الحرب الوعي المزيف ومغالطة الاحتمالين(2)

إن مغالطة الاحتمالين ليس صدفة ان تكون من أكثر الميكانيزمات التي تستعملها قوى الشر لتغبيش وعي الشعب والسيطرة على الواقع بالوعي الزائف.
تقوم بتنفيذ ذلك في استراتيجية مدروسة ومنصات إعلامية منتشرة في بقاع العالم يصرف عليها من موارد شعبنا المنهوبة. يطوعون مناهج الوعي لمصلحتهم ينطلقون من وعي الانسان المستلب والمحاصر بفظائع الحرب.
منهجهم التضخيم والتهويل والتسويق الكارثي للمستقبل حيث يضربون على عقلية الحصار بأن الواقع أزمة وجوديه لذا علينا التضحية بكل قناعاتنا ومبادئنا واحلامنا مقابل ان نعيش ويتوفر الأمان فتصبح الحربة بلا معنى والديمقراطية ترفا والحكم المدني أقرب للخيال نستحي ان نحلم به.
استراتيجية الوعي الزائف التي تعتمد على استغلال غريزة البقاء فيحاصر شعبنا برسائل الخوف من المستقبل فيصبح شعارنا الوقائي الخواف ربى عياله الذي يؤمن بالقبول ودعم الشر الذي تعرفه ولا الحلم الذي لم تعشه.
ما كان لهذه الاستراتيجية ان تنجح ويستطيع الوعي المزيف امتلاك الساحة لو لا عوامل معلومة لا تخفي على احد نحصر بعضها في الاتي:
أولا
غيابنا من ساحة الوعي وتركه تنعق فيه قوى الشر .ان تشرذم شرائح المجتمع قد قاد لغياب الوعي المنطقي الذي يستطيع غسل ادران الوعي الزائف ويعري زيف مغالطة الاحتمالين وغيرها من التجهيل والمغالطات.
ثانيا
سيطرة المشاعر المتلفتة والوعي الزائف جعلت شعبنا أسرى مشاعر الغضب والخوف والإحباط .
ثالثا
سيطرة مشاعر الخوف من المجهول تجعل من السهل القبول بالشر الذي تعرفه من الخير الذي تحلم به.
رابعا
حصار الواقع وادعاء خصوصية الكارثة مع الجهل بالتاريخ الذي يمزق في نماذجه المضيئة زيف المغالطات ويحكي تجارب مشرقه من الهند وكولومبيا وجنوب افريقيا مؤكدة ان الخيار الثالث والحلم بالسلم والتعايش المجتمعي في دولة القانون ليس فقط ممكنا بل هو الخيار الأفضل أخلاقيا ومنطقيا والطريق الوحيد لتحقيق العدالة واستدامة السام والأمان.
اننا يجب نفارق مقاعد الاستلاب نمزق حصار الوعي المزيف نتبنى مناهج الوعي النمطي التي تفضح زيف مغالطة الاحتمالين لتؤسس لواقع الوعي بالخيار المنطقي المتمثل في الاتي
ان الواقع لا تحكمه ثنائية الزيف المتمثل في ان تدعم احد طرفي الحرب مهما كان غضبك من احداهما او اعجابك بالأخر بل ان هناك الخيار الأفضل والمنطقي بدعم خيار السلام وان دعم اي منهما سيهدم هذا الخيار وسيكون فقط وقودا لخيار الحرب
ثانيا
ان الخيار الذي يرفض الانحياز لطرفي الصراع عندما يختار الطريق الثالث فهو لا يخون طرفا ولا يدعم الآخر بل سيفرض عليهم بقدر التساوي وقف القتال ومحاسبة المتسببين في اشعالها ومرتكبي كل الانتهاكات.
ثالثا
لا نقع في زيف خياري السيء والأسوأ فالاثنان من رحم قوى الشر ولن نختار اقلهما شرا بل سنختار كما اختارت شعوب غيرنا خيار رفض كل أنواع الشر كثيره وقليله وحققت حلمها النبيل والموضوعي في دولة العدالة والقانون
رابعا
لن نقع في تهمة الإقصاء وسنتمسك بدعوة حل حزبهم القميء ومحاسبة كل من انتهك الدستور وافسد بالقانون ولن نخجل من ذلك لأن رفض منظمات الظلم والفساد ليس قمعا ولا اقصاء بل هي قمة العدالة والحرية .فلا نجعلهم يرفعوا فزاعة الاقصاء تبريرا للحرب والدمار ادعاء بانها مفروض عليهم حرب وجود. المنطق يؤكد اننا لم نرفع شعار قمعهم أو ابادتهم ولن نسلبهم حقهم في الانتماء لوطنهم ولن نطالب بسحقهم وابادتهم
لذا فلن يحتاجوا لرفع السلاح ونشر الدمار ليتحقق لهم حق الوجود ،لأننا نؤمن بحق الوجود الفاعل لكل من وضع سلاح القهر و تعلم من كارثة الإنقاذ وتخلى عن كوزنته ونادى بدولة القانون
وبالديمقراطية وحرية الاخر فهي البوابة للوجود في مجتمع العدالة والسلام
فالشعب هو من سيحكم فيه في صناديق الانتخاب.
هذه خيارات شعبنا الذي لن تخدعه زيف مغالطة الاحتمالين بل هي الخيار الثالث المتوازن والمنطقي والموضوعي الذي يدعو لقيم العدالة وسبحقق مجتمع الأمن والمحبة الذي نحلم به
لكن سيادة الوعي المنطقي لن يتحقق الا بتوافق قوى التغيير وتوحدها في منابر معلومة تتجاوز خلافاتها ترسم سياساتها تحاصر قوى الشر وتهدم منصات الزيف التي تسمم العقول الجهل وتسعى لاستلاب شعبنا بالوعي الزائف
فقوموا لما يحمعكم
وتوحدوا على نشر الوعي المنطقي الذي يقود لدورة العدالة
يرحمكم الله
مقال سديد لتبديد الأوهام حتى تتضح الرؤيا أمام ناظريك و من ثم تعود إلى رشدك و يقودك عقلك و يتخلق وعيك و من بعد ستجد كل المنافقين و الاشرار خسىئوا و خاب مرادهم