مقالات سياسية

قراصنة الفوتوشوب ومخاطر خصصة الحرب علي الارهاب

اثار تقرير علي درجة عالية من الاهمية نشره الموقع الرسمي للجنة الدولية للصليب الاحمر حول خصصة الحروب وموقعه من القانون الدولي والانساني موجة من المخاوف حول المصير الذي ينتظر العالم في ظل حالة الانفلات الامني المتصاعد والجيل الجديد من الحروب الدينية والطائفية التي تحرق الانسان والموارد وتدمر المدن والمرافق في مشاهد تشبه الي حد كبير مايحدث اثناء وبعد الحروب العالمية ولكنها تختلف اختلافا كبيرا عن الحروب العالمية التقليدية السابقة اذا اضفنا اليها خاصية استبدال اجهزة الدعاية التقليدية السابقة والمعروفة اثناء الحروب عبر الاستخدمات الواسعة والمتعددة لتكنولوجيا الانترنت وتوظيفها في الدعاية السياسية والاجندات والحروب الاستخبارية الرسمية الي جانب الجيل الجديد من منظمات الارهاب وماتعرف باسم منظمة “داعش” التي اكتسبت سمعة اسطورية وتحولت الي القضية المركزية الاولي في العالم المعاصر والعنوان الرئيسي الدائم في اجهزة الاعلام العالمية .
انتشرت في الفترة الاخيرة وعلي شبكة الانترنت الدولية قصة الاعلان المتكرر عن استهداف النشاط الحربي و الاعلامي للمنظمة الارهابية المعنية المعروفة اصطلاحا باسم “الدولة الاسلامية” علي شبكة الانترنت الدولية بواسطة شبكات خاصة من الهاكرز والقراصنة وانتشر الخبر المعني انتشار النار في الهشيم كما يقولون واعتبر البعض هذا الموضوع فتحا جديد في قضية الحرب علي الارهاب متناسين ان فتح باب مثل هذا قد يعطي البعض ترخيصا مجانيا بالقتل والتجسس والتخريب وممارسة الوان من الخداع في فضاء افتراضي مثل شبكة الانترنت الدولية تمتلئ الي جانب الاخيار من الناس بملايين الاشرار من المرتزقة والعملاء المذدوجين والافاعي البشرية من المحتالين والمجرمين بالفطرة الذين يتخفون تحت ستار كثيف من الاسماء والهويات الوهمية الذين سيسعدون بهذا الترخيص المجاني السهل لتنفيذ اجندتهم الحقيقية علي صهوة الحرب علي الارهاب.
والخطر الاخر المحتمل هو استغلال الموقف في التضليل واستخدام تقنيات اليكترونية متطورة اصبحت متاحة لكل مغامر وكل صاحب اجندات علي نفس النسق الذي استخدم من قبل في تضليل السلطات الامريكية وتوريطها في الحرب وغزو العراق عندما سربوا اليهم مسرح افتراضي ومعامل وهمية لانتاج اسلحة الدمار الشامل عبر مشاهد تم تركيبها معمليا واعدادها مسبقا وحملها من حملها الي السلطات الامريكية في ظل مناخ الصدمة الذي خلفته هجمات الحادي عشر من سبتمبر ليتكفل السيد كولن باول بحملها الي العالم مستعرضا تفاصيلها من داخل المنظمة الدولية للمجتمع الدولي الذي رفضها كمبرر لشن الحرب ولكنهم توروطوا فيها باختيارهم المطلق بعد ان ابتلعوا الطعم المسموم وورطوا معهم العالم واقليم الشرق الاوسط في فوضي وانهيارات غير مسبوقة لدول وكيانات واقتصاديات ولاتزال الساقية تدور مع ملاحظة الفارق الكبير والرهيب بين فنون الخداع الاليكتروني في بدايات الالفية الثانية واليوم وتزايد مخاطر الاستخدامات الغير مشروعة للهاكرز والقراصنة وعمليات التهديد المباشر للمرافق الحيوية والهامة والانسان والانشطة العامة وسط التحذيرات المتلاحقة من مؤسسات دولية عاملة في هذا المجال من شاكلة قوقل وياهو والفيسبوك واخير شركة مايكروسوفت من هجمات القراصنة والهاكرز شبة النظاميين التي تمولها بعض الانظمة والحكومات مما يؤكد حقيقة المخاطر التي اثيرت وتثار في هذا الصدد وحقيقة عولمة جرائم الانترنت ذات الاهداف والمرامي السياسية والايدولوجية وجرائم الانترنت الجنائية المنظمة التي تستهدف البنوك والمرافق الاقتصادية.
الطريق للانتصار في الحرب علي الارهاب التي منيت بانتكاسات خطيرة بسبب عدم الواقعية في فهم وتحليل وادارة الازمات لايمر عبر الخصصة والاستنجاد بالهاكرز ولا عبر الحملات العسكرية المدججة والمكلفة وحدها دون الفهم السليم لجذور ومسببات انتشار الاجيال الجديدة من منظمات الارهاب ومواجهة النفس بشجاعة اخلاقية ومن ثم تقنين اسهامات الاخرين من مواطنين عاديين ومنظمات وهاكرز عبر ضوابط مشددة جدا لمنع الكذب والتضليل وصناعة المخاوف وتوظيف الرعب لتنفيذ اجندة عامة او خاصة.
والمواجهة الاكثر سلامة وضمانا في الحرب علي الارهاب تتم عبر تطوير الاليات القانونية المعروفة وتدريب اجهزة الامن والشرطة في التعامل مع جرائم الانترنت الي جانب تطوير عمل البوليس الدولي الانتربول في مجال الحروب والجرائم الاليكترونية وايجاد وسائل تنسيق رسمية وفعالة بين الدول الاعضاء في المنظمة الدولية وتطوير التشريعات الدولية والقطرية التي تحد وتعاقب علي الاستخدام الغير قانوني لتكنولوجيا الانترنت في الجرائم الجنائية والسياسية والارهاب.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..