أخبار مختارة

مَتى نَحْسِمْ الأفعَى الجَنْجَوِيدِيَّة ؟!

د.  فيصل عوض حسن

وفقاً لصحيفة صوت الهامش يوم 7 أكتوبر 2019، اتفق زعيم (عِصابة) الجنجويد حِمِيْدْتِي، مع الرُّوس لمَدِّه بطائراتٍ وإقامة مطارين (حربِيَينِ) في دارفور، أحدهما في منطقة “زُرق” والثاني قرب منطقة المثلث، وسيبدأ العمل في المَطَارَيْنِ قبل نهاية العام الجاري. وأوضحت الصحيفة، بأنَّ حِمِيْدْتِي بدأ تأسيس مليشيا جَوِيَّة خاصَّة به قبل (اختفاء) البشير، وأدخَلَ مجموعة من عائلته المُقرَّبين في دوراتٍ تدريبيَّةٍ مُتخصِّصة، بكلٍ من إثيوبيا وروسيا وبلاروسيا وماليزيا، وسيتم (تخريج) بعضهم في نوفمبر المُقبل!

رغم خطورة هذه الأنباء التي تعكس حجم الفوضى وغياب الدولة وهَدمِ أُسُسِها، لكنني لم أتفاجأ البتة، فيقيني راسخٌ أنَّ المُرتزق حِمِيْدْتِي لا ينتمي للسُّودان (جينياً/أخلاقياً)، استناداً لإجرامه المُتراكم/المُتزايد بالأطراف وفي عُمق المُدُن، بما فيها العاصمة التي استباحتها (عِصابته) الجَنْجَوِيديَّة يوم 3 يونيو 2019، وارتكبوا أبشع صور الإرهاب كإطلاق الرصاص بكثافةٍ وعشوائِيَّة، في مُحيط القيادة وداخل الأحياء والمشافي، والقَنْص المُباشر للمُواطنين وسَحلِهِم/دَهْسِهِم بالعربات، وضربهم بالسِياط/الكُرباج والعِصي، ونهب وسرقة الأفراد والمحلات والمنازل، والتَحرُّشات الجِنسيَّة والاغتصاب، وهي جرائمٌ لا يفعلها السُّودانيُّون (الأصيلون)، وهي (حصريَّة) على حِمِيْدْتِي ومُرتزقته (الأجانب)، لأنَّهم لا يرتبطون وجدانياً بالسُّودان، وولائهم مُطلق لـ(بُلدانهم) التي أتوا منها، واستعدادهم عالي للعَمَالَةِ والارتزاق!

لقد حَذَّرتُ كثيراً من خطورة حِمِيْدْتي على السُّودان ووحدة تُرابه/وجدانه، وسعيه الحثيث لتفكيك كلٍ من الشرطة والجيش، تنفيذاً لأوامر وتوجيهات سادته بالإمارات والسعودية، وشَبَّهته بحِصان طرْوادة الذي استخدمه الإغريق لضرب الطُرواديُّون من الدَّاخِل. وحِمِيْدْتِي الآن (أداة) تنفيذيَّة للطَّامعين السَّاعين لنهب وتمزيق السُّودان، عقب تَعَثُّرْ المُتأسلمين في تنفيذ هذا المُخطَّط نتيجة لثورتنا عليهم، وتمَّ اختياره وتجهيزه بعنايةٍ لأنَّه (مَعْلُولٌ/نَاقِصٌ) كالبشير تماماً، ومُتورِّطٌ في جرائمٍ خطيرةٍ و(مُوثَّقة)، ويَرْضَخ لمن يدفع دون تَردُّد أو سُقُوف أخلاقِيَّة/إنسانِيَّة، وهو موضوعٌ فَصَّلته في مقالاتٍ عديدة مثل: (تَحْجِيْم حِمِيْدْتِي: مَطْلَبٌ حَتْمِيٌ لِإِنْقَاْذِ اَلْسُّوْدَاْن) بتاريخ 6 أبريل 2019، و(حِمِيْدْتِي: خَطَرٌ مَاْحِقٌ وَشَرٌّ مُسْتَطِيْر) بتاريخ 29 أبريل 2019، و(فَلْنُعَجِّلْ بِإيْقَاْفْ تَمْكِيْنْ حِمِيْدْتِي حِفَاْظَاً عَلَى اَلْسُّوْدَاْن) بتاريخ 15 مايو 2019، و(اَلْسُّوْدَاْنُ تَحْت اَلْاِحْتِلَاْل اَلْجَنْجَوِيْدِي) بتاريخ 3 يونيو 2019، و(اَلْسُّوْدَاْنِي اَلْأصِيل وَاَلْجَنْجَوِيْدِي اَلْمُرْتَزِق) بتاريخ 5 يونيو 2019، و(السُّودان بين مليشيات المُتأسلمين والجَنْجَوِيْد) بتاريخ 14 يونيو 2019 وغيرها.

