مقالات سياسية

بـ الحبر السري

بعد يومين.. أي في يوم 19 ديسمبر.. سنسمع الأسطوانة المملة المكررة.. سنسمعها في الإذاعة والتلفزيون وكل وسائط الإعلام التي تعمل وفق نظرية (خادم الفكي.. مجبور على الصلاة).. سيعيدون على مسامعنا حكاية قديمة تتحدث أنه في مثل هذا اليوم من العام 1955 رفع عضو في الجمعية التأسيسية (البرلمان) يده لينال فرصة الحديث.. فكانت المفاجأة أنه طلب رحيل المستعمر البريطاني من السودان.. وثناه عضو آخر.. فأعلن الزعيم الأزهري استقلال السودان من داخل البرلمان.. وبعد أقل من أسبوعين كانت القوات البريطانية تطوي حقائبها وترحل بينما الشعب السوداني يبكي متأثراً وهو يشهد رفع العلم السوداني على سارية القصر الجمهوري بأيدي الزعيمين الأزهري والمحجوب..

هذه الحكاية الممجوجة فيها تضليل مستمر لشعب السودان.. بل عبث بالتاريخ.. لأنها تمنحنا شهادة (نضال) ليست حقيقية.. وتخفي عنا عيوبنا التي نحن في أمس الحاجة للإقرار بها حتى نتجنبها..

الحقيقة التي يجتهد المؤرخون السودانيون في حجبها.. هي أن البطل الحقيقي وراء استقلال السودان هم (شباب بريطانيا).. الذين ظلوا يتظاهرون في شوارع لندن بكل قوة يطالبون حكومتهم بالانسحاب من السودان (لأسباب اقتصادية) محضة.. تتعلق بتركة الحرب العالمية الثانية الثقيلة التي تكبل الاقتصاد البريطاني وينوء بحملها الشعب البريطاني.

حكومة بريطانيا كانت تبحث عن باب الخروج من السودان بأكثر لهفة من السودانيين أنفسهم.. وكان الساسة الكرام في السودان يدركون تلك النوايا.. فأزاحوا عن بريطانيا الحرج.. وطلبوا الاستقلال.. وكأنى بالمستعمر البريطاني لم يصدق أنه وجد الفرصة.. فبعد أقل من أسبوعين كان جنوده يلوحون بأيديهم في محطة السكة حديد بالخرطوم في طريقهم إلى بلادهم..

كانت عملية إجرائية بحتة.. تلك الجلسة التي أودع فيها البرلمان طلب رحيل الاستعمار في منضدته.. نهار 18 ديسمبر عام 1955.. ولكننا جعلنا منها إشارة (تاريخية!) خاطئة.. إشارة عكس ما قاله الشاعر الكبير: (وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا).. إشارة (تواكل) وانتظار دائم لمحاسن الصدف لتحقق لنا الأماني السندسية..

في تاريخ السودان الذي ندرسه في المدارس كثير من الخلط الذي يغيب الحقيقة لصالح هوى الأماني.. المؤرخون يعلمون ذلك جيداً.. لكنه الخوف من المواجهة و(الحق المر)..

ولكن هذا التدليس في التاريخ لا يفيدنا في شئ.. نعم لدينا كثير من المواقف التاريخية المشرفة التي يمكن أن نحتفل بها.. ولكننا نتجاوز ? لذات الأسباب- تلك المواقف المشرفة.. ونطمس معالمها ونستبدلها بأخريات من نسج خيالنا أو بالأحرى من خيال نسجنا.

ولأني أيضاً أدرك حجم المخاطر في إزاحة الستار عن (الحقيقة) في بعض تاريخنا المعاصر.. فإنني أضع أمامكم بعض رؤوس الأقلام..

مثلاً.. ثورة عبد القادر ودحبوبة.. هل فعلاً كانت (ثورة!)..

