جامعة الأزهري.. حتى لا يطير الدخان

تحقيق: عثمان عوض السيد
تفاصيل ما حدث
تعود تفاصيل الحدث إلى رفض مجموعة من الطلاب لبعض اللوائح الصادرة من قبل إدارة الجامعة التي تتعلق بتنظيم الفصل الأكاديمي، وهي اللوائح التي تنظم سير العملية الإدارية في معظم الجامعات السودانية، وهي تصدر من قبل الهرم الإداري في الجامعة ومصدقة من قبل وزارة التعليم العالي، حيث تخطى عدد من الطلاب اللوائح والقوانين، والقيم والمبادئ والأعراف السودانية، ونادوا وسط أقرانهم برفض هذه اللوائح، وطلقوا هتافات تشد من وتيرة العنف الطلابي داخل الحرم الجامعي، وتجمعوا حول مكتب مسجل الكلية وطلبوا من إدارة الكلية استثناءهم من القرار، وعندما تم إخطارهم أن القرار صادر من إدارة الجامعة، قاموا بالاعتداء على “الدكتور محمد عبد الشفيع” عميد كلية الهندسة داخل مكتبه بالكلية وأغلقوا باب مكتبه عليه، حينها حاول الشفيع جاهداً الخروج من مكتبه تعرض لجرح في يده وتم حمله إلى الوحده الصحية داخل الكلية، حيث قام العميد بإعفاء الطلاب من الاعتداء الجنائي تجاهه، واكتفى برفع الحالة إلى عمادة شؤون الطلاب بالجامعة، والتي رفعتها إلى إدارة الجامعة ممثلة في” محمد سعيد الخليفة “مدير جامعة الزعيم الأزهري.
لجان
أصدر مدير الجامعة قراراً بتكوين ثلاث لجان واحدة منها لتقصي الحقائق، وأخرى تختص بالتحقيق، وثالثة للمحاسبة حيث صدر القرار بعد “خمسة أشهر” من الاعتداء على عميد الكلية، وفي يوم “15/4/2014م أعلنت اللجان أن هنالك طالبين تم التعرف عليهم من قبل اللجان هما “حذيفة جمال سعيد” طالب هندسة حاسوب الدفعة “19” ، و”خالد السر الخير” هندسة كهربائية الفرقة ” 19″ وأعلنت الجامعة بناء على قرار اللجان المكونة لتقصي الحقائق حول أحداث كلية الهندسة بتاريخ 19/ 1/ 2014م وعلى حسب توصيات لجنة المحاسبة المكونة وفق القرار الإداري رقم ” 19/2014م ” بتاريخ 4/3/2014م إصدر القرار الآتي بفصل الطالبين من كلية الهندسة، وتم اعتماد القرار من قبل مدير الجامعة.
التماس
بعد أن تم فصل الطالبين من الجامعة بقرار إداري قدمت عمادة شؤون الطلاب واتحاد الجامعة على استرحاماً بخصوص الطالبين، وتم تقديمه لعميد كلية الهندسة المعتدى عليه في يوم 3/6/ 2014م، وعقدت لجنة من هيئة التدريس، ورؤساء اللجان الثلاث اجتماعاً حول الاسترحام، وتم رفض “خطاب الاسترحام إدارياً من قبل هيئة التدريس وتم التعليق عليه بأنه غير معتمد من قبل إدارة الكلية، حيث تم توضيح ملابسات الرفض من قبل الكلية.
تراجع
بعد رفض إدارة الكلية طلب الاسترحام، أحيلت القضية إلى مدير الجامعة الذي قرر مراجعة عميد كلية “الهندسة” وطلب من لجنة أخرى أن تقوم بمدارسة قرار الرفض مع هيئة التدريس، ولكن رفض طلب اللجنة وأصرار طاقم التدريس بكلية الهندسة على عدم الرجوع في القرار، مما أدى إلى سلسلة اجتماعات بين أطراف متعددة حول هذا القرار، عندها أصدر مدير جامعة الزعيم الأزهري قرار بإرجاع الطالبين، وذلك في 17/6/ 2014م “وتم قبول الاسترحام خلال فترة أسبوعين فقط من تقديمه وعاقبت إدارة الجامعة الطالبين بفصلهما سنة عن الدراسة ومزاولة نشاطهما، الأمر الذي جعل طاقم التدريس وعلى رأسهم عميد كلية الهندسة أن يتقدموا باستقالاتهم.
إعفاءات
صدر قرار من إدارة الجامعة بإنهاء تكليف الدكتور ” محمد عبد الشافع عبد الرحمن “مع العلم أن عبد الشافع ظل مكلفاً لعامين تقريباً، وتم تكليف عميد آخر من الكلية الدكتور “عبد الله بابكر عبد النبي، بتسيير أعباء عمادة الكلية لحين إكمال إجراءات انتخابات الكلية، وأيضاً تم إعفاء طاقم التدريس ثلاثة رؤساء أقسام، ورئيس المكتب الأكاديمي، ومنسق الجودة والاستراتيجية بالكلية في 1/ 7/2014م.
