المبادرات الشبابية والفشل الحكومي

· المبادرات الشبابية هي الوجه الآخر للقصور والفشل الحكومي في توفير الخدمات، فللشباب طموحات كثيرة أمامهم لتحقيقها ومهام ذاتية كثيرة عليهم إنجازها، ولكن رغم المستقبل القاتم هاهم (شباب السودان) كل يوم يخرجون للعلن بمبادرة شبابية جديدة، ولعمري هذا الامر يميت السلطات غيظا وكمدا، ولكن لا يستطيعون محاربتهم في العلن، وفهموا الدرس عندما قاد الشباب )النفير( ايام السيول والامطار أمام تقصير حكومي في تقديم ابسط الخدمات للمتضررين، لا بل وعدم توزيع الاغاثة التي جاءت من الخارج، والتي أخذت طريقها الى السوق عجبا، حينها قامت السلطات بمحاربة الشباب ووضع العقبات أمامهم، وتهديدهم وإجبارهم على العمل تحت إمرة السلطات واللجان الشعبية، وعندما تمرد الشباب ورفضوا الإنصياع لهذا الأمر، قامت بإعتقال عدد كبير منهم، ولكن حينها ردة الفعل كانت عكسية وفي صالح الشباب وكانت سببا لإنضمام العشرات الي مبادرات النفير،ومنذ ذلك الوقت تكظم الحكومة غيظها، وتحرك اياديها الخفية عبر كتاب الاعمدة الموالون لها لتشويه هذه المبادرات ووضع العراقيل أمامها، ووصفها بالعبثية وعدم إحترام الكبار، وهذه آخر تقليعاتهم ضد المبادرات..

· علينا التأمل قليلا في الوضع، فاذا توفرت كل الخدمات وقامت الحكومة بكل واجباتها على أكمل وجه تجاه المواطن، الطبيعي لن يكون هناك جدوى لمثل هذه المبادرات، وكما اسلفنا فلهؤلاء الشباب وقت غالي جدا، ولكنهم فضلوا اعطاء جزء كبير منه لخدمة الاهل والمحتاجين وتوفير ابسط الخدمات ما أمكن من (مأكل، مشرب، ملبس، مأوى، غرفة عناية مكثفة، جهاز تنفس اصطناعي، مقعد متحرك لمعاق، خيمة لمتضرر، كيس صائم لمحتاج، حقنة انسولين لمريض، كتاب مدرسي، زي مدرسي.. الخ) من الخدمات التي يراها البعض عبثية ولكننا نراها عظيمة، فشكرا جزيلا شباب المبادرات جميعا بدون فرز وبكل مسمياتكم فأنتم صناع الحياة وملح هذه الأرض التي ظلم أهلها حكام الفساد والمحسوبية، ولكم الانحناء..

دمتم بود

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..