وعندنا في السودان فإن هذا اليوم “مجرد ذكرى تمر” لأن صحافتنا ما تزال تحت قبضة الحكومة وأذيالها المنتفعة… أما أجهزة الإعلام الرسمية ــ وعمدتها تلفزيون السودان ــ فهي “النموذج” في عدم إدراك قيم حرية التعبير.. إنها تعيش وضعاً مزرياً بضعف رسالتها المحسوبة لخدمة “النظام السياسي الآحادي”..!! بل حتى بعض كبار الصحافيين الذين تستضيفهم أجهزة الحكومة، تلقي عليهم اللحظات أثقال التهيُّب من جبروت الرصد الأمني، والخوف من لعنة “التضييق المعيشي”…!
* الصحافة بإعتبارها أكثر المواعين شعبية، ما تزال في السودان محكومة بالقبضة الأمنية.. و “روح العداء” والمصادرة… وهذا أمر طبيعي في ظل نظام معطوب الذاكرة، يكرس كل وقته للبقاء أكثر مما يترسم خطى المستقبل لمواطنيه البؤساء التعساء، بل يمنحك الشعور بأنه جاء لإغراق البلاد في وحل “الرجعية” بمعناها “الإجرامي”..!!
* إن أي إحتفال في بلادنا بيوم حرية الصحافة، هو عبث وتفريغ للأوهام، مالم يصل احترام الكلمة ــ مهما كانت ــ إلى براري آمنة في “دولة القانون” والحرية والعدل.. و”الرأي بالرأي” لا بالأحقاد و”بلطجة الليل”..!!
* الصحافة “المتاجرة” التي تفتش لرضاء الحكومة وريع الإعلانات، جديرة بالرقابة مهما تبلّهت آلياتها.. فالتشابه بين كثير من أصحاب الصحف ورؤساها هو البلوى الثانية التي تنال من كرامة القارئ دون أن يستشعر “كواليس الظلام”..!!
* إننا على الدوام نطمح في صحافة حرة حقيقية، يحتكم فيها “الطغاة والشرفاء” إلى القانون، بشرط ألا يحتكم الأخير إلى هوى الدولة الشمولية التي يستهويها “الفعل التخريبي”..!!!
أعوذ بالله
ــــــــــــــــ
الشاهد