ما يجري بدارفور الآن أكبر وأخطر بكثير من إنشاء المَطارَيْن، أو تدريب ثُلَّة مُرتزِقة، ويبدو أنَّ الطَّامعين شرعوا عَملياً في اقتسام واستلام (حِصَصهُم) من بلادنا، ويُجهِّزون حِمِيْدْتي لاستكمال هذه الخطوة! فالمطارات ستخدم المالِكين الجُدُد، سواء الرُّوس أو غيرهم، والطائرات وطَيَّاريها سيكونون تحت إمرتهم وقيادتهم وهو الرَّاجِح، لأنَّ قيادة الطائرات عموماً والحربِيَّة من باب أوْلَى، تتطلَّب قدراً عالياً من التأهيل والتدريب لا يملكه (مَقاطيع) الجَنْجَوِيد، وكل ما جَرَى لـ(شَرْعَنَة) السيطرة الدولِيَّة/الإقليميَّة القادمة، كما حدث بسوريا وليبيا واليمن وغيرهم! والمُخيف، أنَّ التآمُر الجنجويدي المدعوم دولياً/إقليمياً، لن يتوقَّف على دارفور وحدها وسيشمل مناطق أُخرى، رُبَّما بالتزامُن مع بعض (أي في وقتٍ واحد)، خاصَّة عقب اقتناع العالم بقُدرة السُّودانيين على الثورة وإحداث التغيير، بما يُهدِّد تلبية أطماعهم في مُقدَّراتنا التي أتاحها لهم المُتأسلمين بِغَلَبَةِ المال أو السلاح، على نحو ما شرحته في مقالتي (اَلْمَشَاْهِدُ اَلْأَخِيْرَةُ لِمَخَطَّطِ تَمْزِيْقِ اَلْسُّوْدَاْنْ) بتاريخ 19 أبريل 2019! ولمزيدٍ من التوضيح،  فلنتأمَّل سَعَى حِمِيْدْتِي للسيطرة على الشرق، الذي بدأه قبل أشهرٍ بتجنيد بعض (الإثنيات) دون غيرها في عصابة الجَنْجَوِيد، بتَوَاطُؤٍ مفضوحٍ من عُمَدِهِم/نُظَّارهِم، فكتبتُ مقالتي (الغَفْلَةُ السُّودانيَّة) بتاريخ 26 مايو 2019، مُحذراً أُولئك النُظَّار/العُمَد ومُنبِّهاً السُّودانيين لذلك الخطر، وداعياً القانونيين الشُرفاء لمُلاحقة المُتورِّطين في هذه الجريمة، فتَمَّ تحويل أولئك (المُرتزقة) للتدريب في إريتريا، بتنسيقٍ عالٍ رعاه البرهان شخصياً، ثُمَّ افتعلوا لاحقاً أحداث بورتسودان، حتَّى يدخل حِميْدْتِي بمُرتزقته (الحاليين والقادمين من اريتريا) بحِجَّة حفظ الأمن (ظاهرياً)، بينما الهدف الحقيقي السيطرة على المدينة، تمهيداً لتسليم مُقدَّراتنا لسادته بدءاً بالميناء ثُمَّ بقيَّة أراضي الشرق، وثَمَّة تفاصيل أكثر في مقالتي (مَنِ اَلْمُسْتَفِيْد مِنْ إشْعَاْلِ اَلْشَرْقِ اَلْسُّوْدَاْني) بتاريخ 31 أغسطس 2019!

