أخبار السودان

يا ضحوا إنتو .. يا ضحوا إنتو !!

مناظير – زهير السراج

* قبل أن تجود علينا عبقريته الفذة بقصيدة شعر جديدة، أريد أن أسأله ماذا فعل فى قصيدته السابقة التى ألقاها أمام المجلس الوطنى فى بداية هذا العام، وسماها الاعلام بتقرير المراجع العام لعام (2016 )، وذلك حتى لا تكون المسألة مجرد تقارير يشنف بها آذاننا بدون أن يلاحق المفسدين، وتصبح المسألة (مجرد ونسة) عابرة على طريقة الرئيس المحبوب (الزعيم الحقيقى هو الذى يضحى من اجل شعبه) .. أو كما قال !!

* حمل ذلك التقرير (عفوا، القصيدة) مجموعة مخالفات وقعت بشركة سودانير من بينها عقد بقيمة (5 مليون دولار) لصيانة طائرات لا يحمل توقيعا ولا تاريخا، فضلا عن مخالفات أخرى ، ولقد نشرت معظم الصحف تلك المخالفات وما حمله التقرير من مخالفات لجهات أخرى، وتكهن شخصى الضعيف فى مقال سابق أن كل المخالفات التى (جادت بها قريحة) المراجع العام، ستصبح نسيا منسيا مع غروب شمس اليوم الذى تكرم فيه بزيارة المجلس الوطنى لإلقاء (قصيدته) السنوية عن الأداء الحكومى، والتطرق لبعض ملامح الفساد فى اروقة الدولة، ثم الذهاب الى منزله وهو هانئ البال مرتاح الضمير، منتظرا شروق اليوم التالى حتى يقرأ قصيدته العصماء منشورة فى الصحف، فيتأكد بأن العدالة أخذت مجراها وأن المفسدين يقبعون فى السجون بفضل عبقريته الشعرية الخطيرة !!

* ما يجعلنى اعود لذلك (الموضوع) ليس التذكير بقضايا الفساد، ولا حتى توثيقها كما ذكرت فى مقالى السابق، أو مطالبة الدولة بالإقتصاص من الفاسدين، فرائحة الفساد تزكم الأنوف، وملفات الفساد تحجب ضوء الشمس، وإمتناع الدولة عن محاسبة المفسدين، بل مكافأتهم على فسادهم، أمر معروف للجميع، أما الذى يُحاسب ويقدم لطيبة الذكر (محكمة الفساد) فهو الذى يسرق مروحة من مكتب حكومى، أو (شبشب سفنجة) من أحد المساجد،..إلخ، ولكننى أريد أن أسأل المراجع العام ما الذى فعله فى قضايا الفساد التى حملها ذلك التقرير، ودعونا نقتصر الحديث هنا عن مخالفات المرحومة (سودانير)!!

* جاء فى التقرير أن هنالك تجاوزات مالية في النقد الأجنبي بشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير)، تتمثل فى وجود أرصدة جامدة بقيمة 51 مليون و768 ألف جنيه، وشاذة بمبلغ 8 ملايين و245 ألف جنيه، مما أدى لإظهار رصيد النقد ومعادلاته بغير حقيقته (أى وجود سرقة وتلاعب)، فضلا عن عدم قانونية عقد صيانة طائرات بلغت قيمته 5.004.526 ملايين دولار، لعدم احتوائه على توقيعات وتواريخ، كما باعت الشركة 3 طائرات لشركة تاركو (الاخونجية) بدون موافقة مجلس الادارة، أو حتى تقديم تقارير فنية باعتماد سعر البيع .. تخيلوا !!

*كان ذلك ما جاء فى تقرير المراجع العام لعام 2016 عن مخالفات (سودانير)، فماذا فعل سيادته لملاحقة المفسدين، أم أنها قصيدة شعر يأتى ليلقيها على مسامعنا كل عام والسلام، أسوة بقصائد رئيسنا المحبوب الذى ظل يضحى من أجلنا ثلاثين عاما، ويرغب فى مواصلة التضحية ثلاثين عاما أخرى؟!
الجريدة

تعليق واحد

  1. الحقيقة لا مضحي ولا ضحية،فرصتين فوتهما الشعب على نفسه كانتا كفيلتين بإشعال نار الثورة والإنتفاضة،فرصة سبتمبر٢٠١٣ وضائقة الوقود وإفلاس النظام في السنة الحالية،الأيام القادمات يبدأ إنتاج نفط الجنوب وتنتعش قليلا خزينة النظام وتمد في عمره حتى إنتخابات ٢٠٢٠ وسيفكر النظام الباطل في إيجاد موارد بالكذب بالصح كما يقولون ،وبهذا ستستمر المعاناة،ونستمر نحن نكتب يوميا بالراكوبة وغيرها.

  2. الحقيقة لا مضحي ولا ضحية،فرصتين فوتهما الشعب على نفسه كانتا كفيلتين بإشعال نار الثورة والإنتفاضة،فرصة سبتمبر٢٠١٣ وضائقة الوقود وإفلاس النظام في السنة الحالية،الأيام القادمات يبدأ إنتاج نفط الجنوب وتنتعش قليلا خزينة النظام وتمد في عمره حتى إنتخابات ٢٠٢٠ وسيفكر النظام الباطل في إيجاد موارد بالكذب بالصح كما يقولون ،وبهذا ستستمر المعاناة،ونستمر نحن نكتب يوميا بالراكوبة وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..