الأشياء تتداعى..!

الأشياء تتداعى، لكنها لا تتكرر..أي بمعنى إنه، انقاذ مافي، قصر ومنشية مافي، مُظاهرات مافي، انتفاضة مافي، سُوار دهب مافي، حكومة انتقالية مافي، جبهة هيئات مافي، ليلة متاريس مافي، انقلاب قصر مافي، عزوة زي عزوة ابو خليل مافي، انقلاب تنظيم مافي، طائفية مافي، وحدة وطنية، جنوب وشمال مافي.. مافي، ماف، مافي ..
الله في..الله موجود..
الأشياء تتداعى بأثقالها.. لكل جسر أو بعير يحمل حمولته التي يستطيع حملها، وإلا…الأشياء تعبّر عن نفسها.. بالأمس ?قِنعت? ثورة الإنقاذ، ظاهراً وباطناً من الصادق المهدي، فهو هو، لا أحد غيره من السياسيين، من يلعب التنس والبينق بونق، ويحرص كل عام على وقيد شمعاته الضوّاية في عيد الميلاد..
الإنقاذ ضربت عطر منشم بينها وبين المهدي، إلى حين.. نقول ?إلى حين? لأن الصادق المهدي عوّدنا أن يصِل من قطعه، ويُعطي من حرمه.. سيعودهم إن عادوه، ويتفقّدهم إن انقطعوا عنه، ويشتاق إليهم، وتلك صِفات جيدة، لكنها ليست مما يطلبه الشارع من السياسي.. الشارع يطلب خبزاً ومواصلات، وحقنة للعلاج .. كما أن الصادق المهدي، والله أعلم، يمكن أن يؤجِّل عودته المضروبة في يوم تحرير الخرطوم، الى موعد آخر، بدليل أنه أجّلها في يوم عصيان الخرطوم.. حتى يأتي يوم ستة وعشرين ياما تحصل حاجات..!
المهدي قارئ جيد للتاريخ.. ربما اختار موعد عودته تفاؤلاً بيوم تحرير الخرطوم من قبضة الأتراك.. اليوم الذي قُتل فيه غردون، لكن ذات المناسبة قد طوت في داخلها رحيلاً مفاجئاً للمهدي.. فما العمل، يا مولانا مع هذه الأقدار السودانية السائِلة..؟
الأشياء لا تتكرر ولا يمكن التكهن بما ستأتي به مقبلات الأيام، لكن حوار الحكومة مع غرمائها لم ينقطع.. هذا الجفاء البادي على مُحيّا وفدي التفاوض، لا يعني عدم التقاء الأطراف إياها على قاعدة الضعف المتبادل.
قد تستطيع الإنقاذ أن تحيا فترة انتقالية سعيدة، إن اقتربت قليلاً من الحركات المسلحة، وهي ليست بعيدة منها.. السياسة تقتضي أن تستبدل هؤلاء باولئك…هذا ما يُرى من على البعد، أما داخل القصور، فهناك أمور.
الأشياء تعبر عن نفسها، وما بكاء السنوسي وحردانه الجلوس على مقعد الشيخ، إلا خوفاً من أن ? يتمارى? له الشيخ في الظِّل..!
إن غاشية الحزن التي ألمّت بحزب المؤتمر الشعبي مؤخراً تعبر عن أشواقهم للالتحام مع القرين..! قرينة ذلك الشوق، هو خلطهم للدمع، بشتيمة الحزب الشيوعي ?العجوز?.. نعم، هي عادة قديمة لكنها في هذه اللحظة تؤكد رغبة الفصيلين في لم الشمل..هذا سيحدث قريباً، لكن المسألة تحتاج الى تطعيم يُفترض أن يستوعِب آخرين، وهذا مُمكن في السياسة..
سيناريو الماضي لا يصلح للمستقبل، بدليل أن ?مناضلي? الكيبورد أو بالأحرى شباب الواتساب، قد تجاوزوا بعيداً، محطة القيادات القديمة..الوضع وصل درجة من الاحتقان، لا يُمكن التعبير عنها بالهُتاف، وحبال الشباب الصوتية مشدودة نحو العصيان، دون أن يكون للقدامى فضل عليهم.. هذا هو الواقع الآن.. التغيير حتمي، ولن يكون بسيناريوهات الماضي. إن سألت عن الأحزاب، فاللأحزاب مضروبة في حشاها، والتحالفات تتناقض… نقابات زي زمان مافي، تجمع وطني ديمقراطي مافي، اتحادات طلاب مافي، اكتوبريات مافي، ملحمة مافي، حوا طقطاقة مافي، وثبة مافي، ودولار مافي، ومواصلات مافي، روقة مافي.. الجميع يبحث عن سبل ووسائل جديدة.. الواقع السياسي تشوبه حالة من ?الهيلان?.
لا أحد يدري الى أين تسير القافلة.. لا أحد يستطيع أن يتكهن..هذه حالة عدمية مفتوحة على كافة الاحتمالات، لكنها لن تكون هكذا الى الأبد.
(علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي، ولا ينسى.)..
اخر لحظة
عبداللله الشيخ انت مبدعتافرق بينك وبين محمد لطيف انو لطيف نسيب وانت ما حسيب
عبداللله الشيخ انت مبدعتافرق بينك وبين محمد لطيف انو لطيف نسيب وانت ما حسيب