لن أتوارى خلف الحروف وأُساهم في التضليل/الغَطْغَطَة، والأمانة تُحتِّم عَلَيَّ القول بأنَّنا سنشهد أحداثاً عصيبة جداً في كل السُّودان، لو لم نحسم (الأفعي) حِمِيْدْتي وعصابته مهما كَلَّف الأمر، وكلما تأخَّرنا في ذلك ارتفعت التكاليف وتعَثَّرت الخُطى. وهنا، قد يَتَحَجَّج البعض بأنَّ مُواجهته ستكون دَمَوِيَّة، وسيقتلون المزيد من شعبنا المكلوم، ولهؤلاء أقول بأنَّ الإجرام الجَنْجَوِيدي لم يتوقَّف أبداً، سواء بالأطراف أو داخل المُدُن السُّودانِيَّة، ولنتأمَّل في ما جرى ويجري مُؤخَّراً في دارفور عموماً، ومدينة نيالا خصوصاً، حيث بَشَّعَ حِمِيْدْتِي و(مقاطيعه) بالمُواطنين بلا رحمة ولا يزالون، دون اكتراثٍ لما يُسمَّى (مجلس السيادة) الذي كان مُجتمعاً هناك! وأدعو المُتردِّدين للتَدَبُّر في ما حَوَاه الاعتصام دروسٍ وعِبَرٍ مُفيدة رغم قسوة الحدث. ففي البداية أخطأ البعض، حينما (أمِنُوا) جانب الجنجويد كـ(حُمَاةٍ) للثورة والتغيير، فرأينا منهم أبشع صور الغدر في مَجْزَرَة القيادة، و(بَجَاحة/تَطَاوُل) غير مسبوق من حِمِيْدْتِي وشقيقه، ظناً منهما أنَّهم نالوا من شعب السُّودان العظيم، ثُمَّ ابتلعوا ألسنتهم عقب خروج السُّودانيين بالآلاف في 30 يونيو، وفي هذا أكثر من درس، أوَّلها عدم الثقة أبداً في حِمِيْدْتِي وعصابته الجَنْجَوِيديَّة، لأنَّهم غَدَّارين بالفِطرة حتَّى ببعضهم، ومن ذلك (بَيع) حِمِيْدْتِي لجنوده بالرأس كالخِراف! والدرس الثاني، أنَّهم جُبناء رغم بطشهم بالعُزَّل من النساء والأطفال والشيوخ، وهو أمرٌ لا يفعله الفُرسان الحقيقيُّون، بخلاف تراجعهم (المفضوح) حينما أدركوا (قُوَّة) الشعب، كما رأيناهم يموتون كالذباب على أيدي المُناضلين اليمنيين! والدرس الثالث، وهو الأهم، يتمثَّل في قُدرتنا على حسم هؤلاء المُجرمين، وكان بإمكاننا اقتلاعهم تماماً وفرض إرادتنا كاملة، ومُحاسبة ومُحاكمة قادتهم وصانعيهم من رؤوس الفجور الإسْلَامَوي، لولا انتهازِيَّة وانحطاط جماعة (قحت)، الذين باعوا تضحيات/نضالات الشعب بأبخس الأثمان.

يُؤسفني كثيراً القول، بأنَّ الموت سيستمر لو تركناهم يتمكَّنون أكثر، وستسيل المزيد من الدماءُ السُّودانِيَّة الطاهرة، ولن يتوقَّف الحُزن والأسى إلا بزوال (المُسبِّب)، وواهمٌ من يعتقد بأنَّ الصمت على حِمِيْدْتِي وجنجويده سيُكَفِّينا شرَّهم وبطشهم، فالقتل هو عملهم ومصدر سعادتهم بعدما أدمنوا الدماء، ولقد رأينا ضحكاتهم الهستيريَّة على (جماجمنا)، وبلغت وقاحتهم و(شذوذهم) أن مَنعوا الصلاة على الشهداء ودفنهم بكرامة، وهي أمورٌ مُوثَّقة ولا تحتاج لاستدلال. ولا مجال أمامنا إلا بالاعتماد على وحدتنا ووقفتنا/صمودنا، التي أجبرنا بها البشير (على الاختفاء)، وابن عوف على التنحي، ويُمكننا فعل ذلك مع البُرهان و(الأفعى) الجَنْجَوِيدِيَّة، ونطردهم مع مقاطيعهم من بلادنا ونحفظ سيادتنا واستقلالنا، ونُوقف القتل والاغتصاب والاذلال، وهذا حَقٌ كَفَلَته لنا جميع القوانين والتشريعات السماوِيَّة والوضعيَّة.

وأُكرِّر دعوتي لما تَبَقَّى من جيش وشرطة، خاصةً (صغار) الضُبَّاط والجنود، بأنَّ القضية تَعدَّت الولاءات الحزبيَّة والطائفيَّة/العشائريَّة، وأصبحت قضيَّة (وطن) يتلاشى بمن فيه، وبدلاً عن (الفُرجَة) على إجرام الجَنْجَوِيد/الغُزاة، وغدرهم بالسُّودان (أرضاً وشعب)، انحازوا إلينا واعملوا معنا لإنقاذ ما تَبَقَّى من البلاد والعِباد، بمن فيهم أُسركم وأهاليكم، وأعلموا بأنَّ حِمِيْدْتِي لا يحترم ولن يرحم منكم أحداً، فاتَّعظوا بما جرى لكم ولنا واختاروا الجانب الصحيح قبل فوات الأوان.

