ليس دفاعاً عن طه سليمان

لا يختلف اثنان في الامكانيات التطريبية العالية والصوت المميز الذي يتمتع به الفنان الشاب طه سليمان، وحتى من ينتقدونه لا ينكرون موهبته العالية التي صقلتها التجارب الطويلة لرحلته الفنية التي تدرج فيها منذ أن كان طالباً بمرحلة الأساس؛ ولكنهم ينتقدونه في بعض الأعمال التي يصفونها (بالركاكة) على شاكلة (كتمتو نفسو- حرامي القلوب) واتفق معهم إلى درجة كبيرة في ذلك، رغم أنني أعلم لماذا يردد طه مثل هذه الأعمال التي يسخرها لإنتاج أعماله الكبيرة.

ولكن رغم كل ذلك فقد استطاع طه سليمان أن يخلق لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة جداً أهلته لإعتلاء قائمة الفنانين الشباب من أبناء جيله، وأطلق عليه سيل من الألقاب مثل (سلطان الطرب- الولد الشقي- وبدر الأغنية السودانية).. وحقيقة فإن وقفتنا القوية خلف الفنان طه سليمان جلبت لنا الكثير من العداوات مع بعض المغنين الذين لم يرتقوا لمرحلة طه بعد، واحتجوا على دفاعنا المستميت عنه وافساح المجالات والمساحات له، بل وذكر لىّ بعضهم بأن ذلك يرجع لصداقتي القوية مع طه، لذلك وجب علىّ أن أوضح لهم الحقائق والأسباب التي تدفعني لأنبري دائماً في الدفاع عن طه متى ما أحسست بأنه يحتاج ذلك، أولاً: أنا أدافع عن طه سليمان لإيماني واقتناعي التام بأنه ليس فناناً عادياً يذوب مع الأيام، بل هو مشروع فنان كبير يحمل هموم وأوجاع الأغنية السودانية بسعيه الدؤوب لنقلها للخارج عبر محاولات ممتازة لا تخفى على الجميع صرف عليها أموالاً طائلة من حر ماله، ولم يتوقف عند هذه النقطة، ويسعى يومياً لتطوير نفسه بإنتاج أعمال جديدة، تعاون خلالها مع مجموعة من الشعراء رغم أنه يمتلك أكثر من (150) أغنية خاصة، والأعمال التي يصفها عدد من الزملاء (بالركاكة) لا تتعدى (10) أغنيات بالاضافة إلى جوانبه الإنسانية المشرقة المشهورة للجميع، فمن ينسى وقفته الصلبة في علاج شاعر العيون الأستاذ عبدالله النجيب، رغم أنه لم يتغن له بأي عمل، ولكن احساسه الإنساني دفعه لأن يخوض معي مشروع علاجيه وبصحبتنا رفيق الدرب خالد الوزير، والكثير الكثير من المواقف الإنسانية التي يقودها بعيداً عن العين ولا يسعى للتكسب الإعلامي منها.. واجب أن أوضح لمن يرجعون دفاعي عن طه سليمان لصداقتي الشخصية معه على حد قولهم، فأقول لهم بأن طه سليمان شقيقي وليس صديقي فقد تعدت علاقتنا مرحلة الصداقة بكثير، ولكن ذلك لا يمنعني اطلاقاً من انتقاده متى ما رأيت بأنه أنحرف عن مشروعه الغنائي لأوجه النصح له وأرجعه لمساره الصحيح، فنحن مجموعة تقف وراء مشروع طه سليمان الفنان بدون أي مقابل ولا نسعى لأي أغراض شخصية، ونقف خلفه وندعمه لأنه فنان كبير يفوق عمره ويخطط بأسلوب يحسد عليه، وأعتقد بأنه الآن أصبح النجم الأول بين أبناء جيله من المطربين الشباب، وأصبح يشكل خطراً كبيراً على العملاق محمود عبدالعزيز، والدليل على ذلك فإن أجيال الغناء الحديث بعد أن كانت تردد أغنيات محمود أصبحت تردد أغنيات طه سليمان، وصعد على اكتافه عدد من المغنيات والمغنيين منهم تومات شندي، وحسين الصادق الذي تنكر له بعد أن أصبح (دكتوراً) لسخرية القدر، وغيره من الأصوات.

وختاماً أردد وأقول بأنني أقف وأدعم طه سليمان وكل زملائه من الشباب الساعين لتطوير الأغنية السودانية أمثال شكر الله، ومسعود، ونميري حسين، وغيرهم لأن أمل الأغنية معقود عليهم.

عبد الرحمن جبر
آخر لحظة