ومضات : في عين العاصفة .. توثيقيات للحرب

ومضات
عمر الحويج:
ومضة : (1)
في صباحها التحنان أَعْلَّت من طبقات صوتها الرنان
في صباحها الريان فراشة تتجول في بستانها الرويان .
حين كانت تدندن بأغنيتها الحبيبة إليها
لأنها تحمل نعومة إسمها وجمال رسمها وحلاوة لحنها الفتان :
“الشادن الكاتلني ريدو
هلك النفوس والناس تريدو ..
مالو لو يرحم مريدو ..”
أُعجبت إحدى (الدانات) عابرة الفضاءآت الحزينة
بهذا الصوت الملائكي ، الملئ بالحنين والشجن .
فقررت أن تستأثر به لوحدها دون الآخرين ،
فأخذتها إليها وخرجت ، ولم تعد حتى الآن .
ومن يجدها فليغني معها :
“شادن الكاتلنا ريدا”
“مالو لو يرحم مريدا”
(مالو لو مالو لو)
***
ومضة : (2)
إعتادت أذني :
على إسمها .. الدانة
على رسمها .. الدانة
على جرمها .. الدانة
على فتكها .. الدانة
إلى أن جاء يوم فيه زارتنا الدانة .. لكنا لم نرحب بها ..
إلى أن جاء يوم فيه زارتنا الدانة .. لكنها لم ترحب بنا ..
جالسة أنا وأطفالي الثلاث المتحلقون حولي أرتب لشاي الصباح و الكاسات المجهزة مرصوصة ومُتَّمَرة .. أمامي
زارتنا .. ولم ترحب بنا الدانة .
زارتنا .. ولم نرحب بها الدانة .
نَظَّرتُ – أجساد أطفالي الثلاث المتحلقون حولي وأجساد كانوني وكاسات شاي الصباح المرصوصة ومُتَّمَرة .. أمامي .
.. رأيتها جميعاً أشلاء .. أمامي .
إختلطت أجساد أطفالي الثلاث .. المتحلقون حولي وأجساد كانوني وكاسات شاي الصباح المرصوصة ومُتَّمَرة .. أمامي .
.. رأيتها جميعها أشلاء ..أمامي .
بدأت دموعي .. تذرف
بدأت دموعي .. تنزف
دموعي خفت ..
دموعي جفت ..
تحاضَّنت – أجساد .. كانوني وكاسات شاي صباحنا المرصوصة أمامنا .
بأجساد أطفالنا الثلاثة بقربنا .. التي ما عادت أجسادنا .. بل هي أشلائنا .
حين شرِّبت شاي الصباح معنا .. الدانة
مخلوطاً بحمرة دمائنا .. الدانة
وبأشلاء أطفالي الثلاث .. الدانة
بأشلائي أنا .. أمهم
الحاضنة .. الدالة .