مقالات سياسية

إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة: أهمية السرد, اللغة والمصطلحات عندما يتعلق الأمر بتوصيف الجرائم

... المرتكبة بواسطة الجنجويد / قوات الدعم السريع في دارفور

يعتبر السرد واللغة والمصطلحات المستخدمة لوصف جرائم الجنجويد / قوات الدعم السريع المرتكبة مؤخراً في دارفور مهمة لعدة أسباب.

أولاً ، يمكن أن يساعد في تشكيل الرأي العام وفهم الواقع. علاوة على انه يمكن أن تساعد الطريقة التي يتم بها وصف هذه الجرائم في زيادة الوعي بالقضية، أو يمكن أن تحجب الحقيقة وتجعل من الصعب محاسبة الجناة.

ثانيًا ، يمكن أن يكون للغة المستخدمة في وصف هذه الجرائم تأثير حقيقي على الضحايا. حيث يمكن أن يساهم استخدام اللغة اللاإنسانية أو التحريضية في الصاق وصمة العار بالناجين وايضا بتهميشهم، مما يجعل من الصعب عليهم التعافي وإعادة بناء حياتهم.

ثالثًا ، يمكن أن يكون للمصطلحات المستخدمة لوصف هذه الجرائم آثار قانونية. من المهم التذكير بان للمحكمة الجنائية الدولية ولاية قضائية على الجرائم المرتكبة في دارفور ، ويمكن أن تساعد اللغة المستخدمة لوصف هذه الجرائم في تحديد ما إذا كانت تفي بالتعريف القانوني للإبادة الجماعية أو جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية.