[email protected]

‫10 تعليقات

  1. هييع..دكتور فيصل امتشق سيفه لمواجهة حميدتي هيييييع
    اها بتجي الخرطوم متين يا دكتور عشان تقود المعركة وتحسم لينا حميدتي ده؟

  2. (وارتكبوا أبشع صور الإرهاب كإطلاق الرصاص بكثافةٍ وعشوائِيَّة، في مُحيط القيادة وداخل الأحياء والمشافي، والقَنْص المُباشر للمُواطنين وسَحلِهِم/دَهْسِهِم بالعربات، وضربهم بالسِياط/الكُرباج والعِصي، ونهب وسرقة الأفراد والمحلات والمنازل، والتَحرُّشات الجِنسيَّة والاغتصاب، وهي جرائمٌ لا يفعلها السُّودانيُّون (الأصيلون) هذه نرجسية غير راشدة من هم السودانيون الاصليون اللذين لا يرتكبون الفواحش ما ظهر منها وما بطن أليسوا بشرا… يا أخى خلي الادعاء الفارغ دا ..بل نحن أضل سبيلا من الأغيار والاخرين فنحن بشر نأكل الطعام ونمشى في الأسواق

    1. نعم نأكل ونشرب ولكن لنا قيم اجتماعية توارثنا جيل بعد جيل وهذه القيم تحكم اخلاقنا وتصرفاتنا فما فعلته الجنجويد من قتل وذبح وفوضى ليس من ثقافتنا وقيمنا لا تقره
      هذا من حيث سلوك الجنجويد الحاقد المتفلت ..
      اما من حيث الواقع فمعروف ان هؤلاء الشرذمة ملاقيط من غرب افريقيا وهذا يعرفه القاصي والداني

  3. دكتور فيصل موتور ويكره القبائل العربية فى دارفور لذا يخاطب بلا عقل وفقا لحقده الاسود الذى لن يغير المعادلة ابدا ولو كتب الف عام

  4. You are right Dr Faisal and I agree with you. Sudanese people woke up to face Bashir after 30 years because they used to wake up late! When they wake up this time Humaiti and his Janjaweed will be dominating Sudan and they will apply ethnic cleaning including Khartoum residents and there will be nobody to cry for them as they will be all dead. You have done your job Dr Faisal and it is up to them after that.

  5. It is no an accusation Mr Kogak, it is an authenticated events with still living witnesses. Your manner is obviously is not of an original Sudanese, as it is obvious that you are another cheap person and Sudanese manners are given as example all over the world if you do not know. Go out of our country, before our people wake up again as they will kill you all.Mr Cheap, you and your cheap chives.

  6. بدلا من نفث الحقد الاثنى عبر مقالات لا يعرف لمن توجه كان بالاحرى ان يقوم الدكتور بتحديد من هم الجنجويد وهل هم فعلا من غرب افريقيا وليس عرب سودانيين من اهل دارفور واثبات ذلك ثانيا عليه باقترح الية لترحيل هؤلاء الاجانب هل بالقوة عبر حركات التحرير ام بواسطة قوة دولية من المارينز وماذا ستقدم حركات دارفور العاجزة للقوات الدولية عندما تخرج لهم العرب من دارفور وهل هؤلاء اكثر عددا ام اقل من السكان الاصليين من الفور والزغاوة والمساليت.

  7. ولكن ما العمل؟ اعتصمنا أمام الجيش والعالم، ثم أصابنا ما أصابنا، ولما هرع العالم والجوار إلينا، استحلفونا أن نتفق معهم، وإلا تركونا لهم، إذا فلا جيش ولا جار ولا غريب، هل تطلب من الشعب الأعزل أن يستعجل الإبادة، وأن يلغي كافة الخطط لاستعادة البلد، بغض النظر عن احتماليات نجاحها؟
    لقد وقعنا اتفاقا شهد عليه العالم، وكونّا حكومة مدنية عرجاء ولكن يمكنها أن تسير، الآن يجب على الحكومة أن تحاول تعويض نقصها العسكري، بالسند الشعبي والعلاقات والمصالح الإقليمية والدولية، يجب أن تجتهد في شرح فائدة وجودها لنا وللعالم.
    أعتقد أن المخاوف من الطوحات الجنجويدية مشروعة، ولكن التعامل معها يحتاج للتحلي ببعض الحس الواقعي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..