الرسم على الجدران.. هواية من ذهب “طارق عز الدين”

حوار – أماني خميس
طارق عزالدين، شاب في العقد الثاني من عمره، يدرس بجامعة النيلين كلية الهندسة، اتخذ من صغره الرسم على الجدران هواية له، ثم وعلى أوراق الهندسة البيضاء المصقولة جيداً ابتدر اتجاهات أخرى في الرسم، فبدأ يرسم كل ما يخطر بباله، لكنه ظل مولعاً برسم الطبيعة والحيوانات والطيور ووكناتها وأعشاشها، يجسدها كما هي، وكأنه يستخدم كاميرا رقمية بالغة الدقة والحساسية.
طارق، ولسنوات، تخلى عن هوايته مؤقتاً إذ مر بصعوبات جمة في التوفيق بينها وبين دراسته للهندسة، لكنه ما إن أنجز الجانب الأكاديمي حتى نهض وقام إلى هوايته الأثيرة مرة أخرى، وها نحن التقيناه في هذه (الحوارية) الخفيفة للتعرف على بعض التفاصيل المتصلة باشتغالاته على الرسم.
* حدثنا عن البدايات؟
كنت، منذ نعومة أظفاري ولا زلت بالطبع عاشقاً للأشكال الهندسية وفن الرسم وبعد تدرجي في المراحل التعليمية وإلى أن امتحنت الشهادة السودانية سعيت لأحقق أحلامي عبر الرسم، خاصة وأنني لم أتمكن للوهلة الأولى من الالتحاق بكلية الهندسة.
* وماذا بعد ذلك؟
لم أفقد الأمل في تطوير هوايتي وقررت أن أترجمها إلى عمل حقيقي على أرض الواقع وبدأت أمارسها كحرفة تدر علي عائداً مادياً، مع الأتراك أولاً، وكانت بدايتي عادية إذ كنت أساعد الأتراك في عملهم حتى اكتسبت الخبرة ومن ثم بدأت عملي الخاص.
* طريق الشهرة شاق؟
عملت مع الأتراك لمدة ثلاثة أشهر أو أربعة، وبعد ذلك انتقلت إلى مواقع مختلفة، أما الأمر الذي مهد وسوى لي طريق العمل فكان خطأً فنياً حدث من مهندس تركي عند التسليم النهائي لأحد المواقع حيث كنت أعمل فيه مع الأتراك، أصحاب العمل ما كان منهم إلا وطردوا الأتراك من الموقع، فيما وافقت أنا على إصلاح الخطأ دون مقابل، وبالفعل نجحت في ذلك، ومذّاك أصبح المهندس (المقاول) يتعامل معي ويخصني بمشروعات كثيرة.
* أنت طالب جامعي ألا يتعارض عملك مع الدراسة؟
بالنسبة للدراسة زمان كانت هناك مشكلة لأنني كنت أعمل تحت إدارة مهندسين بعينهم، أما الآن فأنا مستقل بعملي وأعمل لحسابي، لذلك لا تواجهني أي مشكلة.
* كم تتقاضى؟
في بدايتي كنت أعمل باليومية وفي نهاية الأسبوع أتلقى أجراً يبلغ (360) جنيها بمعنى أن اليومية (60) جنيها.
* هل تسهم مع الأسرة أم تصرف على نفسك فقط؟
في بداية دراستي كنت أصرف على نفسي، وأقدم بعض المساعدات لأفراد أسرتي عندما يكون لدي فائض من مصروفات الجامعة، أما الآن فأنا أصرف على أسرتي، بعد أن تحسن دخلي وصرت مستقلاً في عملي.
* طبيعة عملك، احك لنا بعض التفاصيل؟
أصلا هذا العمل جاء إلينا من أوروبا ويعتبر عملا حديثا نسبياً، السودانيون الموجودون نقلوا التصاميم والخرائط إلينا، وكذلك الأتراك، وهو عمل مطلوب ومرغوب به خاصة بالنسبة للعمارات والأبراج الكبيرة وهو يعالج نظام الديكور وبه مميزات كثيرة أولها أنه عازل للرطوبة ويقلل من ارتفاع درجات الحرارة وله أشكال وتصاميم جميلة ومغرية على شكل رسومات بحسب اختيار صاحب العمل.
* وعن الراتب؟
لا نتقاضى رواتب، بل (نقاول) عليه بالمتر، الواحد بـ (70) جنيها، أما متر الرسومات فيبلغ (80) جنيها.
* ختاماً في أي مستوى تدرس؟
في المستوي الرابع بكلية الهندسة.
اليوم التالي