
إبراهيم سليمان
قِيل ، إذا كنت مع الناس في مجلس ، سيطر على لسانك ، وإن كنت مع نفسك ، فسيطر على عقلك . يبدو لنا أنّ الدكتور عبدالله حمدك ، رئيس وزراء الحكومية الانتقالية ، خلال محنته الأخيرة ، التي اختلى فيها بنفسه قسراً ، فقد السيطرة على عقله ، وأتبع هواه ، فأورده الخيبة.
صاغ في تبريراته فيما صاغ ، المحافظة على المكتسبات الاقتصادية التي أنجزها خلال العامين الماضيين ، وحقن الدم السوداني. الدكتور عبدالله حمدوك ، الذي توجه الشارع الثوري رئيسا لوزراء الفترة الانتقالية ، يعلم علم اليقين ، انّ ثوار ديسمبر الأشاوس ، استبسلوا واستشهدوا من أجل إسقاط نظام الإنقاذ الشمولي الاستبدادي ، توقاً للحرية ، وعشقاً للحكم المدني ، واختصرت شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة ، ولم يخرج من أجل الرفاه المعيشية ، لذا لا نظن أن الدكتور المبّجل ، يحتاج لمن يفهمه أن إنجازاته الدولية والاقتصادية هي محل تقدير، لكنها ثانوية ، ولا يمكن مقايضتها بعشر معشار إحدى مرتكزات الثورة .
وطالما هو “حنيّن” على حال البلد إلى هذا الحد، ومشفق على الأوضاع المعيشية للمواطن السوداني إلي هذه الدرجة ، لماذا رفض عرض النظام البائد ، الذي ترجاه وتوّسل إليه لتولي حقيبة المالية قبيل سنوات معدودة من اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة؟ طمعاً في فك الحصار الدولي المطّبق على البلد بسبب أفعالهم ، لماذا رفض عرض السفاح البشير ، وقبل عرض شركاء الدم بزعامة القاتل البرهان في 21 نوفمبر؟
الدكتور حمدوك ، على دراية أنّ الشعب السوداني مقت حكم العسكر، وكره الكيزان كراهية العمى ، وهو باتفاقه المنقلب على الوثيقة الدستورية ، يعني أنه أعطى الضوء الأخضر، للإبقاء على بئرهم في مفاصل الدولة، والتمهيد لعودة المبعدين منهم إلى الحكم . ومن أجل الإيهام بالمحافظة على المكتسبات الاقتصادية ، يمد المدية الصدئة للقتلة لنحر العدالة ، وقتل الحريات العامة؟ وهذه حسابات خاطئة بكل المعايير .
ليس هنالك كبير عناء لكشف أنّ مصوغات حمدوك لتبرير اتفاقه مع شركاء الدم ، لا يعدو أن تكون نزوة شخصية ، وإتباع هوى النفس الأمّارة بالسوء ، أذ أنه سيد العارفين ، أنّ العسكر شركاء الدم ، ليس لهم إلّاّ ولا ذمة ، ولا يمكن الركون إليهم أو الوثوق بهم ، وحتى هذه المكاسب الاقتصادية التي يتحدث عنها ، ويمُن بها على الشعب السوداني ، والخوف عليها كأنها إنجازات تخصه وحده ، قد تجد العراقيل الدولية في إنعاشها والمحافظة عليها، إذ قال أكثر من جهة دولية نافذة منها “ماما أمرييكا” أنّ الاتفاق الأخير ليس كافياً ، والسيد حمدوك يعلم باقي المطلوبات من سجانيه وشركائه القتلة والغدارين.
المجتمع الدولي يراقب الإتفاق ، ويراقب الشارع الثوري كذلك ، إما حمدوك فقد أدار ظهره لمن هتفوا باسمه وجعلوه رمزاً لمدنيتهم، ولو لا صمود شباب الثورة الأشاوس، وزلزال مليونياتهم المتكررة ، لا ظن أن العسكر والمجتمع الدولي ، سيأبهون به وهو في محبسه ، وللبس في سجنه بضع سنين، ولو لا الصوت العالي والمدوي للثوار في شوارع وأحياء مدن السودان ، لنجح البرهان في تجاوز السيد حمدوك ، وبارك المجتمع الدولي حكومته الانقلابية كأمر واقع، ولكن حسابات حمدوك الخاطئة ، زيّنه له غير ذلك، وظن أنه الأعقل ، والأدرى بمصالح الشعب السوداني ، والأحرص على مستقبل البلاد من الشارع الثوري ، وكافة الكيانات السياسية ، عدى شركاء الدم ، وهذا يعنى أن السيد حمدوك ، سفّه الشارع الثوري ، والقوى السياسية كذلك ! .
أما حكاية حماية الدم السوداني ؛ فمن الواضح أنه يعنى دم الثوار الأحرار في شوارع المدن ، الذين اعتزم شركاؤه على إبادتهم مهما بلغ حشودهم من أجل الفرار من العدالة التي تنتظرهم ، وحتى السذج يعلمون ، أنّ هذا المصوغ ، لن يصمد لأسبوع واحد ، ويعلمون ان السيد حمدوك ، سيلوذ بالصمت ، متصنعاً الحكمة ، ومدعياً رباطة الجأش ؛ وقد كان ، فالدماء التي اريقت في مروج جبل مون ، كادت أن تغرق أهالي غرب دارفور أجمعين ، ولم نطلع حتى على بيان من السيد رئيس الوزراء ! .
