مقالات سياسية

فوارق الأوزان..في خطاب أرودوغان.. ولغة الكيزان..؟!

فوارق الأوزان..في خطاب أرودوغان
ولغة الكيزان..؟!

محمد عبد الله برقاوي…
[email protected]

ربما هي ايام قلائل فصلت بين الانتخابات التكميلية في جنوب كردفان عندنا وبين الانتخابات التشريعية الكاملة في جمهورية تركيا..التي اعلنت بالامس نتائجها لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة السيد/ رجب طيب اوردغان وشريكه في الحكم الرئيس عبد الله غل..
ولعله بالنظر الي الخطاب الانتخابي الذي خرج به حزب المؤتمر لمناصرة مرشحي الحزب بغرض التكويش علي النتيجة في انتخابات الولاية التشريعية وتكريس فوز المرشح أحمد هارون المطلوب لمحكمة لاهاي علي سرج واحد مع الرئيس البشير باتباع كل اساليب الترهيب ودس الألغام في طريق المنافسين من خلال تحريض الآخرين من اعضاء الحركة للترشح بغية كسر الصف وتشتيت اصواتهم التي ان هي حسبت مجتمعة فلابد ان الغلبة ستكون لمرشحي الحركة اذا ما قسنا تلك الاصوات التي ذهبت ضياعا لصالح المرشح المنسحب تلفون كوكووالذي كشفت الحركة مؤامرة زجه في المعركة من قبل جهات لا نحناج الي تسميتها ثانية ولا العودة الى الدوافع التي حدت بها للتمهيد لكل الفتنة التي تفجرت كنتيجة طبيعية لذلك الخطاب الذي يسير في اتجاه معاكس لطموحات أهل المنطقة في ان يحكموا أنفسهم بانفسهم دون املاءات تفرضها الحكومة المركزية و حزبها مثلما اصر أهل النيل الازرق علي انتزاع ذلك الحق في غمرة الاستحقاق الذي افضي الي انتخاب والي من بني جهتهم..

..لابد ان أقتران الحدثين يشكل مفارقة بائنة تعكس الفارق الواسع في التعاطي الديمقراطي لغة وممارسة بين حزبين كلاهما اسلامي التوجه ..احدهما في السودان.. الانتخابات عنده وسيلة وليست غاية في حد ذاتها.. وخطابه فيه نبرة تحدى وليست مناظرة لمقارعة الآخر بالمنطق السياسي والتطبيق العملي لخطط الحزب والحكومة علي ارض الواقع الاجتماعي كمنفعة تجلب للوطن علي المستوي الداخلي والخارجي علي حد سواء..
فلو عدنا لنتائج الانتخابات العامة في العام الماضي والتي خاضها المؤتمر علي مستوي رئاسة الجمهورية ومستوياتها التشريعية الآخري شبه منفرد بالمرمي نجد ان الغرور والتباهي قد بلغ حده في لغة الخطاب التي جنح بها قادة الحزب الي منزلق الغاء ذلك الاخر وكأن نتائج تلك المنافسة المنقوصة هي خاتمة المطاف التي اوصلتهم الي سلطة من اراد ان ينتزعها مرة اخري باية طريقة تنافسية أو احترابية عليه أن يلحس اكواعه الاثنين دفعة واحدة..ومن اراد اللحاق بقطار الحكم فليركب تابعا متفرجاوليس شريكا فاعلا 1ونجد ان خطاب الرئيس شخصيا قد تخطي في انفعالاته ومفرداته تجاه الاخرين حدوداللباقة الدبلوماسية التي يحسب لها من هم في مقامه الف حساب..فطفق يفصل الدساتير و يرسم شكل الدولة التي ستعقب انفصال الجنوب في هواء اللقاءات الطلق دون الرجوع او وضع اي اعتبار لمؤسسات يدعي حزبه انها جاءت عبر الصناديق بنسبة فاقت حتي عدد المسجلين لذلك الاستحقاق..ولعل اخر ما أعلن عنه الرئيس في حملات مساندته لزميل الرحلة اياها القاضي هارون….ان مالم نحققه عبر صناديق الاقتراع فاننا سنحققه عبر صناديق الذخيرة..فكانت النتيجة المنطقية كردة فعل لذلك المنطق وقبل الاعلان النهائي للانتخابات ان تفجرت ينابيع الشكوك في العملية برمتها من حيث المبدأ والوسائل والنتائج فغرقت أكثر من منطقة تماس حساسة بين االشريكين اللدودين في دولتي الغد الجارتين في طوفان الحروب التي تجددت علي أكثر من صعيد..
ولسنا هنا بالطبع نؤمن علي صحة وجهة نظر الطرف الثاني في كل معطيات وتبعات ما سلف ذكره والذي قلنا في أكثر من مناسبة انه لايخلو هو الاخر من نجاسة الغرض بما يشي بوجود ازمة ثقة وديمقراطية ناقصة تتخذ في شطري بلادنا الجريحة ذريعة لاختطاف حق المواطن من قبل كلا الطرفين الحاكمين لتحقيق مرامي ذاتية ضيقة لكل منهما تأخذ بالأسباب ولا تعير النتائج مهما كانت وخيمة ادني اهتمام..