واعتصامات
اعتصم أساتذة الكلية تضامناً مع العميد المتعدى عليه، وقاموا برفع خطاب الاعتصام لمدير الجامعة وصدر قرار الاعتصام بعد قرار إعفاء الطاقم الإداري بالكلية ابتداء من عميد الكلية ورؤساء الأقسام، مما جعل الكلية بدون إدارة، وتضمن الخطاب عدداً من المحاور من ضمنها الوقوف مع العميد المعتدى عليه، واحترام مكانة وهيبة الأستاذ الجامعي، والمحافظة على سلامة الأستاذ الجامعي داخل وخارج الحرم الجامعي، وأيضاً تحقيق مبدأ العدالة بين الطلاب في تنفيذ لوائح الجامعة، كانت هذه ضمن مذكرة قامت برفعها هيئة التدريس بكلية الهندسة بجامعة الزعيم الأزهري.
اعتدال الصورة
وأكد حسين عبد السلام العميد السابق لكلية الهندسة بجامعة الزعيم الأزهري ضرورة معاقبة الطلاب إدارياً وعدم التراجع في مسألة فصلهم حتى لا تتكرر الحادثة، وقال: عبد السلام يجب علينا نحن كأساتذى أن نحافظ على المكانة التي بين الطلاب وبين أساتذتهم، ويجب أن ننظر إلى أسباب المشكلة ولا بد من مراعاة أن التربية قبل التعليم وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.
واستنكر عبد السلام الفعل الذي قام به هؤلاء الطلاب وما فعلته إدارة الجامعة تجاه الطالبين، وعدم حفظ حق الأستاذ الجامعي وهيبته، ووصف العملية في حد ذاتها بأنها هي قمة الهرج إذ كيف يعقل أن يعتدي الطلاب على عميد كلية، فلا يفصلوا ولا يقبل لهم أي استرحام، فكيف للمدير أن يقبل بهذا الأمر، ويجب تطبيق اللوائح والقوانين على الكل لأن المساواة في الظلم عدالة.
وقال أحد الأساتذة الذي طلب حجب اسمه إن هؤلاء الطلاب عندما عادوا نظموا احتفالاً في وسط الكلية، ويضيف محدثي أن الطلاب صرحوا بإقالة العميد من الكلية وفعلاً نفذوا ما تعهدوا به، ويقول الأستاذ إذا كان قرار الطلاب يعلو على قرار الأستاذ فلنترك التعليم الذي ضاعت هيبته وأصبحت الكلمه للطالب الذي بات يتبجح على أستاذه.
انضباط
ويؤكد أحد الأساتذه أن رغبة الطلاب في الانفلات من الانضباط الإداري الذي يسود في الجامعة هو الذي جعل أولئك الطلاب يلجأون إلى مثل هذه الأفعال، ويضيف: نحن فخورون بأننا نعمل في جامعة عريقة كالزعيم الأزهري، وأشاد بالدور الذي تقوم به الجامعة بمد البلاد بالكوادر النشطة، والشابة، وأكد أن الإدارة لا بد أن تتمسك بقراراتها ولا تتنازل عنها حتى لا تكون محسوبة في سجلها ويختم حديثه لي بأن سيادة الجامعة وقوتها تكمن في حفاظها على اللوائح والقوانين التي تسير العمل وتحفظ مكانة الأستاذ الجامعي.
انقسامات
وأفضت الحادثة إلى نوع من الانقسام وسط الطلاب والتقيت ببعض الطلاب للمزيد من الاستنارة حول جوانب الأزمة، وقال أحد الطلاب الذي طلب حجب اسمه شرطاً للخوض في تفاصيل المسألة وتساءل لماذا يعيدون البعض بعد فصلهم ولا يسمح لطلاب آخرين حتى بتقديم استرحام؟!، ويقول إن هنالك العديد من الطلاب الذين قدموا استرحامات بعد ضبطهم متلبسين بحالات “غش ” لكن طلباتهم رفضت وأصرت الإدارة على فصلهم لمدة عام. وسؤالي كيف يساوي طالب تم إدانته بالاعتداء على عميد كليته بالطالب الذي تم ضبطه بحالة غش.
ورأى أحد الطلاب أن اعتصام هيئة التدريس بالجامعة خصم من مستقبل الطالب، ويؤثر على سير الدراسة داخل الجامعات، وطالب إدارة الجامعة مراعاة المصلحة العامة، وتقديمها على المصالح الخاصة، وحفظ مكانة الأستاذ الجامعي من العبث الطلابي.
وأخيراً
وفي سعيها لنزع فتيل الأزمة اقترحت هيئة التدريس لإدارة الجامعة معاقبة الطالبين اللذين اعتديا على العميد وانتخاب عميد من داخل كلية الهندسة خلفاً للعميد المستقيل وبالفعل عاقبت الإدارة الطالبين بالفصل لمدة عامين ووافقت على مقترح تعيين عميد جديد للكلية.
التيار
هذا زمان الكيزان كل شئ جائز وممكن. يجب علي اساتذة الكلية ان لايرضوا بهذا الحل المهين لهم
لا يوجد اى عذر اوسبب لاعتداء طلاب على استاذهم او عميدهم مهما كان العميد قاسيا ولا يصح باى حال من الاحوال التراجع عن القرار الادارى طالما انه تم على اسس ادارية صحيحة بطلوا فوضى كيف يسمح طالب لنفسه برفع صوته على استاذه فما بالك بضربه وحبسه فى مكتبه اكيد هؤلاء ممن يرفع يده على والده ويقول له يا اخ قوم كده ويشده من تلابيبه عقلى لا يريد ان يستوعب ما قام به الطلاب تجاه مديرهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
الرجاله مامحلها هنا
العميد رجل شايف نفسه وكمان بدون اخلاق وعامل فيها ملك –سمح فيه وبراف على المدير و