مقالات سياسية

الصحافة السودانية تنتصر

أسماء الحسينى

اختارت منظمة “مراسلون بلا حدود” شبكة الصحفيين السودانيين ضمن 12 مرشحا لجائزتها لحرية الصحافة، التى سيتم الإعلان عنها في 12 من الشهر الحالي، وذلك للدور الذى لعبته فى نشر التقارير عن الانتهاكات بحق الصحافة، والدفاع عن الصحفيين المعتقلين. وقد شاركت الشبكة في تأسيس تجمع المهنيين السودانيين، وهو التجمع النقابي الذي ساهم فى الإطاحة بالرئيس السوداني المعزول عمر البشير.

وقد أسعد هذا الاختيار جموع الصحفيين السودانيين الذى اعتبروه تقديرا لنضالهم على مدى 30 عاما ، وجزءا من انتصارات الشعب السوداني بعد إنجاز ثورته السلمية . ولطالما تعرض الصحفيون السودانيون لحملات البطش والتنكيل والمصادرة والاعتقال ووقفهم عن الكتابة، وقاوموا ذلك بشتى الطرق، وقد سعى النظام المعزول إلى فرض قيود صارمة على الصحافة ومعاقبة الصحفيين، حتى قال صحفى سودانى أن تحاكم فى ذلك العهد على انك لص، افضل من ان تحاكم على أنك صحفي، وتتعرض لعقوبات تصل للإعدام.

وأخيرا بدأت الصحافة السودانية تتنفس مع زوال نظام البشير، ولكن مالم تتغير القوانين والمؤسسات العقابية فان القيود ستظل تشكل تهديدا ولو من الناحية النظرية، كما أنه اذا لم تتحسن الاوضاع الاقتصادية سيظل العمل الصحفى يواجه الكثير من التحديات مهما اتسعت مساحة الحريات.

ويأمل الصحفيون السودانيون اليوم أن يتمكنوا من إعادة ترتيب أوضاع نقابتهم، وممارسة دورهم الرقابى، لتكون الصحف ووسائل الإعلام أجهزة إنذار مبكرة للتحذير من الازمات والكوارث قبل وقوعها، وللتداول السلمى فى القضايا، وقد جرب السودانيون انه بدون هذه الحرية يلجأ الناس إلى حمل السلاح، حينما تغلق فى وجوههم وسائل التعبير السلمية، وهو ما حدث فى العديد من مناطق السودان التى اشتعلت فيها الحروب فى عهد النظام السابق.

الأهرام

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..