مقالات سياسية

فيما يخص النكاح..

ابراهيم حمودة
شكرا للزميلة أمل هباني التي جعلتنا ننتبه فجأة أن تقاسم الشريك مؤلم، ليس شريك الحياة بالمعنى العريض الشامل لكل المعاني، ولكن الشريك الجنسي على وجه الخصوص، فبعض الذين ينزعون القداسة من الأشياء يصنفون عقد الزواج بأنه عقد ينظم مسألة استخدام الطرفين لأعضاء بعضهما التناسلية.
وعلى ذكر العقد فإن الزواج، في وجه من وجوهه، هو عبارة عن تعاقد يشبه عقود البيع والشراء وتبادل المنافع. في بعض المجتمعات يتم عقد مثل هذه الزيجات أساسا من أجل الحفاظ على الثروة داخل الأسرة أو داخل سلالة معينة. والوضع المالي يكون حاضرا تقريبا في كل الزيجات مهما كانت متكافئة.
كانت البيوت الملكية في أوروبا وحتى وقت قريب تتزاوج فيما بينها، لا تهم الحساسيات السياسية الطارئة بين هذه الدولة ولكن المهم هو حفظ الألقاب والثروة داخل هذه البيوتات الملكية المعدودة. المفارقة أن نساء السلالات الملكية ذات الدم الأزرق لا يتمتعن بذلك الحسن الباهر، هذا تعبير ملطف للغاية لوصف تصنيفهن وفق مؤشر الجمال الكلاسيكي السائد.
لهذا السبب كان اتخاذ عشيقات سلوك وتقليد عادي في الأوساط الملكية وأوساط النبلاء، يتزوج أحدهم وعينه على الثروة، ثم ينصرف لاحقا للبحث عن خليلة بمواصفات أحلامه. أما النساء فتقول الروايات أنهن يتخذن عشاقا من العاملين في خدمتهن..
في كل هذه الأحوال نرى أن الجميع يستعين بشكل من الأشكال بصديق.
في مجتمعاتنا، وبحكم وضعية المرأة الضعيفة من ناحية حقوقية ومن ناحية استقلالية مادية، تتم عقود الزواج أيضا على خلفية الاستثمار، الرجل المقتدر يختار شريكة جميلة (المغتربون في السابق لهم الحق في اختيار أجمل فتيات الحي) يضمن ولائها وانصياعها للعقد حتى وإن وسع أعماله وتورط في عقود زواج أخرى جديدة.
الولاء والتسليم والصبر هو ما تطالب به الأسر بناتها المتزوجات. هذه وضعية اجتماعية، وثقافة متوطده تدعمها المعتقدات والأديان التي يحتل فيها الذكور دائما وفي كل المجتمعات مكانة متميزة.
طوال الوقت لم يكن هنالك خلاف في أن الفرد هو صاحب السيادة على أعضائه التناسلية، ولكن ماذا عن تبعات استخدام هذه الأعضاء. تشاء المصادفة أن المرأة تحبل، وبالتالي تتحمل النتائج النهائية لهذا الفعل، وهذا هو موطن ضعفها في كل المجتمعات والثقافات، الذي يتم الضغط به عليها. يحدث ذلك حتى في البلدان الغربية التي يعتقد الناس أنها موطن المساواة، وإلى وقت قريب قبل اكتشاف أقراص التنظيم.
هنالك حكاية تروى حول مسلم مقيم في فرنسا ومتزوج من أربع حسب الشرع.. حين تداهمه السلطات الحكومية للبلدية، يعلن لهم بكل فخر أنه متزوج من واحدة فقط وأن البقية (عشيقات) على الطريقة الغربية، فتسكت السلطات لأن ما يفعله الشخص في فضائه الخاص لا يخص الحكومة.. فهناك الكثير من الافراد يعاشرون أكثر من شريك جنسي في آن واحد، وكل الأطراف على علم بذلك.
تقول حكاية التطور أن الانسان بطبعه غير أحادي الجنس (مونوغام) وأن التعدد مزروع في طبعه، ولكن بحكم تطور المجتمعات وتعقد الحياة وظهور الملكية الفردية وتوطدها وتوسع القوانين التي تحكمها، نشأت ثقافة الشريك الواحد على أرضية الرباط القانوني الذي ينظم هذه الشراكة.. ولكن حنين الانسان لذاكرته القديمة يدفعه لتجربة هذه المغامرة مرة أخرى..
في هولندا موقع ينظم اللقاء بين المتزوجين يسمى (Second Love) ويعتبر من أنجح مواقع التواعد للمتزوجين.. بعضهم يخطر شريكه بمغامرته، والبعض يحتفظ بها لنفسه طي الكتمان.
لماذا يحتاج الشخص المرتبط لشريك آخر؟ سؤال لا يمكن الإجابة عليه بشكل حاسم، ولا حتى تحت ذريعة الجينات وطبيعة الانسان الأولى.. ولكن التجربة تقول إن الانسان في العادة يحس بالغضب والمهانة والألم إن أحس بأنه يمكن استبداله بآخر.. خاصة إذا تعلق الأمر بشريك جنسي، فالأمر أفظع.
ولا أحد يمكنه الادعاء بأن له الحق والشرعية في إيذاء الآخرين واصابتهم بالألم.
وبما أن المسألة في النهاية هي تعاقد في جوهرها: لندع الطرفين ينصان على عدم التورط في عقد آخر جانبي طوال فترة زواجهما وأن ابرام مثل هذا العقد من جانب واحد يلغي العقد الأول تلقائيا. أو أن يتم ابرام مثل هذا العقد بموافقة الطرف الآخر، وهو للأمانة ما يتم في بعض الزيجات.
الأهم من كل ذلك هو أن يعمل الرجال والنساء سويا من أجل توفير ظرف اقتصادي واجتماعي يعطي المرأة السيادة على قرارها وعلى جسدها وحياتها، فهذا أفضل لجميع الأطراف، وهذا هو مربط الفرس في هذا الجدال.
من صفحته بفيسبوك

تعليق واحد

  1. لا تنسى أن ما خطه يراعك سوف يصفع به على وجهك يوم الدين قائلين لك إقرأكتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً…

    إنت و أمل التي شكرتها على طرح فكرتها لم تتحدثوا عن تعدد الزوجات من كل وجوهه وحصرتم تعدد الزوجات في تعدد الفروج وهو ليس كذلك بل هي رؤيتكم الخاصة للتعدد. وإذا سألنا أستاذتك أمل عن الأخوان الذين ينزوجون زوجات أخوانهم على مضض وليس رغبة في الزواج ولكن حتى يتكفلوا بتربية أبناء إخوانهم ورعايتهم وصون الأرملة أين يقع هذا في حسابات أستاذتك أمل وأنت أيها التلميذ…؟؟

    وهنالك كثير من حالات التعدد لا يأتي فيها تحقيق الرغبة الجنسية أولاً ، ولكن غضت عنها أمل وأنت النظر وصورتم التعدد على أنه سلاح للرجل يكوي به المرأة ووسيلة قاتلة لردعها وهو شذوذ في التفكير ومجافاة للواقع لا أكثر ولا أقل يعصف بأذهان بعض من النساء ويشجعه كثير من الرجال الذين يودون أن تكون المرأة جاهزة للوقوع في حبالهم يرتوون منها متى ما شاءوا تحت زريعة الحرية.

    إتقوا الله …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..