إنكسار الجرّة : الخبير المستقل فى مهمّة حصريّة !!.

خبرٌ صغيرٌ- وهو واحدٌ من آلاف مثله – يدل على ضيق أُفق – بل – وغباء وسذاجة و ” خفّة يد” و”صغر عقل ” مُنتجى سلعة الدعاية / البروباقاندا فى مصانع إعلام الحكومة السودانية ، ويؤكّد عجزهم عن فهم خصائص وروح ولغة عصر المعلومات. والخبر الصغير مُتعلّق بزيارة الخبير الأُمم المتحدة المُستقل المعنى بحالة وأوضاع حقوق الإنسان فى السودان السيد/ مشهود بدرين ، المُقرّر لها ( 15 ? 20 يونيو 2013 ) و تجىء الزيارة وفق ” تفويض ” مُحدّد وضمن سياق معروف و معلوم، ويُمكن للكافّة الإطّلاع على كُل ما يتعلّق به فى موقع الأمم المتحدة ” مجلس حقوق الإنسان ” أو بمجرّد نقرة على مُحرّك البحث الشهير ” قوقل ” ليجد أنّ التفويض يأتى ” لتحديد مجالات المساعدة الفنيّة وبناء القدرات والتى ستساعد البلاد فى الوفاء بإلتزاماتها فى مجال حقوق الإنسان”. والزيارة/ المُهمّة مُرتّب لها أن تشمل ولايات الخرطوم و دارفور وشمال كردفان والنيل الأزرق ، حيث من المُفترض أن يُقابل الخبير وفريقه رسميون حكوميون والجهات الفاعلة فى المجتمع المدنى إلى جانب المنظمات الإنسانيّة و وكالات الأُمم المُتحدة .ومعلوم أنّ الزيارة ستنتهى – كالعادة – بمؤتمر صحفى ، يعقب ذلك تقديم إستنتاجاته وتوصياته فى تقرير شامل إلى مجلس حقوق الإنسان فى سبتمبر 2013.
ولأنّ عقليّة و ” فهلوة ” السمسار هى المسيطر فى الذهنيّة الحكوميّة، تحاول – دائماً – الإستهبال والإستثمار السهل – حتّى فى الأخبار – فقد آلت الحكومة على نفسها، هذه المرّة أن تجعل من زيارة الخبير مشهود هذه المرّة فرصة لتمرير أجندة أخبار/ تسريبات مصنوعة ومكتوبة بالحبر ” السرّى ” للأجهزة الامنيّة ، ليتم الترويج لها – عبر صُحف بعينها- ومُختصر وتلخيص مفادها، أنّ الخبير يجىء هذه المرّة ” تحديداً ” بل و “حصريّاً ” فى ” مهمّة ” يقف ” خلالها على إنتهاكات الجبهة الثوريّة فى أبو كرشولا وأم روابة ” ،وكانت مواقع (الأجهزة ) قد قامت بنشر أخبار من طراز وشاكلة ونوع (( إنتهاكات الثوريّة بأبو كرشولة أمام مجلس جنيف )) و (( خبير حقوق الإنسان يزور أبوكرشولا وأم روابة )) ل (( الوقوف على إنتهاكات قوات الجبهة الثوريّة))..و (( بدرين يقف على الأوضاع بالنيل الأزرق )) … إلخ .
نعيد للأذهان خبر منع الخبير المستقل من زيارة دارفور فى يونيو 2012 ، إذ أعلن يومها ” إنّه غير قادر على زيارة دارفور لأنّ السلطات السودانية لم تمنحه تصريحاً بذلك ، حيث تمّ إبلاغه رسميّاً أنّ الوقت الذى أعطاه للحكومة لم يكن كافياً لإنجاز ( الترتيبات ) وأضاف ” أنّه رغم التطمينات التى تلقّاها من الحكومة بأنّ وضع حقوق الإنسان فى دارفور قد تحسّن نسبيّاً،إلّا أنّه تلقّى معلومات مناقضة من أطراف أُخرى “.ويومها نفى المُتحدّث بإسم الخبير ” ذريعة ” ضيق الوقت ، مؤكّداً وموضّحاً أنّ الطلب قد تمّ تقديمه قبل إسبوعين تقريباً من وقت بدء الرحلة.دعونا ننتظر نتائج الزيارة لنرى ماذا ستقول الحكومة هذه المرّة ؟ ولعلّها ستكون بمثابة زيارة ” إنكسار الجرّة هذه المرّة “على رأى المثل القائل ” ما كُلّ مرّة تسلم الجرّة !.وحتماً، للحديث بقيّة..ولنا عودة .
فيصل الباقر
[email][email protected][/email]
لك التحايا الاخ فيصل والخبير المستقل تفويضه بمجلس حقوق الانسان لا بصفحات الصحف