عندما يتحول نجوم الدراما .. إلى أبطال إعلانات

متى نشاهد عملا دراميا جميلا ينتجه التلفزيون القومي يعود بنا هذا العمل إلى سنوات الإنتصار والتحدي ويخرجنا من سنوات المرارة والهزيمة والإنكسار .. يذكرنا بشموخ وأبطال رؤساء حكموا الدولة عدلوا وصدقوا.. ويذكرنا بتاريخ الرجال الذين كتبوا الملحمة العظيمة في تاريخ إستقلال السودان لو تم ذلك سيكون بكل المقاييس عمل فني محترم يليق بتاريخهم المجيد ويكون درسا للأجيال القادمة وتعريفهم بأن السودان كان يحكمه رجال وليس أقزام وكان شامخا على مر الدهور والأجيال لم يعرف الانكسار والإستجداء .. وللفنون والدراما وظيفة عملية مهمة تتمثل في الحفاظ على الآثار التاريخية.. ما المانع أن ينتج التلفزيون فلم عن المهدي وعلي عبد اللطيف وعبد القادر ودحبوبة والسلطان علي دينار والخليفة عبد الله التعايشي والنجومي وغيرهم من أبطال ومن بعدهم الزعيم إسماعيل الأزهري أو المحجوب والشريف حسين الهندي تلك الحقبة الجميلة من تاريخ السودان وكيف كان يتعايش الزعماء السابقين مع بعضهم رغم خلافاتهم السياسية حتى تتعرف الأجيال الحالية والقادمة على ثقافة قبول الآخر وتنبذ العنصرية التي حاولت سياسة المؤتمر الوطني زرعها في النفوس … للفن أهمية كبرى بالنسبة للمجتمع فهو ذا تأثير بالغ في الحياة النفسية لأفراد المجتمع و في حياتنا الاجتماعية و التماسك الاجتماعي أيضا
لقد أنتج تلفزيون مصر فلم الطريق إلى إيلات في التسعينات وفلم (ناصر 56) الذي جسد شخصية الزعيم عبد الناصر بكل مهنية الفنان العظيم الراحل أحمد زكي وعن السادات والعديد من الأفلام وكذلك أنتج التلفزيون المصري فلم عن الملك فاروق رغم مرارات حكمه وبطشه في سنين حكمه للمصرين ولكنه في النهاية أنه تاريخ كما أن فترة حكم جعفر نميري تعتبر تاريخ بكل ما صاحبها من تغيرات وتقلبات وإعدامات تستحق الكتابة والتمثيل
توجد لدينا عناصر ممتازة ومؤهلة وموهوبة منهم المخرج العالمي سعيد حامد وله قدرة فائقة على صياغعة الأحداث الذي أخرج أعظم الأفلام المصرية وأصبح يشكل ثنائية مع الفنان المصري محمد هنيدي ويستطيع إخراج أكبر الأعمال وحسب علمي كان موجودا في السودان وحاول لكنه حورب كما حورب غيره حتى خرج ولم يعد كغيره … وهذه العناصر لم تجد العناية والاهتمام الخاص بها .. وإنني ليعصرني الألم والحزن أن أرى موهبة مثل جمال حسن سعيد الشاعر والمخرج والممثل العظيم يصب كل إهتماماته ومواهبه في ترويج الإعلانات والفنان الدكتور فيصل سعيد والكوميدي الساخر محمد عبد الله والفنانة سامية وبلقيس عوض وتماضر شيخ الدين وغيرهم الكثير من هؤلاء لهم أعمال درامية رائعة بأدائهم المميز وأثبتوا من خلالها إمكانياتهم المهنية الفذة … وهناك فنان من أرض الجزيرة مدينة ود مدني الفنان محمد الشيخ الكثير لا يعرف عنه شيء هذا الرجل مؤسس فرقة الأصدقاء المسرحية ومؤسس الكوميدية السودانية .. لم أنس هذا الفنان وكنا نحن صغار ننتظر الحلقات الكوميدية الأنيقة الجميلة المضحكة التي يقدمها مع الفنان محمد نعيم سعد وبقية نجوم فرقة الأصدقاء المسرحية في تلفزيون الجزيرة في ثمانينات القرن الماضي لقد أسعدوا جمهور الجزيرة كثيرا أين هؤلاء الفنانين العظماء ؟؟ لقد إختفوا فجأة تحت مؤامرة التمكين والتدمير وللأسف سيتركون الساحة خالية تماما من أي أعمال يذكرهم بها الناس
ولا شك أن التلفزيون السوداني لعب دورا كبيرا في تدمير الفن خاصة الدراما وذلك في عدم توفير الإمكانيات لهذه العناصر التي يستطيعون من خلالها الخروج بأي عمل درامي بصورة مشرفة يعيدنا إلى أيام العزّة والكرامة والشموخ ويخرجنا من حالة الكآبة والبؤس والإنكسار التي نعيشها منذ ثلاثين عاما … ولا يريد التلفزيون أن يذكرنا بهذه الأيام وهناك إحساس للعامة بأن إعلام المؤتمر الوطني يتعمد إلى إلغاء ذاكرة الأمة بأكملها وإن بداية المؤامرة أن يتخلص من كل ما يذكرنا بالأمس الجميل .. والإنقاذ منذ قدومها وتسلطها لم تحاول أبداً إخفاء حقيقة نواياها وهي تدمير تاريخ الفن السوداني المشرف فقامت بتدمير المسارح وعدم الإهتمام بها وتعمدت إهمالها وأصبحت بورا تنعق فيها الغربان لعلمها بمدى خطورة الفن الحر وإمكانياته في صناعة التغيير
كنا نتمنى أن نرى على الشاشات مسلسلات وأعمال درامية تحكي أمجاد أبطال الماضي ومعجزات الغد وأن نرى الإنسان السوداني وقد هب واقفا وتجاوز كل إحباطات وانكسارات الحاضر والذلّ والهوان المؤلم الذي يعيشه اليوم بسبب سياسات الدولة الفاشلة . ولهذا لن يكن غريباً ولن يكون أن تحاول حكومة المؤتمر الوطني هدم التاريخ وكل ما يذكرنا به وذلك بالتآمر على الفنانين وإهمالهم مما يجعلهم يبحثون عن لقمة العيش في الهجرة خارج الوطن أو من بقى منهم وكان محظوظا ووجد فرصة إمتهن الترويج لإعلانات البنوك والشركات
وقبل كل شيء تأتي قضية التمويل هي العقبة الكؤود لأي عمل فلم تكن هناك ميزانية للأعمال الدرامية وانه لشيء مخجل … التلفزيون المصري نموذجاً لم يبخل أبدا على هذه الأعمال بالمال والأعمال يصرف عليها ملايين الدولارات فرسخ الوطنية وصنع تاريخ لأبطال مصر في عقول الأجيال وكتب التاريخ في عقول أبنائه جيل بعد جيل بهذه الأعمال الدرامية ..