ومثلاً.. من هو (البطل!) الخفي الذي أقنع الخليفة عبدالله أن ينتظر.. ويسمح للجيش الغازي أن يتقدم حتى يصل إلى كرري.. ثم يمهله حتى الصباح.. لتنتهي المعركة بأبشع مجزرة بشرية في ذلك التاريخ..

تاريخنا.. لا يزال مكتوب بالحبر السري

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. استقلال السودان تم اجرائيا وبعض الموظفين الانجليز الذين احبوا الشعب السوداني وقفوا في وجه المصريين وحرضوا السودانيين انو يطالبوا بالاستقلال من داخل البرلمان ويستبقوا مصر التي كانت تسعى لوحدة وادي النيل وعند محمد خير الخبر اليقين والتاريخ المتين ولكننا في النرجسية غاطسين للحين،، إلأ يا استاذ عثمان الكلام ده لازمتو شنو في هذه الايام الحالكات لقد جلست احك في رأسي حتى زادت لدي الجلحات أفكر ما الذي جعل الاستاذ عثمان ميرغني يخرج عن المألوف ويكشف التاريخ الملفوف بالنرجسية ،، لو تأسست حركة الاستقلال على مبادئ ثورة اللواء الابيض علي الطلاق كان عندنا رأي في سنغافورة حالياً ولكن شقي الحال يلقى العضم في الكمونية وفي رواية يرفسوا حماروا مع تحياتي لأخونا المعلق كمونية ولك التحية الاستاذ عثمان رغم المحن النحنا فيها،،

  2. بالحبر السري ولا العلني لا يهم خذ المثال من ج افريقيا و التنمية والاذدهار المعاشة عمران تخطيط مصانع رقي كل اوربا انتقلت هناك للمواطن الجنوبي من اكبر غلطات جدودنا القدماء زمان كما تقول انت الشباب البريطاني وحث حكومتة بالرحيل ليت اجدادنا اصروا علي الاستعمار بالمكوث ولو اكل كل الخبز علي الاقل كنا نكون كجنوب افريقيا انظر حالك الان كل المشاريع التي اسسها الاستعمار راحت في جقمة موية مع الكروش الكبيره اين هي الان وانت تتكلم عن التاريخ حسنا فعلوا المؤرخين بحجم الفضائح فضائح استعمار بني جلدتنا علينا ان نبكي ونثكل لرحيل الاستعمار الابدي قال استقلال قال وهنيئا لنا بالاستعمار الاسود الغير معترف به بيننا عاملين فيها بيض

  3. مقال غير موفق والدليل حتي بعد خروج المستعمر كان الميزان التجاري يحقق فائضا ربحيا مما يؤكد ان السودان لم يكن تركه ثقيله لانجلترا.

  4. الحمدلله البقيتو تعرفوا تقروا،وبداية كويسة أرجعوا للتاريخ والتاريخ مفيد لنوعكم المن وولدوهو سياسيآ أفتكرتوا أنكم بداية الدنيا ولا يوجد شئ قبلكم حتى وصلت سفالتكم بالحديث عن أنكم علمتمونا الأكل!!أيها الجعانين !!!والمقطعين !!!ولكم يوم حتى ولو دخلتم جحور القذافى.مرة تانية أشترى كتاب بتاع تأريخ كويس ولا سرقتو من معروضات ناس الأمن؟

  5. “(لأسباب اقتصادية) محضة.. تتعلق بتركة الحرب العالمية الثانية الثقيلة التي تكبل الاقتصاد البريطاني وينوء بحملها الشعب البريطاني”.
    عن أي تركة حرب ثقيلة تتحدث يا أستاذ!!!!! وبريطانيا قد خرجت منتصرة من الحرب, وان كان ما تقوله صحيحا فما كان سيكون حال المانيا واليابان المهزومتين اذن؟؟!!!!
    نامل يا أستاذ ان تحترم عقول القراء ,وفيهم من عاصر حقبة الاستقلال المجيد ,وان لا تسعي لتمييع احداث حفرت بأحرف من نور في اذهان وقلوب السودانيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية, فالاستهزاء بالفترة الوحيدة المضيئة في تاريخ شعبنا ومحاولة النيل منها ما هو الا مسعي ساذج وفطير للي عنق الحقيقة لغرض في نفس كاتب المقال.

