جميل أن برأتم فيصل .. ولكن أين حق صفية ؟

أعجبني أدب وتهذيب الزميل ألأستاذ فيصل محمد صالح في رد فعله على الحكم ببراءته من اللا تهمة في الأساس.. إذ عّبر عن سعادته بها لأنه يرى فيها أملاً لاتساع مساحة الحريات الصحفية في الوطن !
نحن نهنيء فيصل لإنتصار قلمه على الباطل ..وليس على براءته لأنه أصلاً لم يفعل ما يستوجب وقوفه أمام قضاء مدجن ليس هو قضاء السودان المستقل عن سطوة السلطان الذي عرفناه على مدى تاريخه الناصع قبل الإنقاذ. وإلا لما كان ترك المجرمين الذين أعطاهم الحاكم الذي يحمون فساد سلطته حصانة ليهتكوا بها عروض النساء وينتهكوا كرامة الرجال ..فهم من كان يجب أن يقفوا داخل قفص الإتهام الذي وقف فيه الدكتور عمر القراى و الأستاذ فيصل محمد صالح ..ولما ترك صفية إسحق تلك الفتاة الشجاعة التي كسرت كل حواجر المسكوت عنه .. وفضحت ممارسات ذئاب هذا النظاام الذين يطلقهم لنهش اثداء الحرائر وهو يدعي زوراً وكذباً إتباع نهج الشريعة التي قال ..رسول الإنسانية ومطبق عدالتها .. والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها !
ولكن يد هذا النظام الفاسد الذي يحكم بشريعة الإنتقاء ، إمتدت الى كل ما يمكن ان يساعده على السرقة و الإفساد ..فأصبحت له فتاويه التي تدعمه في إنتهاك حرمات الناس بإسم الدين .. وله قوانينه التي تجيز له تسور بيوت الأمنين.. بل والأدهى وأمر أن له قضاته الذين يتركون المجرم طليقاً و الضحية دامعة سابحة في دماء عفتها المسلوبة .. ويدخل الشاهد الى القفص ليخرس صوته عن شهادة الحق !
براءة فيصل دليل على إدانة من إرتكبوا تلك الفعلة الشنيعة التي أثبتتها اقوال الضحية المسكينة بوصفها للمكان والزمان والشخوص فضلاً عن التقارير الطبية ودفاتر التحقيقات ألأولية في مخافر الشرطة التي وقفت الى جانب فتاة أثمن ما كان عندها شرفها بعد دينها ووطنيتها..وليست دليلاً على طهارة يد القضاء الذي فتح الطريق أمام الدكتور القراى ليسافر درءاً لإتساع دائرة جحيم القضية الحساسة وهو صاحب القلم الطاعن في صدر الظلم ..ومن ثم أضطر ذلك القضاء بامر السلطان الى إعلان براءة فيصل ليغطي على السبب الأساسي الذي زج بهما دون أدنى وجه حق..إلا الإمعان في طمس معالم الحق البائن لتلك الشابة الضحية ..فلو كانت القوانين منصفة للفضائل حقاً لما تركت صفية بلادها وأهلها وأصدقائها وريشتها ولوحاتها لتعيش في بلاد للإنسان فيها قيمة وحق مع إن اهلها ممن يصفهم حكامنا وعلماؤهم ومشرعيهم بالكفار .. ولعاشت مرفوعة الرأس بعد أن يقتص لها العدل ويعيد اليها مظلمتها في بلادها لو كانت محكومة بشريعة حقيقية .. ولا يفصل في قضاياها قضاة يعملون بجهاز التحكم من بعد .. إذا قيل لهم براءة نطقوا بها وإذا قيل لهم إدانة نفخوا أوداجهم واعلنوها ..وما تنازلت سلطة الإنقاذ الجبانة إلا بعد أن صار فيصل من حملة الجوائز العالمية العالية التي تقف وراءها جهاتٌ ستجلب عليها هواءاً حاراً..فهل لتلك الجهات أن تفتح عبر قنواتها النافذة صوبها من جديد كوة هواء أكثر سخونة ً يعيد لصفية حقها لتعود عزيزة مرفوعة الرأس الى وطنها وتلك أكبر جائزة تحصل عليها هي الأخرى؟
وإلا فإن إنصافها سيكون لامحالة أمام قاضيٍ لا يختل ميزان عدالته .. ولا يظلم سلطانه.
إنه المستعان .
وهو من وراء القصد .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هــذا يا ســيدي لان صفــية اصلا من الهامش. ولولا ذلك لم يتجرء أحد ليفعل ما فعل ، وربنا موجود وسميع بصير ودعوة المظلوم لا ترد حتى من الكافر.

  2. رفع هذه القضية القصد منه بدءً التخويف والحد ممن يتناولون الحديث عن هذه الجريمة الشنيعة واخراس الالسن الى ان تتلاشى اصداءها يدريجيا ومن ثم شطب هذه القضية وكأن شيئا لم يكن..؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..