ولا شك أن الأجيال الجديدة في حاجة لأن تستعيد ذاكرتها من خلال هذه الأعمال الفنية المشرفة
إن الحكومات ذاهبة وفانية لا محال مهما بطشت واعتقلت وقتلت وتبقى الأوطان وإن وجودك في حكم الدولة لفترة تاريخية معينة لا يعني أبدا أن تمسح صفحات الماضي وقد يكون فيها ما يؤلمك كما لا يعني أبدا أن تطوي صفحات مضيئة صاغها أبطالنا بالدماء والعرق والدموع ولا يعني أبدا أن تمسح من عقولنا وعقول أبنائنا تاريخ أباءهم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن .
إن مثل هذه الأعمال لو كتب لها أن ترى النور أفضل من ألف أغنية وطنية ركيكة يشدوا بها مطربون ينقصهم الإحساس .. كما إنها ستكون أفضل من عشرات الملاحم الاستعراضية التي نقدمها بمناسبة وبدون مناسبة ولا يبقى منها شيء على الإطلاق …
نجوم الدراما ثروة وطنية يجب المحافظة عليها قبل فوات الأوان فلا يستحقون هذا الإهمال وهذا التدمير والتشريد المتعمد
[email][email protected][/email]
قال دراما قال… نحن عندنا شوية هواة لا ينفعوا حتى في الإخراج أو التمثيل في الدورات المدرسية، قال تلفزيون قال، أنت فاكر الشغلة لعب وتهريج هذا اصبح علم.
أين رأيت في العالم امرأة في مشهد داخل البيت أو غرفة النوم تلبس طرحة؟
الله لا درسكم.
نظام الإنقاذ منذ حلوله تسلطه على مصير البلاد اعمل معاوله ليس تاريخ الفن السوداني المشرف فحسب بل عمد لتدمير القيم وتخريب الذمم واحباط الهمم فباع الوطن ارضاً وشعباً وكما تاجر بالدين هاهو اليوم يتاجر بارواح الجنود السودانيين يتقدمهم قرباناً لمن يدفع اكثر حتى اصبح الجندي السوداني احد مرتزقي الحروب الخارجية التي لا ناقة له فيها ولا جمل والحروب الداخلية لم تزل تمزق في اوصال ما تبقى من وطن .
حتى متى هذا التحسر والتباكي …!!؟
وماذا كنا ننتظر غير الدمار من نظام يبني نفسه على أشلاء الآخرين ؟!
لقد انتهى زمن الحديث ، وقد آن أوان الفعل الجد من اجل وضع الحد لكل هذه المهازل …..
قال دراما قال… نحن عندنا شوية هواة لا ينفعوا حتى في الإخراج أو التمثيل في الدورات المدرسية، قال تلفزيون قال، أنت فاكر الشغلة لعب وتهريج هذا اصبح علم.
أين رأيت في العالم امرأة في مشهد داخل البيت أو غرفة النوم تلبس طرحة؟
الله لا درسكم.
نظام الإنقاذ منذ حلوله تسلطه على مصير البلاد اعمل معاوله ليس تاريخ الفن السوداني المشرف فحسب بل عمد لتدمير القيم وتخريب الذمم واحباط الهمم فباع الوطن ارضاً وشعباً وكما تاجر بالدين هاهو اليوم يتاجر بارواح الجنود السودانيين يتقدمهم قرباناً لمن يدفع اكثر حتى اصبح الجندي السوداني احد مرتزقي الحروب الخارجية التي لا ناقة له فيها ولا جمل والحروب الداخلية لم تزل تمزق في اوصال ما تبقى من وطن .
حتى متى هذا التحسر والتباكي …!!؟
وماذا كنا ننتظر غير الدمار من نظام يبني نفسه على أشلاء الآخرين ؟!
لقد انتهى زمن الحديث ، وقد آن أوان الفعل الجد من اجل وضع الحد لكل هذه المهازل …..