أخبار السودان

المسافة بين سياسة التحرير ..ونجاسة التحوير ..!

لا أفهم في الإقتصاد ربما أكثر من معرفتي باللغة الصينية التي لا تتجاوز التحية بعبارة ني هاو..ولكن المثل يقول من لم يمت حتى الآن وهو ميت لامحالة لابد أنه قد شقّ المقابر !
فالتحرير للإقتصاد الذي عرفناه اما بالزيارات المباشرة أو الإقامة الطويلة أو القراءة عن سياسات الدول التي حررت اقتصادها من قبضة الدولة حتى تنعتق من الترهل الوظيفي وتبعات الصرف من الخزينة العامة على بعض المشروعات و بوابات التجارة الواسعة و خشية الفساد والتلاعب بمقدرات المواطن وتجنب الرقابة المكلفة لضبط الآداء وبالتالي ترك جانب واسع من تلك الأنشطة للقطاع الخاص أو الإستثمار تحقيقا لربحية معقولة وبمهنية عالية مقابل خدمات مثالية في حدها المعقول وبالتالي رفد الدولة برسوم ومداخيل مستحقة تتمثل في الضرائب والجمارك الخ !
بيد أن ذلك بالضروروة مثلما يرفع عن كاهل الدولة ثقلا مهما وكبيراً ولكنه يبقى على مسئؤليتها الأصيلة تحمل الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة بحيث تفرد لهما كتوف الميزانية العامة المكتنزة باللحم لتغذية إحساس المواطن بوجود الدولة في حياته اليومية بتوفير حقوقه بل و ليبلغ فائض تلك الميزانية ملامسة خطوط دعمه في مجالات الكهرباء و المياه والرعاية الاجتماعية وغيرها من همومه اليومية إمعانا بالمقابل في تجسيد الشراكة مع الدولة المتمثل في الإيفاء بالتزامته الواجبة تجاهها دون ضرر أو ضرار !
لكن نجاسة التحور بالمفاسد .. أن يصبح الوطن وأهله واقعين في هوة رفع يد الدولة عن مسئؤلياتها تجاه أساسيات الخدمات و ترك سياسة التحرير آداة لافقار الموطن بالتحالف بين فساد السياسيين المحسوبين على آلة الحكم وانتهازية راس المال الطفيلي الذي يريد أرباحا فاحشة يختطفها قسرا من جيب المواطن المثقوب وبدون الإيفاء بالتزاماته حيال زبائه إن جاز لنا التعبير و تهربه بل تحايله تجاه استحقاقات الدولة التي تحابيه حكومتها بدافع الإنتفاع الذاتي لمنتسبيها !
ما يحدث في الدول التي تحكمها الشفافية الديمقراطية وفصل السلطات لتمكين الجهات التشريعية من أداء دورها الأمثل و قيام القضاء بالتحكيم المحايد و بالتالي تلزمها بواجباتها تجاه المواطن بأن تجعل ميزانية التعليم والصحة هي ما يفوف السبعين في المائة و بجودة عاليه في الكم والكيف فهو تحرير حقيقي محمود !
أما ما يحدث عندنا حيث ميزانية التعليم المفقود والصحة غير الموجودة في ظل ذهاب تلك السبعين بالمائة لذلك المابجيب إسمه .. فانه تحوير لخصه السيد ابراهيم محمود الذي يتحدث بعقلية الذي لايرى الا بعين الحاكم العشواء عن واقع الحال والذي قال لقد جئنا الى الحكم وكان السودانيون يتقاسمون الصابونة ..!
وليتكم تعيدوننا الى حيث ذلك الزمن يا سيادة المساعد النجيب
لنقتسم النبقة ايضا في مودة وتراحم بدلا عن إقتسام الذلة في عدم وجود ذرة كرامة وانتم تمدون الأكف للخارج بمن فيهم التي كان قد دنا عذابها في زمانكم الأول ، وها أنتم ترفعون لها القرعة في ظل سياسة التحويروالخراب والدمار وكل وفودكم تتغنى بقصيدة عنوانها .. كرامة لله يا محسنين !
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..