  6. “(لأسباب اقتصادية) محضة.. تتعلق بتركة الحرب العالمية الثانية الثقيلة التي تكبل الاقتصاد البريطاني وينوء بحملها الشعب البريطاني”.
    عن أي تركة حرب ثقيلة تتحدث يا أستاذ!!!!! وبريطانيا قد خرجت منتصرة من الحرب, وان كان ما تقوله صحيحا فما كان سيكون حال المانيا واليابان المهزومتين اذن؟؟!!!!
    نامل يا أستاذ ان تحترم عقول القراء ,وفيهم من عاصر حقبة الاستقلال المجيد ,وان لا تسعي لتمييع احداث حفرت بأحرف من نور في اذهان وقلوب السودانيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية, فالاستهزاء بالفترة الوحيدة المضيئة في تاريخ شعبنا ومحاولة النيل منها ما هو الا مسعي ساذج وفطير للي عنق الحقيقة لغرض في نفس كاتب المقال

  7. ومثلاً.. من هو (البطل!) الخفي الذي أقنع الخليفة عبدالله أن ينتظر.. ويسمح للجيش الغازي أن يتقدم حتى يصل إلى كرري.. ثم يمهله حتى الصباح.. لتنتهي المعركة بأبشع مجزرة بشرية في ذلك التاريخ..
    ———————————–
    ————————————-

    البطل دا صلاح قوش و التاريخ بعيد نفسو هاهاهاهاهاهاهاه

  8. انت وكيزانك ابعدوا خالص عن التاريخ حتى لو كان مزور. بعد البلاء (الحيخمكم) انشاءالله سنعيد كتابة تاريحنا وسنحكى لكل الأجيال القادمة عن أسوأ الفترات فى تاريخنا- فترة التتار (1989- Now). بل سنفصل لهم تاريخ كل كوز (طفولته وصباه و شبابه وشيخوخته) سنحكى لهم عن خطلكم وغبائكم وشذوذكم. سنحكى لهم عن الحثالة والمنبوذين (قوم ل…) الذين ساموا السودان سوء العذاب بينما كان المستعمر رؤوفا بالعباد.

  9. كدى خليك من تاريخ استقلال السودان انحنا عايزين نعرف ابطال انقلاب الانقاذ او الجبهة الاسلامية القومية وهلم جرا وبالتفصيل لانها اكبر جريمة حصلت فى تاريخ السودان وخيانة عظمى لان السودان كان ماشى فى درب التراضى والتوافق الوطنى من خلال حكومة وحدة وطنية تشرف على وقف مؤقت لاطلاق النار ومؤتمر قومى دستورى كان مزمع اقامته فى سبتمبر 1989 لولا انقلاب الحركة الاسلاموية الواطى القذر الوسخ الخاين العميل الله ياخذهم اخذ عزيز مقتدر !!!!!!!!!!!!!!!
    وبعد اكثر من 234 سنة لادين ولا وطن !!!!!!!!!!!!!!!!!

  10. الأخ عثمان ميرغني انسانا من القديم خلينا في تدليس المحتلين الكيزان المعانا ديل .. الماضي ولي خلاص وانتهي … الأنقاذ العملتوا في السودان نجار في خشبه ما عملوا بس السوآل يطيروا كيف ؟؟ لا برلمان لا كلام لا نصائح بتنفع معاهم … إلا السلاح للخروج المستعمر الكيزاني

  11. عايز تفتح ملف جديد ؟

    مافيش مانع ..

