مقالات سياسية

عودة قوش

منذ أن أعلن السيد رئيس الجمهورية تعيين مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق، الفريق أول صلاح عبد الله (قوش) في نفس المنصب، والخبر ما يزال مسيطراً على (نقاشات) الشعب السوداني عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو اللقاءات المباشرة بين أغلبية متشائمة وأقلية متفائلة، كما أن الصحف لم تترك شاردة ولا واردة عن الرجل إلا وذكرتها، منذ أن ولد وحتى يوم أول أمس وهو يستقبل المهنئين في داره الفخيمة بعد قرار التعيين وكأنه فاز في انتخابات حرة نزيهة. كثيرون اجتروا ذكرياتهم ومواقفهم مع قوش، كذلك لم ينسوا إعادة ما حدث له حين تمت إقالته و ما قاله بعد ذلك، بل أعادوا حتى ما كتب عنه من مقالات في ذلك الوقت، وقطعاً الموضوع لن يتوقف عند هذا الحد وسيكون السيد صلاح قوش محل متابعة من الشعب السوداني فهو صاحب حساب مفتوح لدى الشعب ضمن أرصدة أهل الإنقاذ. ليس هناك أحد مندهش لماذا أعيد قوش إلى نفس المنصب، فهذا هو طبع حكومة الإنقاذ تعيد الكوادر القديمة والتي أبعدت ولا يهم لأي سبب إبعادها فشل أم نجاح أم حسابات أخرى؟، المهم عندها أن لا يدخل كبينة قيادتها أحد لم يشارك في السلطة، وعندما يعاد أحدهم لا يرفض مهما كانت طريقة الإبعاد ، وبغض النظر عن كل ذلك التاريخ يظل واحداً من منظومة كاملة أثبتت فشلها في إدارة السودان لمدة 28 سنة ويزيد، وبما أن عودته الآن لن تغير في عقلية المنظومة فهي ليست مفيدة للسودان وشعبه، بل وليس لدى الحكومة ما يبعث على التفاؤل فهي ستظل تدور في هذه الحلقة ، وهناك توقعات بعودة آخرين. وبغض النظر عن كل ذلك أيضاً فإن السيد صلاح قوش غادر المنصب قبل ما يقارب عقد من الزمان، وهو الآن يعود وكل الأشياء قد تغيرت كثيراً وتعقدت جداً خاصة فيما يتعلق بالأمن، صحيح أن قوش موجود بالسودان ومتابع كل ما يحدث عن قرب بحكم وجوده في البرلمان، ولكن سيجد نفسه أمام امتحان جديد أكثر صعوبة، ما بين منظومة فاشلة تحكم بالقوة وشعب يطلب الخلاص ولم يعد يهمه من يأتي إلى المناصب أو يذهب، فماذا يحمل قوش لحكومته، نرجو ونتمنى أن يهديها ويدلها على احترام المواطن مهما فعل وأرجو أن يتحملنا حين نوضح له الخلل. عموماً لن يحتاج السيد صلاح قوش لنذكره فهو أفضل من يقيِّم نفسه وتجربته وهو أيضاً حر في اختيار طريقه اليوم.
التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..