تعس عبدة الوزارات

(1)
شائكة دورب الفترة الانتقالية، وكثيرة متاهاتها التي ادخلتنا في (فتيل) مايسمى مجلس الشركاء، وسوداء الوان الفترة الانتقالية ، لا نعرف ليلها من نهارها، ولا وجهها من قفاها ولا رأسها من رجليها، وقصيرة مهما طالت مدة الفترة الانتقالية، والتي يقضيها كبارنا وساداتنا وقياداتنا التاريخية (هم يحبون ويعشقون هذه الأسماء التي هي اسماء في غير مملكة) يقضونها في المحاككات والمناقرات والمناورات، والمشاكسات، وتضيع الوقت فيما لا فائدة منه ولا طائل من ورائه، والخاسر من ذلك هو الوطن والمواطن، والثورة.
(2)
وسيدنا يوسف عليه السلام، ولأن الله أتاه كمال الرأي وحسن التخطيط والتدببر، وتمام البصيرة، وتأويل وتفسير الاحلام، والنظرة الفاحصة المستقبلية لمألات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية (بلغة اليوم)، لذلك قال لملك مصر أجعلني علي خزائن الأرض ، أي وزيراً للمالية والموارد الاقتصادية والزراعة وشئون المستهلك، وكل شيء يخص معاش الناس، وكل مايخص سياسات الدولة بلغة اليوم، فعبر بمصر إلى بر الأمان.
(3)
ولكن لماذا تطالب الجبهة الثورية، بوزارة المالية، الخارجية، النفط، المعادن العمل والتنمية الاجتماعية و(حقو والمفروض)أن بعطوها وزارة الإعلام والثقافة، والشباب والرياضة، فوق البيعة، و زيادة لهم!! فبماذا فضلهم الله علي باقي المشاركين في حكومة الفترة الانتقالية، في سلالتها الثانية؟وتكون تلك الوزارات خالصة لهم من دون الآخرين المشاركين؟الذين أيضاً لهم نفس الاحلام والطموحات والآمال وربما (دقوا جرس) وقالوا تلك الوزارات، دونها خرط القتات، تلك الوزارات، او الموت الزؤوم، و(يافيها ويانطفيها) وربما سمعنا (لعلعة الرصاص) بسبب هذه التشكيلة المطاطية، التي لا شك أنها إذا أرضت أطرافاً ، فستغضب أطرافا أخرى.
(4)
وهرمنا(بالثلاثة) ونحن ننتظر الوقت والحين، الذي يتم فيه تعيين الوزراء أصحاب الكفاءات والقدرات، بمنطق (الجودة لا الكمية) والذين يمكن أن يضيفوا الكثير للمنصب لا أن يكونوا خصماً عليه، هرمنا (بالثلاثة) ونحن نتمنى أن يتخلى أي كائن من كان، من المشاركين في الفترة الانتقالية، عن النظرة الضيقة للمصالح والمكاسب الذاتية، ويضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ولكن، وكالعادة، يثبت لنا ساستنا وقيادتنا ورؤساءنا (ولو كان رئيس حزب أو حركة لا يتجاوز عدد أفراده، أصابع اليد الواحدة) أن قلوبهم وعيونهم معلقة على المناصب والمواقع الوزارية، ولا عزاء للثورة وشعبها، الذي جاء بهم.
(5)
وأكثر الأشياء هواناً على شعب الثورة، ان يكون أولئك المتكالبون على المناصب، هم من سيقودون البلاد ومن سيخططون ويرسمون مستقبلها، فبئس القيادة وبئس المستقبل، الذي ينتظرهم.