مقالات سياسية

ليلة هجم الداعشيون على قاعة امتحانات جامعة الخرطوم!

عثمان محمد حسن

تحدثت صحيفة الراكوبة قبل يومين عن نية شباب حزب المؤتمر الوطني تبني مواهب في مجال الرقص.. بل و عن قيام أولئك الشباب بتقديم دعوات لرصفائهم المهتمين ( بالرقص) والمبدعين فيه، زاعمين أنهم بصدد التوثيق للتراث السوداني..

و عدت إلى (ليلة العجكو..) الراقصة.. عدت بعد خمسين سنة من ليلة احتلال الدواعش تلك القاعة المهيبة.. و السيطرة عليها!

في أواخر ستينيات القرن المنصرم.. شاءت (الجبهة الديمقراطية) لطلاب الجامعة أن تقدم نماذج من تراث الغناء و الرقص السوداني من مختلف بقاع السودان في قاعة الامتحانات بجامعة الخرطوم بغرض الاحتفاء و التعريف بالفنون الشعبية في مناسبات الأعراس و الحصاد و الخ…

اكتظت قاعة الامتحانات بالطلبة و الطالبات و ضيوف من مختلف أنحاء العاصمة المثلثة.. و كانت المتعة تغمر الجميع.. أغاني و أهازيج و عبق العطور و البخور.. و الرقصات و الايقاعات التي تعكس التنوع الفلكلوري السوداني..

و حين بدأت كردفان تتقدم برقصة (العجكو).. أخذت القلوب تحلق في سماء الابداع إلى أعلى، فأعلى..

كانت شموس كردفان تبهر الحضور بإيقاع مذهل.. في تلك الليلة التي اشتهرت باسم ( ليلة العجكو).. ( و الحلو ما يكملش!).. إذ
فجأة صرخ الداعشي (حاج نور)، ملَك الموت، من اللا مكان.. صرخ صرخة داوية :- ” أوقفوا هذا العبث!”
كان مختبئا في جحر ما.. و من جحره خرج ليصدر إشارة الهجوم المتفق عليها: ” أوقفوا هذا العبث!”
أوامر صدرت من أحد مؤسسي الداعشية لبدء الهجوم على المسرح.. و ضرب الراقصين و الراقصات و كل من يعترض طريقهم من الطلبة و الطالبات و الضيوف.. فتطايرت الكراسي و الطاولات في شكل قذائف.. قذائف موجهة نحو المسرح.. و تقدمت تشكيلات عسكرية داعشية منظمة .. و في تقدمها تكتيكات للهجوم على المسرح و تخريبه.. و الهجوم على المتفرجين و المتفرجات.. و هجوم.. و هجوم متواصل..

إرهاب متقن!
ساد القاعة الهرج و المرج.. و صراخ و عويل.. و تدافع مخيف stampeding و سقوط عند البوابة الرئيسية للقاعة، أجساد طالبات فوق أجساد طالبات أخريات.. و كنا، نحن الطلاب، نحاول مساعدتهن على الخروج من هجمات مؤسسي الداعشية..

و انجلت المعركة عن سقوط جرحى كُثر، و موت طالب واحد، ليس في قاعة الامتحانات ( ميدان المعركة)، بل أمام بوابة البركس.. و بيد أحد الداعشيين المسلحين بالأسياخ و السكاكين..

كانت ليلة ليلاء!
و في مساء اليوم التالي، أتى الدواعش إلى داخليات البراكس .. و تدفقت جموعهم من جامعات أخرى.. و وصلت سيارة تحمل كمية من السيخ تحت إمرة الطيب محمد خير الذي التصقت السيخة باسمه إلى يوم يبعثون…

أتوا للهجوم على اليساريين في الداخليات.. و لسوء حظهم، انتشر خبر الغزو بسرعة بين طلاب البركس، فأقبلوا جميعهم، تقريبا، و وقفوا في صف اليساريين في مواجهة مؤسسي الداعشية الأمر الذي فاجأ الداعشيين، و أخر هجومهم إلى أن بلغ الأمر البروفيسير المرحوم عمر محمد عثمان، مدير الجامعة وقتها، فتصدى للأمر بحكمة.. فانفض جمعهم و بعده انفض جمعنا..!

و الآن، و بعد خمسين سنة من حربهم على التراث القومي في ليلة العجكو، أتوا يبحثون عن التراث الذي أصروا على تغييبه.. بل عملوا على إزالته من ذاكرة الشعب السوداني.. و نجحوا في تشويه ذاكرة جيل شب في زمن غربة التراث السوداني عن السودان.. فصار جيلا ذا ثقافة منبتة مبتورة.. تراها فتحسبها خليجية طورا و مصرية طورا و غربية في طور ما..