وللمقارنة أو المفارقة ان جاز لي التعبير ..فعلي الضفة الاخري من الفهم الاسلامي للديمقراطية وعطفا علي فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والذي حقق للمرة الثالثة قصب السبق في استحقاق لم يشهده مراقبون دوليون باعتباره غير مشكوك في نزاهة الجهة التي تديره ..اضافة الي رقي اسلوب التخاطب في مناظرات المتنافسين والتي تطرح البرامج وهي دون شك تصب في صالح الوطن الا فيما ندر كحالات التراشق ببعض المآخذ الشخصية والسلوكية والتي تهدف هي الآخري ليس الي التشويه والتلويث في حد ذاته وانما قصد منها ان تفرز الانتخابات نوابا وقادة فيهم الطهر الذي يؤهلهم لقيادة وطن معافي.. وبالمقابل فان نشوة الانتصار باحراز خمسين بالمائة من اصوات الناخبين الأتراك وبزيادة خمسة ملايين صوت عن الانتخابات الاولي للحزب في الأعوام السابقة ..خرج بالامس رئيس الحزب ورئيس الحكومة ارودوغان من امام مقر الحزب بعد اعلان النتائج متحدثا لملايين المؤيدين قائلا في تواضع المكلف وليس المشرف بالفوز..!!!
لقد انتخبتنا الامة ولسنا خير من الاخرين ..فانتخابها لنا يجعل منا خداما لها كلها لمن صوت لنا ولمن لم يفعل ..!..ليس من حقنا اقصاء أحد ..نفتح احضاننا للجميع ولئن كنا حققنا لتركيا قليل من واجب أو انجازفليس ذلك فضل أو منة عليها منا…فنحن مكملون لمن سبقونا في طريق العطاء مثل كمال اتاتورك وتورجت اوزال..وهي لعمري لغة فيها فهم متكامل ووطنية حقة للعمل السياسي والقيادي من رجل انتشل تركيا خلال فترتي حكمه السابقتين من وهدتها الاقتصادية وكرس دورها الاقليمي فاضحت لاعبا اساسيا في حل مشاكل المنطقة العربية والاسلامية التي سقطت فيها انظمة وأخري تترنح نتيجة سوء ادارتها لاوطانها واختطاف حقوق مواطنيها..هذا فضلا عن علو كعب تركيا دوليا و قد اصبحت علي مرمي حجر من عضوية الاتحاد الأوربي الكاملة..
هما نظاما اسلاميان احدهما عندنا يدمر في الاوطان والانسان..والاخر في الضفة الاخري من المشهد الاسلامي يبني في مستقبل البلاد والعباد ..فقط الفرق ان الذي عندنا يستمد استمراريته من عقلية خلق الازمات وعنجهية التعاطي بتفرد في أقصاء الاخرين وتقسيم البلاد ورهنها لتجاذبات دولية يظهر غير ما يبطن في ادارتها وفق تسويات تضمن له البقاء الذي يدعي انه يستمده من ارادة الخالق والمخاليق..
فيما الاخر يدفع بنفسه ووطنه بوعي ودراسة ومشورة وبعقلانية تامة بعيدا عن الازمات ليوحد الوطن ويقويه..وفق تحقيق المصالح القومية له وبحياد تام حيال حق المواطن في الاختيار الحر ودون ارتكان الي ادعاء القدسية المطلقة وارهاب الاخرين بها..فيعلن الزعيم في لحظة الانتصار انها الجولة الأخيرة بالنسبة له ليفسح المجال لدماء تتجدد معها مجريات العمل روحا ومعني في المرحلة القادمة من مسيرة الحزب التركي الحاكم..
