مقالات سياسية

موقف حزب الأمة من تعيين الولاة!

وائل محجوب

• أعلن حزب الأمة القومي رفضه للمشاركة في الحكم الولائي وفق القائمة التي أعلن عنها رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك ليل أمس، وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع دوافع موقف حزب الأمة، الذي سبقه تجمع المهنيين بالقدح في عملية الاختيار، وما شابها من شبهات فرض مرشحين بواسطة قيادة تحالف الحرية والتغيير، الا ان موقفه سلط الضوء على ما ظللنا ننبه له من خلل في عملية الاختيار ومجافاتها لأهم قاعدة، وهي الاستجابة لمطالب الولايات، وهو الأمر الذي تمت مخالفته في عدد من الولايات، مما قاد لردود افعال فورية رافضة للتعيينات ومهددة بالتصعيد رفضا لها.

• لقد وضع حزب الأمة القومي أربعة شروط للموافقة على موضوع تعيينات الولاة؛
– اصدار تشريعات تحدد صلاحيات ومهام الولاة.
– معايير النزاهة والعدالة والكفاءة والقبول الجماهيري في الولاة المختارين.
– مراعاة خصوصية ولاية الخرطوم باعتبارها حكومة توازي مجلس الوزراء وابعادها عن المحاصصة.
– الولايات التي توجد فيها الحروب يجب أن يتم التوافق عليها بالإجماع، اضافة لولاية القضارف كولاية تماس ملتهب.

• وأغلب ما قال به حزب الأمة ذهب اليه تجمع المهنيين السودانيين في نقده للقائمة المعلنة والطريقة التي تمت بها، وقد شهدت عملية اختيار الولاة خللا دفع ببعض ممن لم ينالوا دعم مكونات الحرية والتغيير بالولايات لتولي مناصب الولاة، ومن المتوقع ان تثير هذه المسألة حالة من الاضطرابات، إذا لم يتم التحرك العاجل لاحتواء اثارها ومعالجتها، كما وردت معلومات مقلقة حول بعض من نالوا المنصب وعلاقاتهم بالنظام البائد ورموزه، تستوجب سرعة الرد حولها حتى لا تتفاقم تداعياتها.

• إن الطريقة التي تدار بها الأمور على مستوى تحالف الحرية والتغيير باتت تحتاج للمراجعة الفورية، إذ لا يعقل أن تكرس مجموعة محدودة العدد ظلت تحتكر القرار في اعقد واكبر القضايا في غيبة الأخرين، لخلل يوشك ان يفجر الاوضاع في مختلف انحاء السودان، بسبب اصرارهم على السير في ذات طريق المركزية القابضة والطاردة من الخرطوم، والا فكيف يمكن لأي مجموعة أن تتجاهل اهم اسباب نجاح الثورة التي اسقطت النظام، وهي التحرك الجماهيري غير المسبوق في كل انحاء السودان، والتحول الجذري الذي احدثه دخول الولايات على خط الثورة، وما قاد اليه تراكم الفساد والمظالم واثارة النعرات لسنوات متطاولة بسبب الخلل في اختيار الولاة من محازيب وموالي الحزب البائد، وفرضهم على أهل الولايات دون إرادتهم.

• لقد فتح موقف حزب الأمة الباب لأزمة سياسية كبيرة، حيث تم اختيار ستة من منسوبيه ضمن قائمة الولاة المعلنة ما يمثل ثلث عدد المناصب المطروحة، وهذه وحدها تكفي لتوضيح حجم الخلل داخل تحالف الحرية والتغيير، وما يمكن أن يفضي اليه اتباع نهج المحاصصة الحزبية، وقد تساءلنا من قبل كيف يمكن للتحالف أن يتعامل سياسيا مع حزب الأمة الذي جمد عضويته ويمكن أن يغادر مواقعه فيه، وكيف يمكن أن تتم المحاسبة السياسية لمنسوبي حزب خارج اطار التحالف الحاكم، وهو خلل لا يمكن تفسيره ولا تبريره سياسيا.

• افضل ما يمكن ان يفعله الاصدقاء من كوادر القوى السياسية المختلفة التي تولت كوادر من أحزابها مناصب الولاة، هو الكف عن المباهاة بما حدث، وعدم التعامل مع هذه المسألة انطلاقا من العصبية والنعرات الحزبية، التي لا تفعل شيئا سوى إقامة الحواجز واحداث شروخ بين من تم اختيارهم واهل ولاياتهم.

• هذه المناصب ليست مكافأة سياسية، ولا تدلل على أي بعد جماهيري في الوقت الحالي، ومن المعلوم للجميع الطريقة التي تمت بها، وما تفتقر اليه من التزام بالمعايير واتباع للشفافية، كما ان هذه المناصب في الأساس تكليف وطني، يستلزم في من يتقلدها التحلي بالروح القومية، والانفصال عن المجموعة الحزبية التي ينتمي اليها، والتعبير عن التحالف بجميع مكوناته وتنفيذ برامجه، والسعي لتوحيد جميع اهل ولايته، بغض النظر عن مواقفهم ومواقعهم الحزبية، وهو ما لا تحققه حفلات وحملات التحشيد والعصبية الحزبية.

• وأخيرا.. لن تحل هذه الأزمة بمحاولة ارضاء حزب الأمة وتقديم تنازلات سياسية تدفعه للعدول عن موقفه، انما تحل فقط بالاستجابة لاختيارات اهل الولايات، مع وضع المحاذير التي نبه لها حزب الأمة في الإعتبار.

وائل محجوب

‫3 تعليقات

  1. حزب الامة دا ما دام رئيسه الصادق الصديق عبد الرحمن محمد أحمد عبد الله الفحل لن يأتي منو خير. إذا عايزين تصلحوه و يكون حزب محترم، عليكم أولاً تجريد الصادق الصديق من إسم المهدي. جده محمد أحمد عبد الله الفحل ليس المهدي المنتظر ، هذا وهم ، هذا كذب، تدليس، الصادق (المهدي) مخالفة شرعية، هو الصادق الصديق عبد الرحمن محمد أحمد عبد الله الفحل، و بالإختصار هو الصادق الفحل. صفة الفحل جميلة رغم أنو هنالك صحفية سبق أن قالت أنه لم يعد هنالك فحولة في السودان، و لكن ما مشكلة، حنقول الصادق الفحل برضو، عشان نشبع روح النرجسية التي تسيطر عليه.

  2. عينهم حمدوك يا استاذ وائل للاسف وهو الفاتح اذنو وبيفتكر ان الامام رقم لا يمكن تجاوزه…والامام بي حركة سحب المرشحين بيضحك علينا لا غير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..