مقالات وآراء سياسية

الكيزان ورحلة البحث عن الفردوس المفقود

كنان محمد الحسين

ثلاثون عاما حكمنا هؤلاء ، وكانوا في قمة الفساد والغباء والانانية وحب الذات ، لاقيم ولا اخلاق ولا انسانية ، على الرغم من انهم كانوا يتدثرون بالاسلام العظيم ،هذا الدين السمح الذي أتي ليتمم مكارم الأخلاق ، الا انهم رموا الاخلاق جانبا ، نبهوا وسرقوا وخطفوا ودلسوا ونصبوا واحتالوا وانتهكوا الحرمات ، ولا توجد صفة ذميمة الا انطبقت عليهم اعوذ بالله منهم . كلما يمر شريط هذه العقود الثلاثة بذاكرتي ، اصاب بالغثيان و الاحباط والالم لما قاموا به هؤلاء الاوغاد الاشرار ، الذين لايحبون احدا ، مع أن الاسلام هو دين المحبة .
ومن اطرف الاشياء ما قاله عوض الجاز احد كبار نصابيهم ، أن احفاده  قالوا له ( الكوز ندوسوا دوس) وقالوا له (تسقط بس) ، وفعلا سقطت ، من السماء ومن الارض ، سقطت بسبب غضب الله سبحانه وتعالى عليهم ، وجعلوا الناس يكنون لهم الغبن والكره بسبب تصرفاتهم الغبية والطمع والجشع .
وفي وصف للحالة التي وصولوا اليها بسبب احساسهم بالالم لفقدانهم السلطة التي ظنوا أنهم من ورثة ابائهم ، قال صلاح جلال، القيادي بحزب الأمة القومي السوداني إن هناك ما لا يقل عن 3 تيارات تتصارع على قيادة حزب البشير، أولها يطالب بمقاومة التغيير وعرقلة عمل الحكومة الانتقالية ومؤسسات الدولة، وصولاً إلى شلها بالكامل، عبر استخدام أعضاء الحزب في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وأوضح جلال أن هذا التيار معظمه من الشباب، وبعض المتشددين من القيادة العليا، لأنهم فقدوا الشيكات المفتوحة والسيارات الفارهة ، والنساء والقناطير والمقنطرة من الذهب.
وأضاف جلال أن هناك تياراً آخر داخل الحزب البائد ينشط فيه سياسيون ورجال أعمال، ويرى ضرورة الانحناء للعاصفة، والعمل على بناء حزب جديد على أسس ومفاهيم جديدة، والاستفادة من القيادة العسكرية الحالية. لا اظن ذلك لأنهم لو فكروا في ذلك لن يجدوا الذين انفضوا من حولهم بعد ان فقدوا السلطة والجاه.
وتابع جلال ان التيار الثالث يطالب باستغلال حالة السيولة الحالية في السودان والانقلاب سريعاً على الحكومة عبر عسكريين تابعين للتنظيم الإسلاموي بالجيش وتسلم السلطة، والانقلاب لن ينجح لأنه لن يجد من يقف معه ، وغير مأمون الجانب ، والعالم كله رفض الانقلابات لأنها اصبحت موضة قديمة ، وحتى العالم العربي والافريقي تسوده حالة من الغليان بسبب فساد الحكام ، ويتطلع إلى الحرية والعدالة والديمقراطية.
وكمان يريدون ان يقوموا بانقلاب ، انقلاب مين ياعم كوز ، والله المرة دي لو قمتم بمحاولة من هذا النوع ، لن تكون هناك سلمية ولا يحزنون ، الشعب سيخرج بالملايين ويأكلكم اكل ، نصيحة لله ارجوكم لا تحاولوا العودة للحكم مرة أخرى ، وكما قال كبيركم احسن (تستردبوا) فقط ، الشعب قام بها سلمية لاتحولوا البلد إلى دموية ، وانتم اول الخاسرين ، نحن ليس لدينا ما نخسره. وانتم الذين شيدتم العمارات وتطاولتم في البنيان ، ستخسرون كثيرا ، وكيف حتى الآن لم يقم مجلس السيادة او مجلس الوزراء بحل حزبكم الكافر ومصادرة ممتلكاته التي نهبها من دم الغلابة.
وأي محاولة منكم للعودة للحكم ستخسرون كثيرا ، والشعب سيتحول إلى وحش كاسر ويقضي على الاخضر واليابس ، ويعرفكم واحدا واحدا لأنكم تكبرتم وافتريتم عليه ، واذا سكتم هذا افضل لكم حتى تحافظوا على ارواحكم ، واننا نعرفكم بأنكم تحبون الحياة الدنيا ، لأنكم عملتم لها ، ولم تعملوا للآخرة كما كنتم تكذبون ، وتقولون أنكم تعملون لها، ولم نشاهد عملا واحدا طوال ثلاثين عاما يدل على ذلك.

 

كنان محمد الحسين

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..