أخبار السودان

كيف أدى طلاب مخيمات النزوح بدارفور امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام؟

تزامناً مع بدء امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام قبل أكثر من أسبوعين، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لطلاب على ظهور شاحنات (لواري)، من مناطق جلدو وقولو بجبل مرة، وهم في طريقهم لمحلية نيرتتي لأداء امتحان الشهادة الثانوية لعام 2018، وهو الأمر الذي يكشف عن معاناة طلاب دارفور، بعد مرور أكثر من عقد على اندلاع الحرب في الإقليم.
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، فإن أكثر من مليوني نازح يعيشون في معسكرات النزوح بولايات دارفور الخمس، فضلاً عن آلاف اللاجئين بدولة تشاد المجاورة، بينما تقول الحكومة إن الأوضاع في دارفور باتت هادئة، وأن الحياة بدأت تعود لطبيعتها، وتعلن من وقت لآخر عودة نازحين إلى مناطقهم الأصلية:

الخرطوم: عمر الفاروق نور الدائم

مع اختتام امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام أمس السبت، حاولت (أخبار الوطن) تسليط الضوء، على ظروف أداء طلاب بعض مخيمات النازحين للامتحانات.
وبحسب منسق مخيم الحميدية للنازحين بمدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، الشفيع عبد الله، فإنه بين 3000ـ 4000 طالباً وطالبة من النازحين من جملة 4 مخيمات هي “الحصاحيصا، طيبة، خمسة دقايق، الحميدية، قد جلسوا لامتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام، وسط نقص في المعلمين والكتب والإجلاس.
ويضيف عبد الله لـ(أخبار الوطن)، “أمنياً، مرّت الامتحانات بهدوء، لكن الظروف الاقتصادية والاجتماعية، تؤثر بشكل كبير على أداء الطلاب للامتحانات، حيث يُضطر ذوي الطلاب لدفع رسوم تصل لنحو 1000 جنيه، بينها رسوم أرقام الجلوس، والقلة فقط من تستطيع إرسال أبنائها للمدارس الخاصة بمدينة زالنجي”
ويشير عبد الله، إلى أن نسبة الفجوة بالنسبة لطلاب الشهادة الثانوية داخل مخيم الحميدية للنازحين، أكثر من 30% من جملة الطلاب الذين يُفترض أن يؤدوا امتحانات الشهادة الثانوية.
ويبدو أن مستقبل العملية التعليمية وسط أبناء النازحين مظلم جداً، فبحسب رئيس المجالس التربوية بمخيم الحميدية للنازحين، آدم عبد المجيد، فقد جلس من مركز مدرسة الحميدية الزراعية 17 طالباً في المساق العلمي، و102 في المساق الأدبي، بينما جلست بمركز مدرسة الزهراء بمخيم طيبة للنازحين بالقرب من زالنجي، 300 طالبة في المساق الأدبي، و110 طالبة في المساق العلمي.
ويضيف عبد المجيد لـ(أخبار الوطن)، أن جملة الطلاب المُمتحنين لهذا العام من مخيمات النازحين بزالنجي لا يتعد حاجز الـ4000 طالب وطالبة، بما فيهم الذين جلسوا للامتحانات بمراكز المدينة العادية.
ويقول إن نقص الكتاب المدرسي والمعلمين وتردي البيئة المدرسية بما فيها غياب الإجلاس تُعد أبرز معوقات العملية التعليمية وسط مجتمعات النازحين، فضلاً عن الظروف الاقتصادية التي تحيط بأولياء أمور الطلاب، والتي تمنعهم من إرسال أبنائهم للمدارس.
ويشير عبد المجيد، إلى أنهم يعملون مع الحكومة والمنظمات الدولية، لتحسين البيئة المدرسية، حتى تستوعب أكبر عدد من الطلاب، لتغطية فجوة (الفاقد المدرسي)، لكن التقدم ما زال محدود جداً.
ولا تبدو أوضاع الطلاب المُمتحنين للشهادة الثانوية بمخيم كلمة للنازحين، شرقي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دار فور، أحسن حالاً.
يقول الناشط بالمخيم، آدم عبد الله جمهوري، إن طلاب المخيم يضطرون للسير مسافة ساعتين للوصول إلى محلية بليل جنوب شرق نيالا للوصول إلى مركز الامتحانات.
ويضيف جمهوري لـ(أخبار الوطن)، أن حجم المعاناة الذي يواجهه الطلاب النازحون يفوق التصور، فأغلبهم كانوا يذهبون لأداء الامتحانات دون أن يتمكنوا من تناول وجبة الإفطار، ثم يعودون بعد نهاية الامتحانات منهكين، ويشير إلى أن المشكلة تبدأ من توفير الكتاب المدرسي، ونقص المعلمين ودفع المصاريف الدراسية، ولفت إلى أن الطلاب اضطروا إلى شراء الكتب بشكل جماعي “كل خمسة طلاب يشتركون الكتب المقررة”.
وبحسب جمهوري، فإن من جلسوا لامتحانات الشهادة الثانوية سواء بمحلية بليل أو مراكز مدينة نيالا نحو 4000 طالب وطالبة، من جملة 8000 كان مفترض أن يجلسوا لامتحانات هذا العام، لكن الظروف الاقتصادية تدفع الطلاب لترك الدراسة في محاولة لكسب سبل العيش، بالإضافة إلى عدم قدرة الأسر على دفع مبالغ تصل لنحو 2000 جنيه لإرسال أبنائهم للمدارس الخاصة.

نقلاً عن أخبار الوطن

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..