القلق على السودان له ما يبرره.. بعد حديث حميدتي الأخير!!

عثمان محمد حسن
* شَبَهٌ كبيرٌ بين اللجنة الأمنية الممسكة بزمام الأمور في السودان وببن الرماد الذي (كان شالوا ما بِنشال وكان خلّو ‘وسَّخ’ الدار!)، فمن الذي يستطيع (كنس) اللجنة الأمنية من على سدة حكم الدار السودانية منعاً لتراكم سخامها وقاذوراتها على درب سياسة الدار واقتصادها وقوانينها؛ فمن أي ناحية أتيت السياسة والاقتصاد والقانون تجد الحالة مقدودة.. والأمن مقدود كذلك بفعل اللجنة التي تطاردها جرائمها في حلها وترحالها..
* ولا يمكن للشارع السوداني العام إلا أن يرى اللجنة الأمنية عصابة مسلحة اختطفت الثورة بقوة السلاح وأن المكان اللائق بها هو سجن كوبر رفقةَ مجرمي النظام المنحل، ويرى الشارع العام صعوبة في تطبيق القانون الطبيعي على اللجنة في الوقت الراهن لأن اللجنة تضع ثقلها العسكري والسيادي للحؤولة دون وصول القانون إلى أوكارها لكشف ما في أوكارها من جرائم رهيبة..
* ويجمع الثوار على ألا جديد في ما قاله حميدتي عن مسئولية اللجنة الأمنية عن عملية فض الاعتصام وأن ما قاله معلوم لدى الثوار سلفاً.. ومعلوم لدى الثوار، أيصاً، أن ميليشيات حميدتي كانت في مقدمة زبانية مجزرة القيادة العامة، رغم ادعائه أنه كان المعترض الوحيد على فض الاعتصام.. وربما اعترض، ولكنه شارك بعد أن أقنعوه بجدوى المشاركة..
* ويمكن ربط قول حميدتي: ” لكن نحن تاني ما بنتغشى!” بما يشاع عن حمله الضغينة ضد شمس الدين كباشي بحسبان أن كباشي كان السبب في توريط الجنجويد في تصديهم الغاشم للمعتصمين، وبالتالي، في (شيل وش القباحة) أمام الشعب السوداني..
* وفي خطاب حميدتي مرارة، وأي مرارة تلك التي تقيأها حميدتي في ذلك الخطاب، والغبينة تمور بين أضلعه باحثةً عن مخرج لفشِّها.. ونرى الغبينة، ممزوجة بنية الانتقام، مكشرة عن أنيابها في “… ما بنصبر أكثر من كدا… والله أي زول بعد كدا يتعرف كان بيعمل في شنو..”!
* وجملة “…. كان بيعمل في شنو..” هذه تحمل الكثير المثير الخطِر الذي كانت اللجنة الأمنية (تعمله)، ضد ثورة ديسمبر المجيدة، بالتأكيد، من وراء ستار (المجلس العسكري) منذ اندلاع ااثورة وحتى ساعة القاء خطابه الفتنة.. وسوف تستمر في (عمله) دون كلل..
* أيها الناس، إن القلق على السودان له ما يبرره.. بعد خطاب حميدتي الأخير.. فلحميدتي قوة غاشمة لا تعصي له أمراً.. والحذر من شخصٍ لديه قوة مثل التي لدى حميدتي حذر واجب.. فشخصٌ كهذا لا يؤمن جانبه إذا غضب غضباً يكسوه ميلٌ للإنتقام المدمر لكل ما حواليه وكل من حواليه، كما الثور الهائج في مستورع الخزف..
* وشحنة الإحباط وحالة الغضب التي يعيشها حميدتي دفعته إلى تحريض جهوي يُفهم من سياقه أنه تحريض موجه ضد الوسط والشمال النيلي.. والمعلوم، لدى الجميع، أن حميدتي ليس جهوياً فقط، بل عنصري حتى النخاع، وهو قبلي بدرجة امتياز.. وهو عشائري داخل قبليته، وفي عشيرته يركز على خشم بيت آل دقلو، ولا شيئ يهمه بعد ذلك .. وما احتلال قبيلته للحواكير في دارفور إلا شهادة ضد أي داء عنصرية يرمي به الآخرين وينسَلْ!
