سوداني أصيل.. من هو السوداني الأصيل يا هؤلاء؟!!

بل من هو السوداني غير الأصيل يا أخي؟

لا يمكن أن يكون الوطن وطنك أنت وحدك.. و لا يمكن أن تستحوذ قبيلتك وحدها على الوطن فهناك شركاء لك و لقبيلتك فيه، شئت أم أبيت..

إن تقسيم شركائك في الوطن إلى خيار و فقوس هو الذي خلق ما يعانيه
السودان من أزمات خانقة غير قابلة للحل إلا بالانفتاح ( الحقيقي) على الواقع المعاش مع الشريك الآخر..

غبي أنت إن اعتقدت أن ربط الوطن بقبيلتك فيه خير لك و لقبيلتك و، أخيرا و آخرا، للوطن..

نعم، قد يكون فيه خير لك و لقبيلتك لبعض الوقت.. و لكن فيه كل الشر للوطن في المدى البعيد!

العنصرية القبلية مصنع هائل أنتج خواءك الفكري.. و أوهام التفوق العرقي و القبلي في وطن عملاق محبوس في محرقة القبيلة جاهز للحريق.. طالما الفجور في الخصومة يتأجج بالقبلية!

و نراك تؤججها و أنت ترى نفسك ( سوداني أصيل) و الآخر غير ( سوداني أصيل) ؟
إن عقلية التمايز العرقي و القبلي يمثل حجر عثرة أمام السلام المجتمعي السوداني المحتاج إلى كثير من الرتق و التجسيير لصناعة القومية السودانية..

قال: ( سوداني أصيل)، قال!

كان هناك سودانان، أحدهما السودان الانجليزي المصري، المعروف حاليا بالسودان و جنوب السودان.. و الثاني السودان الفرنسي، المعروف باسم ( تشاد)..

عن أي أصالة ( سودانية) يتكلمون حينما يصدرون أحكامهم للتمييز بين السودانيين: هذا ( سوداني أصيل) و ذاك سوداني غير أصيل؟

و على رأس هؤلاء أخواننا في الوطن/ حسين خوجلي و جماعته من الذين يتحدثون كثيرا عن ( السوداني الأصيل).. يتحدثون كثيرا جدا.. و لا يقصدون، بالتأكيد، النوباوي أو الدنقلاوي أو الفوراوي أو البجاوي أو الانقسناوي و ما إلى ذلك …….. !
إن كل المذكورين أعلاه يعتبرون خارج دائرة ( السوداني الأصيل) التي يستخدمها حسين خوجلي و جماعته استهدافا لنفي الأصالة عن الآخر.. بغرض الانتقاص من حقوق الآخر المعنوية و من ثم سلب حقوقه المادية بالقانون أو خارج القانون..
أما أنا فسوداني.. و سوداني أنا، و أحب كل سوداني تنبض شرايينه بحب السودان الكيان قبل أن تنبض بحب القبيلة!
[email][email protected][/email]