زيارة البشير لدولة جنوب السودان

تحليل سياسي : دواعي الزيارة

تناولت أجهزة الإعلام زيارة الرئيس عمر البشير المرتقبة إلي جنوب السودان تلبيا وإكراما دعوة سلفاكير لما قدمه من جليل أعمال لصالح رئيسه السابق عمر البشير وأيضا لتأكيد محاور مختلفة من بينها :-
محور: احتفاء الرجلين بما تم توقيعه في أديس أبابا وإظهار مبدأ قوتهم السياسية تجاه خصومهم في البلدين
ومحور: بمقصد تقريب التعاون الجاد في كافة المجالات وبالتالي إبعاد حكومة الجنوب عن الحركة الشمالية المتمثلة في مالك عقار وياسر عرمان والمجموعات الدارفورية المتمثلة في مناوي وعبد الواحد محمد نور ، لأنهما حسب قراءة الأوضاع الحالية يمثلون حجر عثرة في نهضة البلدين ومن الاستفادة من كل ما هو متاح الآن في خلق جو سياسي معافى من كل الأمراض الاقتصادية ، مما يستدعي ذلك فك الارتباط النهائي بأصدقاء الأمس ، والخطوة الإستباقية التي قام بها سلفاكير في أحالة نواب فصائل الحركة الشعبية المختلفة للصالح العام ، وهي التي دفعت بالمباحثات الأخيرة إلي بر الأمان ، وهي بدورها أنتجت الاتفاق الأخير في معظم المتعلقات التي كانت عالقة ومن بينها المحور الأمني والانسحاب المبدئي للجيشين وتحسين فرص تبادل المنافع ثم ضخ البترول عبر أراضي الشمال ليكون صمام الأمان في مجمل المعاملات التجارية المستقبلية للبلدين
وإن كان الرأي الإقليمي العام وحتى السوداني حتى هذه اللحظة لا يعرف الكيفية التي تم بها الاتفاق بشكله المفاجئ ، صحيح بأن المباحثات استمرت فترة طويلة لمناقشة كافة الملفات وأن هناك ضغوط أميركية مورست على الجانبين لتوقيع الاتفاق ولكن حيثيات الحالة العامة والوضع الذي تم به التوقيع بهذه السرعة على كل الملفات التي كانت عالقة لا علم لأحد بكيفية وضع اللمسات الأخيرة وكيفية تم إقفالها حتى لا يعاود التوتر مرة أخرى
هناك محور مهم جدا و للغاية : وهو ميثاق الفجر الجديد التي تم التوقيع عليه في كمبالا والذي ضم العديد من الأحزاب أو الشخصيات السياسية العامة ، وبالرغم من البلاد تمر بضائقة معيشة ضاربة في أصقاعها ، إلا أن الحكومة لم تعيرها أدني اهتمام ولو بالقدر الكافي ،كما أعارت ميثاق الفجر الجديد ، لأن هذا الاتفاق حرك ساكنها ونومها العميق ووصل إلي درجة عالية في الخزاز بعض الأحيان ، وهذه الحالة السياسية للدولة تكاد أن تكون أشبة بالحالة المرضية المزمنة مما يستدعي طرق علاج قاسية أو ربما تحتاج إلي نوع مثل الكي
ونخلص أن النظامين في الشمال والجنوب يحتاجون إلي إتباع طرق علاج عاجلة لبلديهم لكي يخرجوا من دائرة الفقر المدقع لشعوبهم ، لأن الرؤية المستقبلية أو المعاصرة هي دائما تستمد قوة بصيرتها لأنها تمعن للتجارب السابقة والمعاصرة ، وعلى ضوء ذلك تتقدم في مجهوداتها وأدواتها لتحقيق المقصد الأفضل لشعوبها وليس بالتنكيل والوعيد وسلطة القوة لكسر الرقاب ، لأن التجارب أثبتت بأنها لا تفيد وأن الشعوب لا تستغفل لحين غرة وعلي ساسة البلدين أن يتركوا الأصلح للأصلح وليس التشبث بمباهج السلطة الزائلة لأن انعكاساتها خطيرة ومؤلمة حتى عليهم وعلي أنظمتهم
المحور الأخير : هو محور المانحين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ، وما يهمنا هنا اللعاب التي سالت في كل البلدين وراء ما يسمي بالدول المانحة أو الصديقة والعطوفة بعض الأحيان ، وهي دول صمام الأمان لهم بأن تقدم لهم كل ما يحلمون به أو معترف به ضمن أضابير اتفاقية نيفاشا ، ولكن ساسة دولة السودان بشقيها الشمالي والجنوبي في بادي الأمر فرحوا جيدا لغاية ما ظهرت أضراسهم ،من الدور الذي تقوم به تلك الدول المانحة وما تقدمه لهم ولكن لم يقرأ الأحداث جيدا وبتأني نراهم توهموا ، وتلك الدول كذبوا ، ناسين وراء جريهم الدءوب ما تكيل به تلك الدول من سياسات مزدوجة في عدم تفعيل كل ما هو متفق عليه وحتى لو كان ضمن ما يسمي بالاتفاقيات الدولية ، وأفضل ما تقدمه الإدارة الأمريكية وهو دور مشكورة عليه لأنها ضغطت الأطراف السودانية بأن ينهوا خلافاتهم ويتوصلوا لاتفاق تستطيع به دولتيهم أن تبدأ حياتها السياسية العادية ، وفهم الكلام الغير مباشر ربما يصل إلي هذه النتيجة الحالية أو بمعني عليكم أن تصدروا بترولكم وتحققوا عوائد للقيام بمسئولياتكم وما تشحدوا وكفاكم يا سودانيين شر القتال.

محمد العمدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. زيارة البشير لجوبا تحتاج لفتوي من علماء الهيئة أو من رئيس مجلس الفتوي( نص الراجل الي اسمه
    عصام أحمد البشير …. )

  2. أمريكا كتر خيرها طالما اهتمت بحياة المواطن المغلوب على أمره
    بدل عن بشيرنا وسلفانا .. بس يا تري دافعهم شنو
    تقدر تقول لي .. عايزين اصالحونا ساكت كدا بدون اي مقابل
    بالله دي بتجي .. ولا تكون امريكا دي جنت وعايز تعمل معانا واجب
    وهي اصلن لو عايزا تعمل مع شعبنا المغلوب واجب
    خليها تشوف شوفة حنية بس للاتفاق الجديد
    عشان جماعتنا الكيزان ديل
    ما ينوموا باقي حياتهم
    يمهل ولا يهمل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..