مقالات سياسية

علاقتهم بالمؤتمر الوطني لا تتعدى كونهم موظفين في دولة يحكمها حزب المؤتمر الوطني

عبد العزيز عبد الباسط

علي قيادة السودان الجديدة ان تترفع عن سفاسف الامور بوضع سياسات مختلفة من اجل مصلحة المواطن ورفاهيته ومن اجل بناء سودان جديد..
كثير من أهل السودان خدموا مع نظام المؤتمر الوطني الفاسد في مختلف المواقع وبرغم ذلك تمتع كثيرا منهم بالحس الوطني والنزاهة وهم لا أخطاء لهم وهذا لا ينفي ان البعض وقعوا في أخطاء سهوا أو ضعفا والاستغناء عن أولئك وهؤلاء يؤدي الي إفراغ البلد من كفاءات إدارية غنية بالأفكار النيرة والمشاريع الناجحة التي يجب ان لا نستغنى عنها  لأننا سوف لن نجد من يسد اماكنهم بالسرعة المطلوبة وهذا سوف يعرقل من سرعة وتيرة البناء وعليه يجب ان لا يكون في ابعادهم هدف انتقامي او اقصائي يحقق تعصب او مأرب بعض الثوار حتي لا يتحول الامر الي عبث يتنافى مع مسيرة النهضة التي نسعي جميعنا اليها لان بناء الدول يحتاج الي الخبرات التراكمية ويحتاج الي خبرات الأشخاص الذين مارسوا ذات العمل لفترات طويل حتي تحولوا مع مرور الزمن إلى خبرات فنية وإدارية للمواقع التي عملوا بها  وتلك الخبرات الفنية الادارية التراكمية يجب ان لا نفقدها دفعة واحدة الا اذا وجدنا منهم فسادا واضحا او تخريب بين ومتعمد واظن ان الغالبية منهم كانت علاقتهم بالمؤتمر الوطني لا تتعدى كونهم موظفين في دولة يحكمها حزب المؤتمر الوطني و اعتقد ان الغياب المفاجئ لتلك الكفاءات سيكون كارثيا علي الوطن..
لذلك يجب ان نتجنب سياسة المؤتمر الوطني حينما اقصي الالاف تحت اكذوبة (الصالح العام) وكذلك يجب ان لا ندعوا إلى توسيع دائرة المشمولين بالإقصاء من مواقع العمل لأجل الانتقام من أولئك الذين شردونا لعشرات السنين كما اني لست مع عزل خصومنا السياسيين لكني مع اصلاح ما يمكن اصلاحه لان السودان اليوم يحتاج الي جهود الجميع ويحتاج الي التسامح مع كل الذين عملوا مع الكيزان من اجل لقمة العيش ويحتاج الي تلك الخبرات التراكمية بشرط ان لا يصل التسامح الى قياداتهم الشريرة..
السودان اليوم يحتاج الى تغيير شامل في سياسته الخارجية والى بناء مؤسسات قوية والحاجة الى التغيير الشامل المطلوب وبناء المؤسسات القوية قد يحتاج الى خبرات بعض أولئك الأشخاص الذين عملوا مع الكيزان وتحولوا بمرور الزمن إلى ذاكرة إدارية للدولة السودانية لان بناء المؤسسات القوية والمشاريع السياسية المتكاملة يحتاج الي كفاءات وخبرات من سبقونا وتمرسوا من قبلنا في مناطق العمل المختلفة وفي دهاليز السياسة الدولية لعشرات السنين ومنهم من حباه الله بميزات نادرة قد لا تتكرر في غيرهم من الأشخاص.
إن إعادة الثقة في هؤلاء سيكون له تأثير بالغ في صناعة مستقبل وطن يسير نحو أفاق التنمية والرفاه المطلوب والقرارات الانتقامية المتسرعة سوف تكون كارثية على الوطن بمجمله..
..المدرسة والمدرس أولا..
[email protected]

تعليق واحد

  1. المطلوب بأختصار شديد عزل قيادات الخدمة المدنية ابان العهد البائد الذين جاءوا الى مواقعهم بالولاء لا بالكفاءة وليس عزل الموظفين الذين عملوا معهم لان معظم هولاء جاءوا الى مواقعهم قبل الانقاذ وحتى الذين جاءوا بعد الانقاذ جاء معظمهم وفق معايير التوظيف وعن طريق لجان الاختيار ما لم يثبت ان البعض منهم جاء بالواسطة وليس عبر المعاينات ولم يكن قبل الانقاذ خيار وفقوس ولا ولاء وكفاءة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..