مقالات سياسية

ضرورة وحتمية التغير مهما عظمت التكلفه وغلا الثمن

حسن بشير هارون

التنادى والمناداة بالتغير، لا يعنى استهداف المؤسسة العسكرية و الجيش ، انما هو حاجه ضرورية اصلاحية لتغير كل مكونات النظام القديم عسكرية ومدنية، و على الصعيد الدعوى العقائدى والصعيد الحزبيى التنظيمي . يمكن القول و حتى الحاله الفكرية والفلسفيه بنمطها التعليمى والحوار الدائر بين الصفوه والصفوه ، والعوام .

كل تلك الكيانات والفعاليات اخفقت فى قيادة وتوجيه المجتمع السودانى إلى ما يصبو اليه او المرتجى ان يكون مثل الدول والامم الناهضه و الشعوب المتطوره و الذى حققت لنفسها سبييلا للرفاه المادى والبشرى والحياة الكريمه. والسودان لا يقل عنها فى شئ ، بل يفوقها ويتميز عليها فى كثيرمن النواحى، .
عليه تبقى المناداة بالتغير حاجة وجودية وضروريه للامه السودانيه او فى الجانب الاخر مسألة فناء للدولة السودانيه .
الحرب الحاليه حلقه من مفردات الصراع بين القديم المتصدع المنهار وبين الجديد المتجدد والحداثه والمواكبه التى يصبو اليها قطاع جيل الشباب وقطاعات الأطراف المهمشه فى رويتها لنيل واكتساب حقوقها المهدره ، وتطلعاتها مثل شعوب العالم الأخرى.
و يظهر ذلك جليا فى الحديث عن الأدانه للانتهاكات التى تصاحب الحرب حاليا رغم ان نفس هذه الممارسات كانت بصورة افظع فى حروب الأطراف فى الجنوب الذى مضى لسبيله وحاله، وكذلك حروب دار فور، وقبلها النيل الأزرق ، وجبال النوبه وغيرها . فقط الان تغير المكان و انتقلت تلك الفظائع المصاحبة للحرب من الأطراف إلى المركز وقلب المدنيه ومركز اتخاذ القرار وتوجيهه ،.

والمتحدثون عنها الان قدحا وذما وتشنيعا هم نفس الشخوص والفئات اللذين كانوا يقومون بها ويدعمونها عمليا واعلاميا فى الماضى فى حروب الأطراف،.
العجز عن تقيم الحرب بمنطلقها ومنطقها الواقعى يؤدى لاستمرارها وزيادة مآلاتها المآساوية والانتهاكات والتدمير المادى والبشرى لمكونات الشعوب السودانية ،،.!
حيث ان البديل للحرب هو القبول بالتغير ، والا سوف يفرض التغير نفسه بتكلفة عاليه جدا لا محاله ويسجل التاريخ من اصطفوا فى جانب التغير كدعاة حق وفضيله والآخرين دون شك فى صف الباطل والهزيمة مهما طال أمد الصراع،.

هكذا علمتنا سيرة الحياة وسنة الكون السرديه لمن يتفحصها بعين البصر والبصيره .
والتغير لا يتم بدون قيادة حقيقيه ملهمة جرئيه تختلف عن المعتاد والمألوف. و ثورات التغير عادة لا يقودها المنعمين المترفين ، ولا رجل من القريتين عظيم كما ورد فى الأثر والسيره النبويه التى هى جزء،من قدوتنا اسوتنا فى التحليل والدراسه والتقييم .

خلاصة القول ان التغير قد بدأ بحراك ديسمبر لكنه كان يفتقر للقوة المادية الخشنه التى تدعمه بازاء القوة المماثله التى تعارضه، وكذلك كان يفتقر لوجود القائد الملهم الجريئ المصادم . الذى لا ترهبة دفع تكلفة وتضحية التغير عن رؤية قيمة التغير المنشود الحتمى .
ربما فى ما يدور الان يعطى فرضية توافر متطلبات التغير وامكانيته .
نأمل ذلك مهما كانت التضحيه وغلا الثمن .
ورؤيتنا تنبع من منهاج التغير الحقيقى الذى نؤمن به ، . وهو ما ورد فى قول المصطفى
(لو وضعوا الشمس،فى يمنى والقمر فى يسارى ان اترك هذا الأمر ما تركته او اهلك دونه) ومن يتمسك به فى هديه ودربه
انتهى !!
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. “(والمتحدثون عنها الان(الانتهاكات) قدحا وذما وتشنيعا هم نفس الشخوص والفئات اللذين كانوا يقومون بها ويدعمونها عمليا واعلاميا فى الماضى فى حروب الأطراف،.)”!!
    غير صحيح طبعًا ، المتحدثون عنها الآن هم الآلاف الذين فقدوا شخص من اسرهم اما صرعي برصاص الدعم السريع (او دفنوا احياء) او قتلوا بقصف طيران الجيش للمدنيين ، المتحدثون عنها الآن الملايين من المواطنين النزوحوا من بيوتهم وسُرقت ممتلكاتهم وتعرضوا للإذلال و الأذي علي يد مليشيا الدعم ، واضح تمامًا انك آمن سالم ما فقدت آي أنسان بل زد علي ذلك مرحب بما يحدث لانو “وسيلة للتغير” !!. ازمه البلد انو مفكريها صاروا لا يروا ابعد من ارنبه انفهم، قصور في الفكر وعجز عن طرح اي حلول عملية للكارثة الحالية لكن فكره المقال “التغيير باي ثمن ” تخلو من اي انسانيه واي تعاطف مع الابرياء العانوا وحتستمر معاناتهم لسنوات. منطق انو ما يحدث الان حصل قبل كده في حرب الجنوب وما مشكلة من آجل التغيير منطق خاطئ.

  2. القاعدة الأساسية هي ان السياسة فن الممكن.. اي تغيير لا يلتزم بهذا المبدأ سيأتي مشوها..في السياسة فاردي العضلات هم سبب الكوارث وان كان الحق بجانبهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..