في السنوات الأخيرة ، كان هناك وعي متزايد بأهمية استخدام لغة دقيقة وحساسة لوصف الوضع في دارفور. أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مبادئ توجيهية بشأن استخدام اللغة في تحقيقاتها ، كما طورت منظمات حقوق الإنسان موارد لمساعدة الصحفيين وغيرهم على الإبلاغ عن النزاع بطريقة دقيقة ومحترمة ومراعية بخصوص مسألة التأثير على الناجين.بالتوازي مع ذلك ، من المهم تسليط الضوء على الإجراءات التي يتخذها الجنجويد، الجماعات والتنظيمات الموالية للجنجويد من بعض الأحزاب السياسية التي توفر الغطاء السياسي للدعم السريع. من المهم التذكير بالحملة التي تقودها هذه الجماعات في السعي لتغيير الخطاب وايضاً للتقليل من الجرائم التي يرتكبها الدعم السريع/ الجنجويد والتي يمكن تلخيصها في التالي: –1. وصف الفظائع وجرائم الحرب الجارية في دارفور بأنها حرب أهلية ، حرب بين مجموعتين تقاتل كل منهما الأخرى بدلاً من الحرب التي شُنّت على أساس العرق ضد السكان المدنيين المحليين في دارفور ، مع ضرورة ذكر  الجنينة (المرجع 1) ، كتم (المرجع 2) ، زالنجي (المرجع 3) كأمثلة واقعية على جرائم قوات الدعم السريع / الجنجويد ضد شعب السودان في دارفور.2. محاولة تصنيف الضحايا كمرتكبين للجرائم ومحاولة خلق معلومات مضللة عن طريق إغراق منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بأخبار مزيفة يتم إنشاؤها تلقائيًا دون الرجوع إلى مصادر موثوقة. وعلاوة على ذلك ، فإن بعض مقاطع الفيديو التي وزعها الجنجويد وأعوانهم / المتعاطفون معهم تظهر محتجزين أجبروا بوضوح على الإدلاء بشهاداتهم وهم تحت التهديد ، وغالبا ما كانت تظهر عليهم جروح أو علامات تعذيب. من المهم التأكيد على أن المعتقلين و / أو أسرى الحرب (POW) يجب أن يعاملوا وفقًا لاتفاقية جنيف (III) (المرجع 4).3. خلق “أكاذيب او ما يعرف ب”الحقائق البديلة” عن طريق تحريف ما يحدث وإنشاء قصص خاطئة تمامًا. ومن الأمثلة على ذلك مقتل والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر بواسطة الجنجويد / الدعم السريع (المرجع 5) بعد ساعات من إجراء مقابلة تلفزيونية عب الهاتف حول ما يجري بالفعل في الجنينة ، وكيف ترتكب قوات الدعم السريع / الجنجويد جرائم حرب ضد المدنيين (المرجع 6). شوهد لاحقًا في مقطع فيديو التقطته قوات الدعم السريع الوالي خميس ابكر محتجزاً بواسطة  قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور ، عبد الرحمن جمعة، حيث تم نقله من سيارة دفع رباعي إلى مبنى ، ليعثر عليه لاحقًا مقتولًا وجسده المعذب ملقى على الأرض بجوار جثمان شقيقه الذي يظهر عليه علامات تعذيب. بعد بضعة أيام ، ظهر عبدالرحمن جمعة – قائد قوات الدعم السريع في المنطقة ، في مقطع فيديو تم تصميمه بشكل سيئ (صوت مع صورة معدلة له بالفوتوشوب بالإضافة إلى ترجمة باللغتين الإنجليزية والعربية) بهدف الرد على الاحتجاجات والإدانات من جميع أنحاء العالم بخصوص جريمة قتل الوالي خميس أبكر. كانت الرسالة التي يريد ان يظهرها الفيديو تهدف إلى خلق قصة مغايرة للحقيقة بان هنالك قوة اخرى قامت بالجريمة، وبعدها يقوم الدعم السريع/ الجنجويد بتكرار الرسالة مرارًا بهدف ترسيخها وتغيير الرأي العام، الامر الذي فشل تماما، ورسخ التهمة بالادلة الثابتة أن الدعم السريع/ الجنجويد متورطون.يؤكد إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة على أهمية استخدام لغة دقيقة وحساسة لوصف جرائم حرب الجنجويد / قوات الدعم السريع الأخيرة في دارفور، ويمكن فعل وترسيخ ذلك من خلال التالي:* تجنب استخدام اللغة غير الإنسانية أو التحريضية.* مراعاة تأثير نوع اللغة المستخدمة على الناجين.* إستخدم اللغة التي يفضلها الناجون.* إحترام السياق الثقافي لدارفور.* من المهم ذكر أن الإبادة الجماعية التي بداءت أيام نظام عمر البشير (المرجع 7) لم تكن تحت أي ظرف من الظروف ان تعتبر حدثًا سابقًا. لقد كانت وما زالت تُعتبر إبادة جماعية مستمرة لأن الأيدي التي استخدمت في عمليات القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب وحرق القرى والتهجير القسري وما إلى ذلك لا تزال موجودة وهم (الجنجويد/ الدعم السريع) ينفذون الفظائع حاليًا في دارفور.لذلك يكرر الإتحاد أنه باستخدام لغة دقيقة فيها مراعاة للضحايا وتوصيف حقيقي للواقع، يمكننا المساعدة في ضمان فهم جرائم الحرب الأخيرة (المرتكبة بواسطة الجنجويد / قوات الدعم السريع) في دارفور بشكل صحيح من أجل محاسبة الجناة.إتحاد دارفور بالمملكة المتحدةالموقع: http://darfurunionuk.wordpress.comإيميل: [email protected]تويتر:  @darfurunionukالمرجع 1:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/06/12/darfur-union-in-the-uk-a-plea-to-the-international-community-and-aid-agencies-regarding-the-dire-humanitarian-situation-in-darfur-cities-elgeneina-kutum-and-zalingei/المرجع 2:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/06/14/darfur-union-in-the-uk-what-is-happening-in-kutum-is-a-war-crime/المرجع 3:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/02/1245-34/المرجع 4:- https://ihl-databases.icrc.org/en/ihl-treaties/gciii-1949المرجع 5:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/06/15/1170/المرجع 6:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/06/16/1177/المرجع 7:- https://www.icc-cpi.int/darfur/albashir

‫3 تعليقات

  1. اضبطوا انتو اولا مصطلحاتكم
    الجلابة, دولة 65, الشريط (الشريت) النيلى وهكذا دواليك
    تتخفون حول هذه المصطلحات لشئ فى نفس =يعقوب ولاتدرون انكم ننعاملون مع شعوب لها قدم راسخ فى هذا السودان يتمظهر فى حضارة تفوق ال7000 عام ثم تأنتون لنا بمثل مناوى ليمثلكم
    انتم تستحقون الشفقة والرثاء ولا عزاء لاهلى الطيبون فى دارفور ضحية ابنائهم الجهلاء

  2. المجتمع الدولي لن يفيدكم في شيء وفي النهاية يقتص من عدد محدود من القادة لا يتعدي أصابع اليد الواحده ولا يعادل خسارتكم الكبيرة.. لازم تحملوا السلاح وتدافعوا عن شعبكم وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.

  3. رضيتم ام ابيتم مايحدث فى دارفور حرب أهلية بين القبائل وكل قبيلة ترى نفسها انها الانقى والاطهر وتم التصنيف على اساس عرقى زرقة وعرب وفى النهاية كلكم باقيكم من تشاد والنيجر ومالى.. تتقاتلون ضد بعض قبل استقلال السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..