
ما من مؤسسة يمكنها النجاح وهي تعمل بلا خُطة، فكيف بدولة؟! فالخطة ترسم الخطوات لتحقيق الأهداف للوصول للغايات، فكيف نصل لغاية دون أهداف مضمنة في خُطة واضحة ومعلنة.
صرح رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في أمر التعديل الوزاري المعلن: (قراري بإجراء تعديل وزاري، هو قرار اتخذته بعد تقييم شامل ودقيق لأداء الجهاز التنفيذي وسعياً نحو تطوير الأداء).
وهذا الجزء من التصريح يعني بوضوح أن مقارنة ما قد تمت بين خطة موضوعة لكل وزارة تصب في الخطة الشاملة للدولة، وأن التعديل قد شمل الوزراء الذين كان انحراف نتائج أدائهم عن مسار الخطة واضحاً، ممّا أثّر على نتائجها فيما يخص وزاراتهم وبالتالي خُطة الدولة ككل، إلا أننا حتى الآن لا نعرف ما كانت الخطة الأم، وما كانت الخطة الموضوعة لكل وزارة ومن وضعها، وبالتالي لن يتسنى لنا أن نعرف المعايير الدقيقة التي طبقت لتقييم الأداء، وما هي الخطوات التي سيتم اتخاذها لتطوير الأداء.
وفي نفس الوقت ما هي المعايير استناداً للخطة التي أبقت على بقية الوزراء.
هذا الشعب خدم نفسه بنفسه طوال سنين انسحاب الإنقاذ وتنصلها من مهام الدولة، ظل يُلاحق التعليم والصحة بجهد وسخاء ما شهده السودان مع طول باع أبنائه في دعم هذين القطاعين حتى من قبل الاستقلال، ملاحقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوضع الصحي والتعليمي والبيئي ومُحاولات لانتشال الناس من الفقر.. جهد بالعمل والتنسيق والتخطيط والأهم الشفافية التي قابل بها العاملون في هذه المبادرات، دافعي التبرعات وكل مهتم بالأمر، شفافية في اعلان المشروع والهدف منه ومَن هم المستفيدون الذين سيخدمهم المشروع، ثم إعلان خطة العمل والأرقام المطلوبة، وعند انتهاء المشروع تمليك الأداء ومدى النجاح والأرقام لكل من يهمه الأمر.. هذا الجهد الشعبي المبني في كثير من الأوقات على مبادرات فردية، يضع خططاً معلنة ويقيس أداءه عملياً، فبات من الطبيعي ان ينتظر عملاً وفعلاً وقياساً على خطة، لا على حديث.
الشعب بعد ديسمبر ما عاد كما كان، متلقياً لحديث أو خطاب، الشعب عرك الخطط وخبر تنفيذها وتحدياتها وطرق تجاوزها، فما عاد إلقاء الخطاب ممكناُ كما كان في السابق.
نود أن نسمع حديثاً شفافاً، فيه إعلان خُطة مضبوطة بجدول زمني، ثم مراجعة الخطة أيضاً بجدول زمني وتحديد الأداء المتفق معها والتحديات ثم ما حاد عنها وخطة إصلاحه.
مطالب الثورة وتجديدها في 30 يونيو معروفة، فما الخطة التي وضعت لتلبيتها وما الجدول الزمني وما معايير قياس الأداء.
ولى زمن ترتيب كلمات الخطاب بما يلهب الحماس أو يثير الغموض فيشغل الناس بالتكهنات. وجاء زمن مضاهاة كلمات الخطاب بما تم من أدائه مُقارنةً بخطة مُعلنة مُسبقاً.
التعديل الوزاري سيكون تبديلاً لأسماء، إن لم نعرف ما كانت الخطة ومن كان يعمل بها وما الذي حققه، ومن لم يتبعها وفي أي جزء منها فشل، وبالتالي ما معيار اختيار الوزراء الجدد، وعلام سيتم التسليم والتسلم بين من ذهبوا ومن سيأتوا.
أماني أبوسليم
[email protected]
السياسي
اوفيت وكفيت مقال لامس كبد الحقيقه ولم يترك شئ يضاف إليه ولكن ما يدعو للأسى ان مثل هذه المقالات يقرأها المواطن المغلوب على أمره فتزيد من غلبه ويتمنى أن تجد طريقها إلى المسؤلين حتى ولو عن طريق الصدفه…وفقك الله وسدد خطاك