* إن حالة الغيظ التي يعيشها الجنرال حميدتي، هذه الأيام، حالة قد تفجر الأوضاع في بلدٍ الهشاشة الأمنية هي السائدة فيه.. وعاصمة مكتظة بأعداد مهولة من الميليشيات المسلحة تسليحاً أُعد للقتال خارج المدن.. فإذا انفرط عقد السلام، دخلت الكارثة العاصمة من جميع الجهات.. وحينها تنقلب العاصمة إلى ميادين قتال..
* ويحاولون طمأنتنا بعدم وجود حزازات بين الجيش والجنجويد.. لكن الطمأنينة تأبى أن تدخل قلوبنا طالما لم يتم دمج جميع الميليشيات في جيش قومي واحد وعقيدة عسكرية واحدة وقائد عام واحد..
* نسأل الله أن يزيل الفتنة من النفوس.. ويقيم الحكمة بينها حمايةً للسودان.. وحمى الله الخرطوم مما نخاف..!
____________________________
حاشية:-
هاتفني النذير، ابن أخ لي وأحد قيادات المقاومة، من ميدان الاعتصام عشية اليوم السابق للمجزرة، وأنبأني بأنهم أسروا سيارة من سيارات الجنجويد ووضعوها في مكان أسموه (معروضات الثورة).. وأن حميدتي عبر الميدان مطأطئ الرأس (مدنقر راسو) داخل سيارته.. حذرتُ ابن أخي وقلتُ له أن طأطأة حميدتي رأسه تنبئ عن شر مستطير.. ف(حدس ما حدس!) فجر اليوم التالي!
* هل كان أَسْر سيارة الثاتشر هو القشة التي قصمت ظهر اعتراض حميدتي وجعلته يشارك في جريمة فض الاعتصام، بعد محاولات زملائه أعضاء اللجنة اقناعه على مدى أيام؟
* الله أعلم!




مهما قلنا عن حميدتي كلام شين وما مقبول، لابد ان نعترف انه ارجل من البرهان وزمرته في المجلس الخايب.
حميدتي تحدي الجميع شعب وحكومة واحزاب ومنظمات وقال بالصوت العالي: “ما بحل قوات الدعم، القوات، لن يقربها سوط العزل والتفتيت، والماعاجبو الكلام ده اليقرب من جيش الخلا ده!!”، بعد ما خلص كلامه، كلهم في مجلس السيادة والحكومة والقوات المسلحة زاغوا واختفوا… وبعدها ظهرت تصريحات التحنيس وتطييب الخاطر والجرسة في وضح النهار!!
لابد ان نعترف انه ارجل من البرهان وزمرته في المجلس الخايب.
الجميع على دراية كافية بالملابسات والظروف التى مهدت لظهور قدس. كما و أن غالبية الشعب السوداني بكل تأكيد لا يرغب في مواجهة مسلحة بين الجيش المسكين و قدس .إذا نحن أمام خيار واحد ترك قدس و شأنها حتى نهاية الفترة الانتقالية.
يا سبحان الله ، السودان غني بكل شيء حتى الموارد البشرية وخصوصا” في الدواس أقصد القوات المسلحة وفي النهاية نشاهد مليشيات ومرتزقة وحركات مسلحة وكل واحد عامل ليهو ميليشيا وعربات تاتشرات وسلاح ويهدد .. والسؤال هؤلاء من يهددون ؟ الشعب المغلوب على أمره حسبي الله ونعم الوكيل .. عموماً إذا كان المقصود الشمال والوسط والنيل الأبيض وشرق النيل أقول لهؤلاء ومرتزقتهم السودان ليس به جبان ولا مرخرخ والزارعنا غير الله اليجي يقلعنا والميدان يا حميدان …………………..