منوعات

الحكومة..مهجومة

لابد من أن نشيد بدور الصحافة السودانية وما تقوم به من مهنية عالية في كشف ملفات الفساد هذه الأيام، ولابد من أن نعترف أن الصحافة يمكن أن تكون أداة وعصاة ضرباتها موجعة على ظهور المفسدين. وتُعد الصحافة أهم الأدوات الأساسية لممارسة الديمقراطية، ووجودها يمثل ركناً من أركان الحياة الديمقراطية.. فللصحافة دور فعال ومهم جداً في التعبير عن آراء الأفراد والمواطنين، وفي كل القضايا التي تهم حياتهم وفي عرض المقترحات والحلول لكل ما يتعلق بشؤون مجتمعهم الى السلطة والى الجماهير أيضاً.. ويمكن أن يحدث العكس وتعكس الصحافة أخطاء السلطة ليكون الحكم هو المواطن.. ولقد لعبت الصحافة دوراً وطنياً مهماً في كثير من بلدان العالم في مقارعة الاستعمار والوقوف في وجه الطغيان والاستبداد، وفي فضح المشاريع والمخططات المعادية لطموح أمتهم وقوميتهم. وتبصير الشعب بحقوقه وتعريفه بأساليب أعدائه وحتى في نجاح الربيع العربي مؤخراً
والإعلام بوسائله المتطورة، أقوى أدوات الاتصال العصرية التي تعين المواطن على معايشة العصر والتفاعل معها، وما لاحظناه من ثورة إعلامية تكنولوجية. والإعلام الذي يشهده العالم، قد قلب كل الموازين حتى معلوم لدينا إنه ومنذ زمن طويل أن أول خطوة في إنجاح أي انقلاب، هي الاستيلاء على مقر الإذاعة والتلفزيون. والدور الذي لعبه الإعلام في إسقاط أنظمة الحكم في دول كثيرة ودورها في الحرب على العراق حتى أن الاحتلال الأمريكي قد اعترف بأنها كانت حرب إعلامية، مما يؤكد دوره ومكانته وأهميته.
والناظر للصحافة هذه الأيام، يجد أنها تقوم بدور كبير، يتمثل في كشف كل مواعين الفساد المستوية أو التي لم تستوِ بعد، أو تلك التي تُطبخ الآن على نار هادئة. وتبقى أوجه الفساد مهددة بأن ترفع عنها الصحافة القناع لتبين للناس الحقيقة، وهذا يرجع الى بسط الحريات التي بات يتمتع بها الإعلام في هذه الفترة تحديداً، وأن كل ما ينقصه الآن هو (ورقة) تُسمى (المستند) ولا شيء يخيف الصحافي ويحول بينه وبين نشر المعلومات.
وهذا يؤكد أن ضمير الصحافة حي لا يموت، وليس كما قال البعض ألا صحافة في السودان، وأن الأقلام مقيدة. والذي يريد أن يعرف دورها حقاً، فليتقدم بالمستندات. والحديث الى القابعين في المكاتب وما زالوا يعملون تحت رؤوس مفسدة الصامتون والمكممة أفواههم، والى الذين ما زالت ضمائرهم تتوارى خلف ستار الخوف. فالوقت قد حان وآن الأوان لكشف المستور. فربما يكون طريقك الى صحيفة أسهل بكثير من طريقك الى مركز شرطة لكي تبلغ عن (لاهط) للمال العام.
ولا أدري كيف هو شعور الحكومة هذه الأيام، أهي تراقب عن بُعد بسعادة لكشف مواعين الفساد كما جاء في آخر تصريح للوطني: (ماضون في محاربة الفساد)، أم أنها (مهجومة) لجرأة الصحافة في التعامل مع ملفات الفساد كما جاء في تكملة التصريح (ولن نأخذ الناس بالشبهات)؟!.
طيف أخير:
فاجعتك أحياناً قد لا تكون في زيْف الشخص.. ربما تكون في حقيقته!!..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السرقه تبدا بصغار الأهطين الصغار الذين يجوبون الأحياء لجمع وجباية النفايات ولا يعطون إيصال بالإستلام

    ولا بد أن يعلم هؤلاء الذين على راس السلطة بأنهم موظفين عند هذا الشعب مؤتمنين على أمواله وخدمته

    ثم يجب الفصل بين حزب المؤتمر الوطني وبين المال العام

  2. يااستاذة تاريخ الفساد في الانقاذ بدأ منذ استيلا هؤلاء على السلطة ، وكل ماينشر في الاعلام حدث منذ وقت طويل ، ولكن الجديد في الامر هو الاختلاف البائن بين اللصوص فيما بينهم ، وصغر ماعون السلطة ، الذي لايسع الجميع ، لان الانتهازيين والطفيليين في تزايد اكثر من مواقع اللهط ، وعجلة الاقتصاد توقفت بالكامل

  3. ( وتبقى أوجه الفساد مهددة بأن ترفع عنها الصحافة القناع لتبين للناس الحقيقة، وهذا يرجع الى بسط الحريات التي بات يتمتع بها الإعلام في هذه الفترة تحديداً، )
    الصحافة لم تقم بأي دور في كشف الفساد وانما الذي يدور هذه الايام هي تصفية حسابات بين افراد النظام الماسوني الذي يحكمنا
    اما حديثك عن الحريات التي يتمتع بها الاعلام هذه الايام فهذا غير صحيح بدليل ايقاف الصحفيين ومنع اذاعة مقابلة مبارك الفاضل في تلفزيون النيل الازرق واتحدى اي صحفي ان يتناول فساد القطط السمان وحصر ممتلكاتهم ودورهم في الفساد والافساد والقتل والتهديد وان يبرز الوثائق
    ما تحلمي يا اختنا ساكت !!!

  4. يابتي المشكلة ما بقت في كشف الفساد المشكلة بقت في كيفية محاربة الفساد لانه اصلا الفساد ده الكبير والصغير يعرفه واستحالة محاربتة لانه النظام نفسه هو الذي يحمي الفساد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..