مقالات وآراء

إشراك النساء في الحكومة الانتفالية مهم جداً

حقيقة أكثر الناس تضرراً من حكم الإنقاذ الفاشي في السودان هن النساء، فكل ما فعلته بالرجال من قتل وتشريد وتهجير وتعطيل كانت نتيجته عبئاً تحملته النساء، هذا غير انتهاكها الصارخ لحقوقهن المدنية و الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية، حتى القانون سخرته ضدهن، كما وفرت بيئة جيدة لنمو كل ما يضر بهن من قيم وأعراف عصر الجاهلية.
بصفة عامة الإنقاذ وقفت حجر عثرة أمام تطور نساء السودان، ففقدن الكثير مما تحصلن عليه قبل مجيئها وفوتت عليهن الكثير من الفرص، ولا شك أن هذا انعكس سلباً على المجتمع الذي يتطور بتطور النساء، ورغم ذلك قاومن وتحملن كل المصائب بعزم وثبات وحافظن على المجتمع من الانهيار ثم صنعن الثورة مع الرجال، وبعد نجاحها يجب أن يتقاسمن معهم كل المناصب، ومن الأفضل أن تشكل الحكومة بأغلبية من النساء فهو أفضل، ولكم في الجارة إثيوييا أسوة حسنة بل وكل دول العالم التي حكمتها نساء تمتعت بالأمن والأمان والاستقرار ومنها ليبريا.
النساء السودانيات يتمتعن بمستوى أخلاقي وقيمي وعقلاني أعلى من الرجال ولذلك لم يدخلن معهم في مشاحنات تهدد التغيير كما يفعل الرجال من جميع الأطراف، وهذا لا يعني أنهن غير راغبات في المشاركة، أو تستغل الفرصة لإقصائهن عن المشاركة في الحكومة الانتقالية، بل يجب إكرام السودان بإشراكهن على أعلى المستويات.
الاستعانة بالنساء في المناصب يساعد كثيراً في استقرار البلد، فهن أفضل من الرجال في إدارة الشؤون العامة، وأقل فساداً وأكثر صدقاً وأمانة والتزاماً بالقوانين وأكثر اهتماماً بمصالح الناس والشأن العام والخلاف عليهن ليس كبيراً، وحقيقة السودان في هذه المرحلة يحتاج إلى حكومة أغلبها نساء وقائد حكيم.
حقيقة أغلبية الرجال في السودان مازالت نظرتهم للنساء قاصرة ولا يهتمون بمشاركتها السياسية الفعلية، بسبب التركيبة النفسية التي ورثوها، حتى أولئك المثقفون الذين يتحدثون عن المرأة بانفتاح، فحين يأتي وقت الجد يسقطون في أول امتحان وهذا ما ثبت لنا حتى الآن في قوى الحرية والتغيير.
السادة الرجال في قوى الحرية والتغيير أثبتوا تماماً إنهم مازالوا غير قادرين على استيعاب وجود النساء بشكل كامل، وهم الآن يتعاملون مع مشاركتهن كأداء واجب، فرغم إصرار النساء على ذلك ورفع أصواتهن إلا إنهم ما زالوا يتجاهلوهن وكل ترشيحاتهم تأتي من الرجال، فحتى الآن لم يرشح غير اسم سيدة واحدة فقط مع عشرات الأسماء من الرجال رغم وجود كفاءات نسائية أفضل من كل المرشحين الرجال لكل المناصب.
ننبه السادة الرجال في قوى الحرية والتغيير بأن يستعينوا بعدد كبير من النساء في الحكومة الانتقالية بدلاً من قضاء الوقت في البحث عن الرجال ومن ثم الاختلاف عليهم وإعادة البحث عن آخرين، فهناك الكثير من النساء اللائي يتمتعن بأمكانات ومؤهلات رفيعة تؤهلهن لكل المناصب فلماذا يتجاهلوهن؟.
نرجو أن لا نرى سلوك الإنقاذ تجاه النساء يتكرر من قبل قوى الحرية والتغيير، ونأمل أن نرى عدداً مقدراً من النساء في الحكومة الانتقالية حتى لا يضطرن إلى الدخول معهم في صراع مثل صراعهن مع نظام البشير البائد وكأن الثورة لم تكن.

اسماء محمد جمعة
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..