    المظاهرات هنا البيحركها منو؟

    هناك لا يوجد قناصين ، وزول يقتل وينكر

    اخيرا التاريخ مزور يا عثمان

    شكلها فكت

    زيارة الترابى ما جابت حق بنزين العربية

    سمعنا كمال عمر عنف اولاد المرحوم سياسيا الترابى

    ناس عثمان مرغنى خليتوهم يقابلو الترابى ليه؟؟؟؟؟

    ديل غير النحس ما وراهم حاجة

    وفى هذه صدقت يا كمال

  12. اخى عثمان
    احيى شجاعتك في طرق المسكوت عنه و المطموس و المطمور و اظنك قد طرقت هذا الموضوع من قبل حيث وهاج وماج وقتئذ حارقى البخور وما دمنا لانعالج الامور بوضوح وشفافية ونخرج بالدروس المستفادة (Lessons learned) فلن نبرح مكاننا المايل , ولن نستطيع مواجهة اية مشكلة ما دمنا لا نعرف كنهها ( If you do not show up , nothing will change) سلم قلمك

  13. لك تنبوئات تشير الى عمق قرائتك للواقع واستشراف ما تؤول اليه الاوضاع هل تذكر مقالى (قال الشيخ و شيخ على و القفز الى الوراء) ارجو التعليق لانه يهمنى ان اعرف رايك فيما ذكرت

  14. إعادة صياغة الإنسان السوداني.. وتاريخه..!
    انتهت المرحلة الأولى من الاستراتيجية الماسونية الشاملة، ودخلنا المرحلة الثانية..!

  15. لا تبخسوا الناس اشياءهم هذا جهد جيل عرف بالوطنية والجهاد ضد المستعمر واقتصاد السودان ويزانه ةالتجاري كان فائضا حتى عام 1978 عهد نميري وكان هنالك عدة اسباب لبداية الانهيار اولها زيادة اسعار البترول من 10دولار ل40دولار للبرميل بعد حرب 1973موقيام المشاريع التنموية بالقروض وما صاحبها من فساد في عهد نميري مما تسبب في نفاد غطاء العملة السودانية من الذهب في بنك السودان وبدأ تدهور صعر صرف الجيه السوداني وكان الجنيه الاسترليني يساوي98قرش سوداني والجنيه السوداني كان يساوي3.33 دولار امريكي و12 ريال سعودي وكان عماد اقتصاد السودان كما الكل يعلم مشروع الجزيرة الذي انشأه الانجليز 1925م والذي انهار في عهد الانقاذ كما تعلم خروج الانجليز من السودان بجهاد هؤلاء الاماجد الذين عرفوا بالوطنية لم يتم بين ليلة وضحاها وانما جهاد سنين طويلة ذاقوا فيها السجون وهنالك سبب آخر لاستقلال السودان وهي ان بريطانيا في الحرب العالمية الثانية قالت اي دولة شاركت معها في الحرب العالمية الثانية سوف تمنحها الاستقلال وكانت قوة دفاع السودان قاتلت بشرف مع الحلفاء فلا تزور التاريخ لترضي هؤلاء المزورين

  16. الاستاذ عثمان ومعلقي الراكوبة سلام عليكم
    هذا التعليق نشرته في الاسبوع القبل الفائب على مقال للاخ مهدي ابراهيم احمد، ويخدم نفس القضية هنا، حالة المزاجية في كتابة تاريخ السودان.

