مقالات سياسية

سؤال إلى سجين لاهاي: لماذا ؟!

د. محمد علي طه الكوستاوي

ربما سأل كوشيب نفسه هذا السؤال لماذا قتل الألاف من مواطني منطقته وجيرانه من قبائل دارفور بدم ابرد من الثلج فقط لينفذ أوامر سادته وكبرائه المتمددين في افخم الارائك داخل افخم القصور والفلل في الخرطوم ألاف الأميال من مسرح أو مسارح الجريمة. سأل كوشيب نفسه هذا السؤال متأخرا جدا بعد أن افاقه من غيبوبته محاولات سادته ازالته من الوجود بعد أن ايقنوا بأنه يشكل خطرا عليهم لامتلاكه كل وثائق وأسرار التعليمات الآمرة بالقتل البشع والحرق وانتهاك اعراض العزل من النساء والأطفال وحتى الرجال. فاستفاق المغفل الكبير كوشيب من غفلته ولم يجد ملاذا امنا غير غرفة في سجن المحكمة الجزائية الدولية في لاهاي في هولندا. وقرر ان يهدم المعبد بمن فيه وعلى نفسه ولا أظنه ذهب وسلم نفسه لصحوة ضمير اجتاح صدره حيث لا ضمير في صدور القتلة الجماعيين أمثاله وامثال سادته الذين اضلوه السبيل. ولا أظنه أيضا سلم نفسه لتوبة نصوحة غشيته في لحظة صفاء روح، وكيف لقاتل جماعي ان يصفو روحه وهو الذي يزهق أرواح الناس.

اما نحن وكل الشرفاء وكل الضحايا فنوجه سؤالنا له وللذين ورطوه من كبار الكيزان ، نسألهم بالله عليكم لماذا؟؟؟!!
لماذا يفعل (مسلمون ؟!! ) هذا الفعل الشنيع الذي هدم الكعبة أهون على الله منه، لماذا؟! ولماذا يأمر (مسلم ؟! ) زي كبار الكيزان لماذا يصدرون الأوامر للقتل الجماعي ولمواطنيهم ؟! إن كان لأجل أن يحكموا للأبد كان فرعون وهامان ونيرون وجنكيزخان وهولاكو والحجاج وهتلر وموسوليني وصدام والقذافي، كانوا عايشين وحاكمين. ولكنهم جميعا ذهبوا وبقي ضحاياهم وبقيت بلداتهم التي حاولوا تطهيرهم منها. ولكن للأسف الطغاة لا يتعظون من اسلافهم الهالكين ، فهاهم الامرون بالقتل من حثالة البشر من ادعياء الإسلام من كبار الكيزان (صغار البشر) نزع الله حكمهم من حيث لم يحتسبوا وهاهم يقبعون في السجون تلحقهم لعنات ضحاياهم الأموات منهم والاحياء وسيفضحهم من اطاعوهم في سفك الدماء وهلاك الحرث والنسل وسيموتون ملعونين أينما ثُقِفوا ويوم القيامة أخزى.

قتلوا مئات الألوف من المواطنين ليبقوا في السلطة لكنهم سقطوا في النهاية بحناجر فتية وفتيات لم يكونوا يوما حيث المقابر الجماعية في مكجر وباقي قري وبلدات دارفور ولم يكونوا في مقابر ضحايا نظامهم في الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق، فتية وفتيات في وسط العاصمة بجوار قصور وفلل ومزارع أركان النظام ولكنهم كانوا القشة التي قصمت ظهر البعير حيث كانت قش ضحايا النظام في الهامش جاثمة على ظهر بعير الكيزان سنين عجاف حتى أنهكها واضعفها فانهارت مع أول هتاف تسقط بس. ويبقى شعار الثورة حرية.. سلام.. وعدالة تنتظر من يطبقها واقعا ملموسا بعد غياب أكثر من ستين عاما.

د. محمد علي طه الكوستاوي
ام درمان.
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. والله الزول ده شكلو قبيح وأنا ارشح أن توضع صورته أعلاه ضمن مقرر مادة (الاجرام والعقاب) في دراسة مدخل القانون كأكثر صورة معبرة لشخصية الرجل المجرم وفق نظرية( لمبروزو الشهير في علم الاجرام والعقاب) فهذا المنظر لا يصلح إلا أن يكون مجرما بالفطرة . الله لا كسب الكيزان في كل زمان ومكان لعنة الله عليهم.

  2. توقعت ان يعلن النائب العام اتخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق لنبش المقابر الجماعية لضحايا كوشيب في مكجر وما حولها للتحقق من أسباب الوفاة كما فعل لضحايا طلاب معسكر العيلفون.
    كما توقعت أن يقوم رئيس الوزراء بزيارة معسكرات النازحين بمنطقة مكجر وما حولها مواساة لهم خاصة بعد اعتقال كوشيب.
    ما زالت الفرصة امامكما للقيام بذلك يا سعادة النائب العام ويا دولة رئيس الوزراء.

  3. كنت أتوقع أن يشكل النائب العام لجنة تحقيق لنبش قبور ضحايا الابادة الجماعية بدارفور وبالتحديد في خور كوشيب بمنطقة مكجر لتحديد اسباب الوفاة أسوة بضحايا طلاب معسكر العيلفون.
    كذلك توقعت قيام السيد رئيس الوزراء بزيارة لمعسكرات النازحين بمكجر مواساة لهم.
    للأسف لم يتم ذلك من الطرفين والفرصة أمامها ما زالت متاحة لتكوين اللجنة وزيارة النازحين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..