تصريحات البشير.. الرجة الكهربائية

العلاج بالصدمات الكهربائية هو أحد أنواع العلاج غير الدوائي المستعملة في التعامل مع بعض الأمراض خاصة تلك الأمراض النفسية والوساوس وقد يعطي هذا النوع من العلاج نتائج جيدة برغم أنه وحتى الآن لا يعرف أحد ما هو الأسلوب الدقيق الذي يسلكه هذا التيار داخل خلايا المخ فيؤدي للعلاج.. لكنه على كل حال يحدث نوعاً من الرجة التي قد ينتج عنها تغيير إيجابي في حالة المريض.
ومن الطبيعي أن يصاب كل متابع أو مراقب سياسي مهتم بالشأن السوداني تابع تصريحات الرئيس البشير في روسيا التي هاجم فيها الولايات المتحدة بهذه الصدمة جراء تلك التصريحات التي تخرج عن توقعات الجميع وتخالف معظم خلاصات تحليل مستوى حرص السودان على تفادي الدخول مع الولايات المتحدة في أي نوع من سوء التفاهم من جديد تجنباً للعودة بالعلاقات السودانية الأمريكية إلى المربع الأول.
لكن سرعان ما تحاصرنا أسئلة كثيرة حول هذا التقييم الأولى لتصريحات البشير.. أهمها هل الرئيس البشير بكل هذه الخبرة الكبيرة في موقعه الرئاسي والمشوار الطويل والوعر جداً الذي سلكه السودان لتصحيح علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية أخطأ التقدير مثلاً في تقييم خطورة مثل هذه التصريحات ونتائجها أم هو الاحتمال الثاني الأكثر منطقاً وموضوعية بأن الرئيس البشير أراد فعلاً أن يستخدم هذا النوع من العلاج غير الدوائي للتأثير في وساوس الرأي العام حول حجم التنازلات السياسية والسيادية التي كان قد قدمها السودان للولايات المتحدة من لحم وشحم استقلالية موقفه وقراره كدولة تضررت كثيراً من السياسات الأمريكية في السابق ليقول إن السودان لا يزال بعد رفع العقوبات يمتلك القدرة على التعبير عن الضرر الذي أصابه وأصاب الآخرين من حوله والقدرة أيضاً على وصف الدور الأمريكي في المنطقة بشكل عام.
على كل حال نحن نرجح هذا الاحتمال الثاني بأن تقديرات البشير كانت تخاطب الكثير من تلك الإستفهامات الداخلية والخارجية حول حجم التنازلات التي يمكن أن يقدمها السودان للولايات المتحدة لتحقيق التطبيع الكامل للعلاقات.
ومما لا شك فيه أن تصريحات الرئيس البشير ستتعامل معها الولايات المتحدة كمؤشر تحدد به حجم المأمول والممكن من التغيير الذي تريد أن تحققه في السودان.. بحيث لا يأتي مساعد وزير الخارجية الأمريكي مرة أخرى مثلاً ويطالب السودان بإلغاء قوانين شرعية بالغة الحساسية مثلما فعل قبل أيام.
كذلك تحمل تصريحات البشير الصادمة للولايات المتحدة رسائل واضحة بخصوص ما تنويه من تدخلات في الشأن الداخلي في السودان على شاكلة من يحكم السودان وكيف يحكم السودان..
هذه ربما هي بعض الرسائل والمعالجات (الكهربائية) التي أراد البشير أن يبلغها ويجريها في هذه العلاقات الجديدة لتحديد سقف المأمول من السودان.
ويبقى السؤال الذي لم تجب عليه تحليلاتنا هذه هو هل كانت هذه الرسائل ضرورية في هذا التوقيت؟ وهل كان المكان هو الأنسب وهل تمت بمعرفة الآخرين من رجال السياسة والدبلوماسية في السودان؟
في تقديري أن هناك تقديرات غامضة بالنسبة لنا جميعاً حول هذا الموضوع يعرفها البشير بالتأكيد أكثر من الآخرين لكن دعونا نكمل مرحلة (الرجة الكهربائية) التي أصابتنا جميعاً وننتظر القادم من الأيام..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى
جانبك الصواب في التحليل لأنك تتكلم كأن السودان دولة لها هيبة ومهابة متناسيا أن السودان في هذا العهد المظلم بالذات أصبح صفر على الشمال كل ما في الأمر لم يكن البشير يعلم أن اللقاء سيبث على الهواء وما قاله البشير ليس مفاجأة للعارف بنظام الإنقاذ على حقيقته كونه يستأسد على شعبه ومنتهى المذلة والدونية في الخارج
(ومما لا شك فيه أن تصريحات الرئيس البشير ستتعامل معها الولايات المتحدة كمؤشر تحدد به حجم المأمول والممكن من التغيير الذي تريد أن تحققه في السودان..).
ماهذا الكلام المهبب, المؤشر الذي تقيس به الدول الكبرى.. مثل امريكا حجم تدخلها في البلدان الاخرى هو مدى قوة الدولة و تصالح حكومتها مع شعبها(الحكومات المنتخبةطبعا) وليست التصريحات الهوائية.
جانبك الصواب في التحليل لأنك تتكلم كأن السودان دولة لها هيبة ومهابة متناسيا أن السودان في هذا العهد المظلم بالذات أصبح صفر على الشمال كل ما في الأمر لم يكن البشير يعلم أن اللقاء سيبث على الهواء وما قاله البشير ليس مفاجأة للعارف بنظام الإنقاذ على حقيقته كونه يستأسد على شعبه ومنتهى المذلة والدونية في الخارج
(ومما لا شك فيه أن تصريحات الرئيس البشير ستتعامل معها الولايات المتحدة كمؤشر تحدد به حجم المأمول والممكن من التغيير الذي تريد أن تحققه في السودان..).
ماهذا الكلام المهبب, المؤشر الذي تقيس به الدول الكبرى.. مثل امريكا حجم تدخلها في البلدان الاخرى هو مدى قوة الدولة و تصالح حكومتها مع شعبها(الحكومات المنتخبةطبعا) وليست التصريحات الهوائية.