إذا غيّبت العاطفة ، معنى الحرية وثمنها عن عقل السيد حمدوك في محبسه ، فليعلمها من صاحب البلبل الغريّد حيث قال :
صاغ في تبريراته فيما صاغ ، المحافظة على المكتسبات الاقتصادية التي أنجزها خلال العامين الماضيين ، وحقن الدم السوداني. الدكتور عبدالله حمدوك ، الذي توجه الشارع الثوري رئيسا لوزراء الفترة الانتقالية ، يعلم علم اليقين ، انّ ثوار ديسمبر الأشاوس ، استبسلوا واستشهدوا من أجل إسقاط نظام الإنقاذ الشمولي الاستبدادي ، توقاً للحرية ، وعشقاً للحكم المدني ، واختصرت شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة ، ولم يخرج من أجل الرفاه المعيشية ، لذا لا نظن أن الدكتور المبّجل ، يحتاج لمن يفهمه أن إنجازاته الدولية والاقتصادية هي محل تقدير، لكنها ثانوية ، ولا يمكن مقايضتها بعشر معشار إحدى مرتكزات الثورة .
وطالما هو “حنيّن” على حال البلد إلى هذا الحد، ومشفق على الأوضاع المعيشية للمواطن السوداني إلي هذه الدرجة ، لماذا رفض عرض النظام البائد ، الذي ترجاه وتوّسل إليه لتولي حقيبة المالية قبيل سنوات معدودة من اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة؟ طمعاً في فك الحصار الدولي المطّبق على البلد بسبب أفعالهم ، لماذا رفض عرض السفاح البشير ، وقبل عرض شركاء الدم بزعامة القاتل البرهان في 21 نوفمبر؟
الدكتور حمدوك ، على دراية أنّ الشعب السوداني مقت حكم العسكر، وكره الكيزان كراهية العمى ، وهو باتفاقه المنقلب على الوثيقة الدستورية ، يعني أنه أعطى الضوء الأخضر، للإبقاء على بئرهم في مفاصل الدولة، والتمهيد لعودة المبعدين منهم إلى الحكم . ومن أجل الإيهام بالمحافظة على المكتسبات الاقتصادية ، يمد المدية الصدئة للقتلة لنحر العدالة ، وقتل الحريات العامة؟ وهذه حسابات خاطئة بكل المعايير .
ليس هنالك كبير عناء لكشف أنّ مصوغات حمدوك لتبرير اتفاقه مع شركاء الدم ، لا يعدو أن تكون نزوة شخصية ، وإتباع هوى النفس الأمّارة بالسوء ، أذ أنه سيد العارفين ، أنّ العسكر شركاء الدم ، ليس لهم إلّاّ ولا ذمة ، ولا يمكن الركون إليهم أو الوثوق بهم ، وحتى هذه المكاسب الاقتصادية التي يتحدث عنها ، ويمُن بها على الشعب السوداني ، والخوف عليها كأنها إنجازات تخصه وحده ، قد تجد العراقيل الدولية في إنعاشها والمحافظة عليها، إذ قال أكثر من جهة دولية نافذة منها “ماما أمرييكا” أنّ الاتفاق الأخير ليس كافياً ، والسيد حمدوك يعلم باقي المطلوبات من سجانيه وشركائه القتلة والغدارين.
المجتمع الدولي يراقب الإتفاق ، ويراقب الشارع الثوري كذلك ، إما حمدوك فقد أدار ظهره لمن هتفوا باسمه وجعلوه رمزاً لمدنيتهم، ولو لا صمود شباب الثورة الأشاوس، وزلزال مليونياتهم المتكررة ، لا ظن أن العسكر والمجتمع الدولي ، سيأبهون به وهو في محبسه ، وللبس في سجنه بضع سنين، ولو لا الصوت العالي والمدوي للثوار في شوارع وأحياء مدن السودان ، لنجح البرهان في تجاوز السيد حمدوك ، وبارك المجتمع الدولي حكومته الانقلابية كأمر واقع، ولكن حسابات حمدوك الخاطئة ، زيّنه له غير ذلك، وظن أنه الأعقل ، والأدرى بمصالح الشعب السوداني ، والأحرص على مستقبل البلاد من الشارع الثوري ، وكافة الكيانات السياسية ، عدى شركاء الدم ، وهذا يعنى أن السيد حمدوك ، سفّه الشارع الثوري ، والقوى السياسية كذلك ! .
أما حكاية حماية الدم السوداني ؛ فمن الواضح أنه يعنى دم الثوار الأحرار في شوارع المدن ، الذين اعتزم شركاؤه على إبادتهم مهما بلغ حشودهم من أجل الفرار من العدالة التي تنتظرهم ، وحتى السذج يعلمون ، أنّ هذا المصوغ ، لن يصمد لأسبوع واحد ، ويعلمون ان السيد حمدوك ، سيلوذ بالصمت ، متصنعاً الحكمة ، ومدعياً رباطة الجأش ؛ وقد كان ، فالدماء التي اريقت في مروج جبل مون ، كادت أن تغرق أهالي غرب دارفور أجمعين ، ولم نطلع حتى على بيان من السيد رئيس الوزراء ! .
إذا غيّبت العاطفة ، معنى الحرية وثمنها عن عقل السيد حمدوك في محبسه ، فليعلمها من صاحب البلبل الغريّد حيث قال :
قد كان عندي طائر في قفص من ذهب
ولم أكن امنعه من مأكل أو مشرب
ففر عني ومضى بدون أدنى سبب
وقال لي : حريتي لا تشترى بالذهب
ولم أكن امنعه من مأكل أو مشرب
ففر عني ومضى بدون أدنى سبب
وقال لي : حريتي لا تشترى بالذهب
تحليل منطقي وعقلاني،لافض فوك استاذنا الفاضل