إنه جيل تائه يبحث عن بعض تراثه عند حلول شهر رمضان كل عام في برنامج (أغاني وأغاني)..

[email protected]

تعليق واحد

  1. شكرا عزيزنا عثمان و وينك انت ؟؟ لماذا نسيت ذكر عبد الرحيم على صاحب حقوق ملكية اول كرسي يقذف في وجه الطالبة (شامة)على مسرح قاعة الامتحانات تحياتي لك قد اخد سنتين سجن ولااذكر إذا كان معه جعفر مرغني

  2. احسنت و حزاك الله خيرا فى تذكير هؤلاء الشرزمة و السواقط بما هو موثق و عالق وموضع بحث و تقصى و دراسة من اى طينه هؤلاء الشواطين خلقو و ما هو مرجعهم و ايدلوجيتهم التى اسسوا عليها نظام الحكم الفاسد فى الوطن الحبيب .
    حاج نور الله لا يرحمه ملك الموت كما اسميته رفص العجكو و هو يتاوه و ينازع اللذه و يطلب هل من مذيد اكيد الفارى فهم مفصدى انه وسمة عار على الاسلام و المسلميين و كان نكرة و تقلد منصب قاضى فى عهد مايو العداله الناجزة ببحرى وهو احد الفطاييس فى حرب الجنوب وليس بشهيد و سافر لشى فى نفس يعقوب و كانت نهايته .
    وامثاله كثر فى هذا التنظيم البالى عليهم اللعنه دنيا و اخره .

  3. شكرا عزيزنا عثمان و وينك انت ؟؟ لماذا نسيت ذكر عبد الرحيم على صاحب حقوق ملكية اول كرسي يقذف في وجه الطالبة (شامة)على مسرح قاعة الامتحانات تحياتي لك قد اخد سنتين سجن ولااذكر إذا كان معه جعفر مرغني

  4. احسنت و حزاك الله خيرا فى تذكير هؤلاء الشرزمة و السواقط بما هو موثق و عالق وموضع بحث و تقصى و دراسة من اى طينه هؤلاء الشواطين خلقو و ما هو مرجعهم و ايدلوجيتهم التى اسسوا عليها نظام الحكم الفاسد فى الوطن الحبيب .
    حاج نور الله لا يرحمه ملك الموت كما اسميته رفص العجكو و هو يتاوه و ينازع اللذه و يطلب هل من مذيد اكيد الفارى فهم مفصدى انه وسمة عار على الاسلام و المسلميين و كان نكرة و تقلد منصب قاضى فى عهد مايو العداله الناجزة ببحرى وهو احد الفطاييس فى حرب الجنوب وليس بشهيد و سافر لشى فى نفس يعقوب و كانت نهايته .
    وامثاله كثر فى هذا التنظيم البالى عليهم اللعنه دنيا و اخره .

  5. هنالك خلط واضح! قصة العجكو كانت نهاية الستينات و تخرج الطيب سيخة عام 1979(رقمه 24 في صفحة 87 كتيب خريجي جامعة الخرطوم عام1979)!! كيف يشارك في أحداث بالكثير كان وقتها في المرحلة الوسطى؟!

  6. أنظروا إلى رد كاتب المقال على تعليقي بالرقم 1797306 إنه يصر -إلحاحاً- أن الطيب سيخة كان موجوداً كطالب بجامعة الخرطوم نهاية الستينات بينما هو تخرج عام 1979!! أنا لا أدافع عن الطيب سيخة فهو ليس أهلاً لذلك…و لكن خلط الأحداث و اختلاقها ليس من الأمانة!!

  7. هنالك خلط واضح! قصة العجكو كانت نهاية الستينات و تخرج الطيب سيخة عام 1979(رقمه 24 في صفحة 87 كتيب خريجي جامعة الخرطوم عام1979)!! كيف يشارك في أحداث بالكثير كان وقتها في المرحلة الوسطى؟!

  8. أنظروا إلى رد كاتب المقال على تعليقي بالرقم 1797306 إنه يصر -إلحاحاً- أن الطيب سيخة كان موجوداً كطالب بجامعة الخرطوم نهاية الستينات بينما هو تخرج عام 1979!! أنا لا أدافع عن الطيب سيخة فهو ليس أهلاً لذلك…و لكن خلط الأحداث و اختلاقها ليس من الأمانة!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..