هل استعصى على السودان الانتربول اعتقال قوش

تذكرت اليوم الاربعاء ١٢/ فبرايرالفريق أول/ صلاح قوش، بمناسبة ذكري مرور عامين علي تعيينه مديرآ علي جهاز الأمن، بعد الاطاحة بالفريق/ محمد عطا الذي خدم في الجهاز طوال مدة تسعة اعوام متواصلة (٢٠٠٩- ٢٠١٨) ،هذه الاطاحة تمت بدون توضيح ذكر الاسباب او حتي كلمة شكر من البشير علي خدمات عطا طوال هذه السنين!!، صدور قرار الاطاحة والتعيين كان في يوم الاحد ١١/ فبراير، وفي يوم الاثنين ١٢/ فبرايرادي قوش يمين القسم الدستوري، وتوجه بعدها الي مبني جهاز الأمن ليباشر من هنك عمله القديم الجديد.

جاء صلاح قوش للجهاز وقد تأبط شرآ ولسان حاله يردد قول الحجاج بن يوسف الثقفي (“إني أرى رؤوساً أينعت و قد حان قطافها، وإني لصاحبها، وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى”)، وكانت واحدة من اقوي تصريحات تلك التي صدرت منه في شهر يوليو الماضي ٢٠١٨ وقال: ( لا وساطة ولا محسوبية ولا كبيرعلى القانون ولن نخشى أحداً وكل من يتجاوز هذه الإجراءات ستطاله أيدي العدالة وسنجتهد في إعادة كل موارد الدولة التي أخذت بغير حق)…وتعهد قوش بالاستمرار في محاربة الفساد الذي يستحوذ على موارد البلاد، وقال إن الفترة الماضية شهدت تعاون الأمن مع الأجهزة المختلفة واردف قدرنا نطور الأداء في هذا الجانب، ونغير المنهج ، وكشف ايضآ عن استحداث منظومة جديدة في جهاز الأمن (وحدة خاصة بالتحريات والتحقيقات) وانه سيتم افتتاحها قريباً، وقال إن الوحدة هدفها جمع المعلومات الاستخباراتية وذلك لسلامة النشاط الاقتصادي وتقديم المعلومات للنيابة لفتح البلاغات، وأضاف أن الدولة تحاول لملمة أطرافها للسيطرة على موارد البلاد لتوجيهها لخدمة المواطن.

كل المواطنين داخل السودان وخارجه بدأوا يتابعون باهتمام شديد ما سيقوم به الجهاز من افعال ضد المفسدين والمهربين الذين خربوا الاقتصاد الوطني، وهالهم ان حصيلة اعتقالات جهاز الأمن خلال الستة شهور الماضية (فبراير -اغسطس) لم تشمل من هم بحق وحقيق يستحقون الاعتقال والتحقيقات ونشر صورهم في الصحف المحلية، ونشر ماقاموا بها من عمليات تخريب !!، وما من مواطن سوداني داخل البلاد وخارجها وخارجها الا واستغرب من سياسة (الخيار والفقوس) في اعتقالات صلاح قوش!!، وان (القطط السمان) التي اثرت بالحرام والغش والسرقات ما زالت حرة طليقة تواصل عملها في النهب وكان كل ما يدور في البلاد من اعتقالات لا يهمها بكثير او قليل !!

مرت شهور كثيرة لم يقرب الجهاز من شخصيات معروفة علي المستوي المحلي والعالمي بفسادهم الذي زكم الانوف وخرج للعلن!!، لم يتم التحقيق حول اختلاسات اموال بمبالغ طائلة (ملايين الدولارات) من قرض صيني كان قد خصص لتكملة بناء سد مروي والذي توقف بسبب هذه الاختلاسات !!، منذ ان استلم الفريق أول صلاح قوش منصبه الجديد وكان قاسيآ وعنيفآ مع الصحفيين ، ورحيمآ عطوفآ علي غالبية متهمين بجرائم فساد واغتيالات، وهي ظاهرة لافتة لا تخفي عن العيون!!،تكمن قمة المشكلة ان عمر البشير هو (العقدة في المنشار) فقد منع صلاح قوش من اعتقالات اللصوص الكبار او من هم مقربين في السلطة الامر الذي احرج الجهاز واظهره بمظهر العاجز عن اداء مهامه!!