بينما نجد رئيسنا وبعد ان بلغ به الأمر حدا في التأزم الدولي ان أضحى مطاردا يشمر عن ساعد التحدي لشعبه ويمد لسانه استخفافا بالعالم الذي قال له كفي تقتيلا في بني وطنك..ّ؟!وهنا يكمن الفرق!
وبرغم ذلك نجد ان صديقنا الأستاذ / حسين خوجلي يتحسر علي ان الاسلاميين الذين عرفهم لم يحكموا السودان بعد..!؟ونقول له نحن عرفناهم كلهم فهم بنو جلدتنا ولكنهم لم يعرفوننا جيدا..!..
فليس فيهم بعد الذي عرفناه عنهم من يجب ان يحلم ليجعل منا فئرانا لتجارب قادمة مثل تلك التي خنقها الخطل وجمدها التنطع وافشلها قصر النظرعلي امتداد السنوات العجاف التي جثموا فيها مغتصبين السلطة بليل ومزورين للارادة الشعبية في رابعة النهار..
فضاعت فرصتهم مجتمعين لانهم اضاعوا الوطن بحاله فهم وان اختلفوا في سلوك المشارب فموردهم واحد وهو استغلال الدين وصولا للسلطة والجاه والثراء !
ورمي سلم الديمقراطية ان هم اضطروا لهافي وجوه الناخبين بعد ان يعتلوا سدة الحكم.!
وذا كنت أخي حسين تحلم باسلاميين غير الذين دمروا مقدراتنا..وأعادونا الي الوراء فعليك ان ترحل ببصرك وسمعك شرقا الي تركيا..ونتمني لك سفرا سعيدا وعودا حميدا بتجربة تكون عظة وعبرة ليس الا..لان قطارالسودان الجديد في مرحلة ما بعد الانقاذ لن يجري علي قضيب الاسلام السياسي المؤدلج للقهرعلي المدي القريب..بعد الذي حاق بنا من شتات وتقطّع في محطاته التي مكثنا فيهاطويلا..!
اعاننا المولى علي ما تبقي لنا من عمر الانقاذ الذي نرجوه الا يكون مديدا..باذن الله المستعان..وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. يا برقاوى
    ما فى مقارنة من الاساس بين هؤلاء الاوباش وبين الاتراك—-
    اساسهم الذى جاءوا به الى السلطة باطل—– فكل شئ يفعلوه باطل

  2. رائع اخى برقاوى
    لقد ابتلينا بشرذمة من الكذابين المنافقين الدجالين الفاسدين المفسدين الذين يصرحون ليل نهار بتحكيم شرع الله واصبحت هذه لعبة مكشوفة
    وكالة رويتر قالت بان الاقتصاد التركى من اسرع الاقتصاديات الاسلامية نموا وبسهولة استطاع ان يتجاوز الازمة المالية العالمية
    اردوغان نحن نحبك هكذا يهتف الشعب التركى بعد النتيجة ولسان حال اهلنا فى جنوب كردفان الذين صاروا لاجئين فى ديارهم نحن نكرهك يالبشير كل القرى فى الجبال الشرقية امبريمبيطة ام كرشولة ودلامى وكدبر صاروا هائمين على وجوههم ويسكنون فى المدارس وهيبان تقصف بالطائرات لماذا هذا الغباء؟ وماذا تريد العصبة الحاكمة نفس السيناريو فى الجنوب.
    كل ذلك لتحكيم شرع النهب
    ارواح شعبنا صارت رخيصة الى هذا الحد
    لعنة الله عليكم ايها السفلة الحثالة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..