د. حيدر ابراهيم علي: الطابور الخامس في المجلس العسكري يعرقل مسيرة الثورة

من الغفلة بمكان الظن بأن أثر النظام الإنقاذي الإسلاموي لم يصل إلى كل مفاصل الدولة وخاصة الجيش ويتغلغل فيه بقوة، فقد ركز النظام عليه وعمل على خلق جيش عقائدي يكون امتدادا للتنظيم الإخواني.

وكان نظام البشير مطمئنأ للجيش وأنه لن ينحاز للشعب وأن أنحيازه الكامل سيكون للنظام والرئيس، ولكن طوفان الشارع الذي فاجأ الجميع لم يمكن الفريق ابن عوف وزمرته من تنفيذ انقلاب قصر ناجح فتمت ازحته خلال 24ساعة.

فلجأ الإنقاذيون الى الخطة (ب) وتتمثل في تسريب عناصرهم بصورة فردية الى داخل المجلس العسكري الجديد وبالفعل تم زرع عناصر من النظام المخلوع في المجلس ، ويقوم الإرهابي نافع علي نافع الذي لم نسمع حتى اليوم عن اعتقاله بتشغيل هذا الجناح داخل المجلس العسكري ليقوم بعرقلة سرعة القرارات الثورية، بالذات تفكيك مؤسسات النظام القديم وان يقوم المجلس باتخاذ قراراته في هذا الصدد ببطء وعدم جدية حتى تتغلغل كل هذه العناصر بطريقة أو اخرى . لذلك لم تعد القرارات ثورية لانها تصدر بعد فوات الاوان وإفراغها من مضمونها : يفصل وكيل وزارة الخارجيه من منصبه ليس بسبب فساده في الوزارة وحزبنة السلك الدبلوماسي وجعله امتدادا للحزب والأمن ، بل لسبب بيان زيارة وزير الخارجية القطري.

وفي سياق مشاورات القوى السياسية كان غازي صلاح الدين ومايسمى بالجبهة الوطنية للتغيير أول من تم استقبالهم وكأنهم صناع الثورة! وغازي لمن لايعلم – من أوائل من خططوا لانقلاب الجبهة عام 1989م وأيده وتقلد أرفع المناصب لفترات طويلة، أن يكون اليوم أول من يقدم مقترحات لفترة الانتقال الديمقراطي فهذا امتداد لفصول الاستهبال السياسي الذي يمارسه الكيزان بمساعدة الطابور الخامس داخل المجلس العسكري . وبالمناسبة أطلق مصطلح الطابور الخامس على المجموعة التي كانت تدعي أنها الجيش الوطني المقاوم للنازية بينما هي في حقيقتها سند لجيوش الاحتلال وتهدف إلى اختراق وخذلان الجيش الوطني من داخله، هذا هو نفس دور المجموعة التي تعرقل مسيرة الثورة من داخل المجلس العسكري الذي انحاز للشعب ويرغب بصدق في تنفيذ مطالبة ولكن الطابور الخامس يعمل بنشاط وخبث للعرقله وخلق جفوة بين الثوار وقواتهم المسلحة المخلصة. وهذا من أهم أهداف الخطة (ب) خلق اكبر قدر من الخلافات بين الثوار والمجلس.

لا بد من اليقظة والحذر والحسم لقطع الطريق أمام طابور نافع علي نافع الخامس وإخماد الفتنة التي ينوي إشعالها.