بعد انقلاب ابريل ٢٠١٩، أعلن المجلس العسكري الانتقالي في يوم السبت ١٢/ابريل أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش قد استقال من منصبه، وذهب الي منزله مودعآ حياة السياسة والاستخبارات، ولكن هذه الاستقالة لم تمنع من صدور قرار من النائب العام باعتقال صلاح قوش، وفي يوم الخميس ٢٣/ مايو ٢٠١٩ تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد جهاز المخابرات والأمن الوطني السابق، الفريق أول صلاح قوش، بعد أن منع حُرّاس منزله تنفيذ أمر اعتقاله، وإن النيابة العامة السودانية قد تستعين بالشرطة الجنائية الدولية (الانتربول) للقبض على قوش حال ثبُت أنه موجود بدولة خارجية.

في يوم الاحد ٢٢/ ديسمبر ٢٠١٩، أعلنت السلطات العدلية في السودان، الأحد، عن بدء إجراءات قانونية للقبض على مدير جهاز مخابرات نظام الإخوان البائد، الهارب صلاح عبدالله “قوش” عن طريق الشرطة الدولية “الإنتربول”، لمحاكمته عن جرائم ارتكبها. وكشف النائب العام السوداني تاج السر الحبر، في مؤتمر صحفي ، عن تدوين (٤) بلاغات جنائية في مواجهة صلاح قوش، مشيرا إلى أنهم شرعوا في إجراءات لإعادته بالشرطة الدولية “الإنتربول” لمحاكمته بالداخل.

في يوم ٢٩/ ديسمبر ٢٠١٩، طالبت النيابة العامة السودانية مدير جهاز الأمن والمخابرات إبان حكم الرئيس المعزول عمر البشير، المعروف بصلاح قوش، بتسليم نفسه إلى القضاء بعد دعاوى قدمت ضده بتهم الثراء غير المشروع، معتبرة أنه إما هارب أو متوار عن الأنظار. وشددت الوكيلة العليا للنيابة سلوى خليل أحمد حسين، عبر إعلان منشور في صحف سودانية اليوم الأحد، على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية، حال رفض مدير المخابرات السابق تسليم نفسه إلى السلطات خلال أسبوع. وأوضحت -وفق الإعلان- أن المتهم إما أنه هرب، أو أخفى نفسه للحيلولة دون تنفيذ أمر القبض عليه، مطالبة إياه بتسليم نفسه لأقرب نقطة شرطة في مدة لا تتجاوز أسبوعا واحدا من تاريخ نشر الإعلان (المذيل بتاريخ ٢٦ ديسمبر/ ٢٠١٩).

صلاح قوش مازال حر طليق يتجول ما بين القاهرة ودبي مكان عمله في مجال (البزنس) الثقيل، اخر اخباره ما نشر في موقع موقع”عدوليس” الإريتري وأورد،، أن مدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش وصل الأراضي الإريترية بمعية خمسة عشر ضابطًا مفصولاً من جهاز المخابرات. ولم تستبعد جهات إريترية لجوء قوش إلى الأراضي الإريترية؛ لاحتفاظه بعلاقاتٍ جيّدة مع الرئيس أسياس أفورقي.

بالرغم من ان صلاح قوش اصبح في حكم المطلوب القبض عليه حيآ او ميتآ، ومطارد في كل مكان، الا ان برهان و”حميدتي” وبعض الضباط الكبار في القوات المسلحة ومن هم في المعاش لا يتمنون اعتقاله، لانه لو قدم للمحاكمة فسيقول الكثير المثير الخطر عن فسادهم وجرائمهم، ومن اين لهم كل هذا الثراء الحرام الملطخ بدماء (٣٥٠) الف قتيل.

بكري الصائغ
bakrielsaiegh@yahoo