مقالات سياسية

دماء في الساحة الخضراء.. ربما..؟!

*تنتوي المجموعة المسماة (قوى الحوار الوطني) تنظيم مسيرة  باسم  (نفرة السودان) في يوم الأربعاء ٩ يناير الجاري بالساحة الخضراء يخاطبها عمر البشير، الذي ذهب إلى القصر رئيسا بعد الإنقلاب المشؤوم.. و لا يزال رئيسا يطالب الشعب بإسقاطه..

*ماذا تريد هذه الجماعة أن تثبت  بقيام المسيرة المرسومة، بل ماذا سوف  يثبته النظام و لم يثبته طوال الاسبوعين الماضيين و سياراته العسكرية تجوب الشوارع و الأزقة شبرا شبرا و أسلحة ميليشياته المتعددة الأسماء ترعب الشارع راكبة و ترعبه راجلة، تأكيدا على سطوة وسيطرة النظام على الأوضاع دون جدوى.. فالشباب الأعزل يقاوم بالهتافات المزلزلة للنظام.. و الرصاص  يخترق رؤوس الشباب و  المعتقلات تمتلئ بالشرفاء شيبا و شبابا؟

*ماذا يريدون أن يثبتوا بتزوير الواقع المعاش..؟ و عن ماذا سوف يتحدث البشير أمام جماهيره المحشودة في الساحة الخضراء، بينما كل ما يمكنه قوله لن يخرج عن ما سبق و قاله مرارًا لدرجة سأم المتابعين لخطاباته ومللهم من كذبه الأصنج و رقصاته على دماء الشهداء؟

*لن يكون هناك جديد في المسيرة المرسومة سوى المزيد من هدر موارد البلاد في الصرف على ترحيل جماعات أرزقية من كل مكان إلى الساحة الخضراء و الصرف على مأكل الأرزقية و مشربهم و على التجهيزات المقامة في الساحة..؟

*جاء في الأنباء أن كسلا شرعت في تسجيل أسماء الراغبين في السفر إلى الخرطوم مجانا للمشاركة في المليونية المزعومة لتأييد البشير.. و سوف تحذو الولايات الأخرى حذو كسلا..
أما هنا، في ولاية الخرطوم، فقد  تم صرف مبالغ مالية كبيرة للمعتمديات لإستئجار الحافلات و البصات العاملة في الولاية والبصات السياحية السفرية لنقل الموالين للنظام و لإجبار طلاب المدارس و الموظفين و حشدهم في الساحة الخضراء..

* و سوف تتكرر الأسطوانة  المملة المطالبة بالتهليل و التكبير و “سير سير يا البشير..!” و ليس بمقدور البشير السير لعجز لا يرجى شفاؤه في ساقيه.. و لإصرار الشباب الثائر و هتافه المستمر: تسقط بس!

*و سوف يسقط، دون شك..

*قد يخدع النظام الإعلام الخارجي بالحشد الكاذب لكنه لن يقنع الشعب السوداني.. فكل من في السودان يعلم أن عمليات القمع و القتل المستمرة هي التي تؤجل سقوط النظام إلى حين.. و أن على النظام ألا يراهن على خمود الثورة.. و ألا يعتقد أن الحشود المزيفة سوف تغير من مسار الثوار نحو القصر في النهاية، رغم أنف بشار جمعة أرو، الناطق الرسمي، باسم النظام.. و الذي يصر إصرارا على أن: “لا بديل لواقع البلاد غير الحوار، وأي حديث خلافه تهديد للامن الوطني ومرفوض! الدعوة إلى حل مشكلات البلاد عبر الحوار قائلاً: “نتحاور بس”.

