عجائب من ذات المصائب ..!!

هيثم الفضل
في بلادنا التي لم تزل تنام على أشباح البؤس ، وتصحو على غياهب الظلم ولا معقولية الأشياء ، ما زال بعض المتوهمين من المنتسبين للحزب الحاكم يصِّرون على عدم تعلم الدرس الذي يفيد رسوخ كبرياء وكرامة الشعب السوداني مهما تكالبت عليه المحن ، ويراهنون على غباء المواطن السوداني وضعفه أمام المغريات وإنجرافه وراء مصالحه اللحظية وإستعداده للغوص رغم معاناته عبر خداع الزيف الإعلامي في مستنقع الفساد والمفسدين والمستفيدين من إستمرار هذه الفوضى التي قضت على الأخضر واليابس من أخلاقياتنا بإسم الفقر والحاجة ، مرةً أخرى ثُلة من مناصري آلة الشقاء التي لم تزل تعمل على هدم البنيات المادية والنفسية للمواطن السوداني تستدعي جوقة الإعلام الصابيء بكاميراتها وأبواقها ومهرجاناتها الزائفة لكي تمُن على الفقراء بفخذ خروف تم ذبحه من مال السُحت والتعدي على موارد وخيرات ذات ذلك الفقير الذي يمُدُ يده لتلتقط الكاميرات الخائنة صورهُ وتذيعها على الملأ عبر الأثير ، لكن هذه المرة نقول لهم هيهات لخزعبلاتكم وإلتفافكم على الحقيقة ومداراتكم الباطل بإسم الحق الذي طالما شكى إلى الله عدوانكم ، لم ولن يستجيب الناس كما عهدتموهم ، وقد قام القاصي والداني بفضح مسعاكم الذي بات مكشوفاً حتى لمحدودي البصيرة من الذين لا ناقة لهم ولاجمل في الفعل السياسي وسموا حملتكم الموبوءة (متفشخرون) بدلاً عن (أشعريون) ، ونقول لله الحمد من قبل ومن بعد أن إنكشفت ألاعيبكم لعامة البسطاء فباتوا لا يترددون عن إفشالها وفضحها بما قدّر الله لهم من إمكانيات ولو كان ذلك في حدود المقاطعة ، وفي بلادنا التي لم يعُد فيها في عهد المؤتمر الوطني ما يمنع الغرائب والعجائب من الحدوث ، تتبارى آلتهم الذكية والمتقدمة في إكتشاف وتقنين وإبتداع الجبايات والرسوم على كل ما يخطر على بال وما يخطر ، فبدلاً أن تعتذر حكومتنا الفاشلة عن ما أصاب الناس وحركة أعمالهم ومصالحهم اليومية من أضرار بالغة جراء شُح الوقود وصفوفه المترامية وإنقطاعة التام أحياناً من الطلمبات ، إذا بها تتذاكى على المواطن بإبتداع جباية جديدة تمثِّل في باطنها زيادة بالغة في أسعار الوقود الذي لم تُعلن زيادة سعره رسمياً ، وذلك عبر فرض شراء دفتر تذاكر لصرف الوقود بلغت قيمته الـ 600 جنيه ، في صورة معتادة أخرى لتحمُّل المواطن لأخطاء وفشل حكومته في أداء واجباتها ، أما آخر تقليعة من تقليعات فرض الرسوم والجبايات التي تجابه بها الدولة ومؤسساتها جوعها المُزري هو ما قامت به مستشفى الموانيء البحرية ببورتسودان قبل أيام عندما فرضت على المتبرعين بالدم رسوماً على التبرع بلغ قدرها الثلاثون جنيهاً ، والمُبرِّر هو إحتياج الدماء المُتبرع بها إلى فحوصات وتحاليل قبل الإستعمال ، تخيَّلوا .. حتى عمل الخير أصبح في بلادنا لا يمكن أداءه والفوز به إلى بدفع الرسوم لحكومة المؤتمر الوطني ومؤسساتها الخاوية قوانينها ولوائحها وأسس إدارتها من الإنسانية والأخلاقيات المهنية والشرعية ، لا أستبعد وهذا حالنا أن نصبح غداً لنجد أن مجرد الولوج إلى الشارع من باب البيت يحتاج لإيصال ، أو ربما فرض الرسوم على الإدلاء بالأصوات في الإنتخابات ، أو حتى للولوج عبر المؤسسات الخدمية للدولة ، اللهم لا إعتراض على أمرك.
الجريدة
نعم كما قال الكاتب المحترم، لا اعتراض امر الله،، ولكن ما يحدث ليس أمر الله،، انما هو الفساد وسرقة المال العام وسوء الادارة .
لماذا نحمل الله (سبحانه) كل رزايانا وخيباتنا؟؟ هل ننتظر من الله ان يسقط علينا القمح من السماء؟؟ هل ننتظر منه ان يفجر لنا البنزين في محطات الوقود، هل ننتظر منه ان يرسل لنا مضخات لشفط المياه من الشوارع؟؟ هل ننتظر منه ان يرسل لما طرود مليئة بالادوية؟؟؟
الله لن يفعل ذلك،،، و ان فعل لكان غير عادل (سبحانه)، لانه ان فعل لتساوى العاملون والنائمون، ولانتفت حاجة الانسان للكدح والعمل.
ان الله قد وضع ناموس الكون (الاستراتيجية العامة) : العمل نتيجته النجاح ، الكسل نتيجته الفشل،،،،وترك الناس ليقوموا بدورهم (التكتيك)، اذهب لمزرعتك وافلح الارض تعطيك ثمارا” ، اتركها (بور) لن تجني شيئا”،، ذاكر دروسك تنجح،، اهملها تفشل وهكذا.
ان ما اذرى بنا هو عدم (التكتيك) ،، الاستراتيجية ثابته ومنطقية وواضحة.
متى نقوم بالتكتيك اللازم،، ونترك الشكوى من الاستراتيجية؟؟؟ لماذا نحمل كل فشلنا للقضاء والقدر؟؟ لله؟؟ الى متى؟؟