*نحن من يملك حق الرفض يا بشار جمعة أرو.. و نقول لك و لمخدميك أنه لا توجد منطقة وسطى بين إرادة الجماهير و إرادة نظامكم و لا توجد أرضية للحوار.. و “تسقط بس!” هو شعار الثورة..
عثمان محمد حسن
[email protected]

تعليق واحد

  1. طبعاً يا عم عثمان نتمنى أن تسير الأحداث وفق تسلسل 1985 فمسيرتهم هذه نتمنى أن تكون ( مسيرة الردع) التي لم يأتِ إليها غير بضعة موظفات ومعاشيي الاتحاد الاشتراكي وبقايا كتائب مايو وأطفال طلائع مايو ، ويبدو أن أمنياتنا في طريقها للتحقُّق ةفق معطيات أولية لهذه المسيرة المزعومة إذ ذكر المنظمون في الأول أن نقطة التجمُّع هي حدائق القصر( نفس مكان مسيرة الردع) ثم تذكروا أحداث الماضي وغيروا نقطة التجمع إلى الساحة الخضراء . المهم لا نتوقع مشاركة غير ناس الدفاع الشعبي وجيش النفعيين من الموظفين المُمَكَّنَين طوال السنوات الثلاثين الماضية ، وعلسه فانشغال القوات الأمنية والقتلة بالتجمُّع في الساحة الخضراء الساعة التاسعة صباحا ( مكان بعيد عن أمدرمان ، وقد لا يكتمل اجتماع الناس إلا بعد الحادية عشر) وأظنها فرصة عظيمة لنا نبدأ التجميع في ميدان الشهداء عند العاشرة تماماً مع توقع خلو أمدرمان من العناصر الأمنية لانشغالها بمسيرة الردع .
    ففي ذلك خير كثير لنا منها إلهائهم وارهاق قواتهم بما سيحدث في الساحة الخضراء لما فيه من تخفيف الضغط علينا في أمدرمان ، بجانب انصراف اللإعلام العالمي الحُر عن نقل مسيرتهم والتفرَّغ لنقل أحداث أمدرمان ، إذ أن المسافة بين ميدان الشهداء والبرلمان لا تعدو أكثر من سبعة إلى عشر كيلو ، مع كثرة الشوارع الجانية والأزقة في المنطقة ستواجه القوات الأمنية مع قلتها صعوبات بالغة في تفريق المسيرة ومنعها من الوصول إلى البرلمان . ونحن الآن نعمل على تنظيم مسيرات من الفيحاب لاغلاق كبرى الفتيحاب وأخرى لأغلاق كبرى شمبات وثالثة تنطلق من قلب الخرطوم لتعطيل حركة القوات الأمنية من الساحة الخضراء إلى أمدرمان بعد الساعة الحاية عشر صباحاً . يعني كده كده لو قامت مسيرتهم هم خسرانين .

  2. والله يا استاذ موسى ضحكت من كل قلبي وانا اقرأ تعليقك الرائع. هذه ايام خالدة ستعيش في وجداننا للآبد وحتى آخر ايام حياتنا ونحن نرى الجيل الحالي من الشباب من امثالكم يلقن تجار الدين واللصوص القتلة دروس في الوطنية والثبات والصمود بشكل جعل الأرض تميد تحت اقدام المعتوه القشير وكل عصابة الأنجاس. المواجهة كما ذكر استاذنا عثمان هي بين الشعب وبين هؤلاء المجرمين وحتما وصدقا سوف تتحقق نبوؤة المرحوم الاستاذ محمود محمد طه بأن الكيزان سوف ينتزعون من ارض السودان انتزاعا. احد اقاربي اكد لي عبقرية هذا الشعب والتكتيكات التي يتبعها الشباب في التعاطي مع قوات الامن اللي اصبحت منهكة ومرهقة بعد تشتيب جهودها وما حديثك استاذ موسى الا تأكيد لما قاله لي. نصر الله شبابنا وشعبنا على هذا النظام المجرم وارانا في عمر البشير وعلي عثمان طه ونافع واحمد بلال وكل عصابة الكيزان يوما اسودا قريبا وعاجلا غير آجل وواسع الرحمة لشهدائنا والشفاء العاجل لمصابينا وإنها لثورة حتى النصر. وتسقط بس.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..