    تعليقا على موضوع المقال “الممتع”، فكل ما ذكرته صحيح 100%، فالسودان يحتاج الي غربلة كاملة لا تتجاوز كبيرة ولا صغيرة الا غربلتها، والتاريخ جزء مهم من كل يحتاج الغربلة، فتاريخنا المكتوب يحتوي على كم كبير من التناقض الواضح و ذو الغرض، وهو مايتعارض مع المفهوم المهني للتأريخ الذي ينى عن الاغراض ليوصل الحقائق الي الاجيال اللاحقة، وهذا التناقض لعمري مسنود بمختلف النظم التي مرت على الوطن.
    يركز تاريخنا المكتوب “واقصد به الذي يلقن لتلاميذ المدارس” الذي بدوره يخلق الوعي العام لاحقا بتاريخ الوطن، يركز هذا التاريخ تركيزا مشوبا بالاغراض على فترة دخول العرب السودان وانتشار الدين الاسلامي، علما بان تاريخ السودان اقدم من ذلك بكثير، ولكن للاسف تمر المناهج التربوية على ذلك مرور الكرام متجاهلة ارث وحضارة حق ان نفتخر بها، ونوليها المزيد من الاهتمام، دون الانقاص من فترات تاريخية لاحقة، واكثر الامثلة وضوحا على ما اقول ان الجارة مصر لم تهمل تاريخها الفرعوني على الرغم من ضخامة الارث الاسلامي والعروبي المتأصل، بل واولت ذلك التاريخ الرعاية والاهتمام، حتي صار رمزا لمصر والمصريين، ومصدرا للفخر، وموحدا وموجها لوعي جمعي متميز. فالخطأ كل الخطأ الاعتقاد ان الاهتمام بتاريخ السودان ماقبل الاسلام ينتقص من تاريخ السودان منذ دخول العرب السودان وبالتالي دخول الاسلام، الحياد والقواعد المهنية يجب ان تحكم هذه المسالة.
    يستمر التناقض مع تدريس فترة الحكم التركي، فالمنهج التعليمي يخبر ان الخلافة العثمانية هي اخر خلافة اسلامية جمعت العالم الاسلامي تحت حكم امير مؤمنين مركزي، وتحس النبرة التحسرية ان صح التعبير على تلك الفترة “وهو ماليس مهنيا بتاتا”، وينتقل التلاميذ الي صف اخر وكتاب اخر ليخبرهم ان الامام المهدي ثار ضد الظلم والضرائب الباهظة!!! وحرر السودان من الحكم التركي المصري “اخر خلافة اسلامية”!!! ليعلن امارته الاسلامية وعاصمتها امدرمان!!!. ماذكر مثال واضح للتناقض الذي يخلق بالضرورة وجدان سوداني مهزوز.
    وفي سبيل اثبات النزعة التحررية من الاستعمار لدي المهدي، فأن المورخؤن قد تناسوا صراع المهدية كفكرة مع علماء الدين في ذلك الزمن، ولم يتعرض المؤرخون لذلك ولو على سبيل انهم علماء سلطان، علما بان عدد لا يستهان به من رجال الدين عارضوا المهدية وساندوا النظام القائم، وحتى بعد ان دانت الدولة للمهدي وخليفته من بعده، فالرويات تخبر عن معاناة علماء الدين المعارضين للدولة الجديدة. اما الخليفة عبدالله التعايشي فان التاريخ المكتوب يهتم بتفاصيل “فرشه للتبروقة وتكبيره للصلاة” قبل مقتله في ام دبيكرات، ويهمل في ذات الوقت بغرض مريض المجاعات والابادات الجماعيةالتي حدثت في عهده، كما يلمح على استحياء الي التكريس العنصري والجهوي للحكم، وسوء الادارة والعبثية التي كانت تدير مفاصل الدولة، فالكثير من احكام الخليفة كانت تاتيه عبر الحضرة النبوية، لذا فهي واجبة التنفيذ “الثيوقراطية بام عينها”.
    والتاريخ القريب للسودان ورغما عن ان الافراد الذين صنعوا ذلك التاريخ بعضهم احياء يمشون بين الناس، الا انه وكما ذكرت تغلفه الضبابية والعتمة، وذلك في تقديري نسبة لمحاولة حماية مصالح حزبية او شخصية لنخبة متنفذة موجودة حاليا ولها دورها الذي تلعبه في صناعة التاريخ الحالي للبلاد، ومراجعة التاريخ القريب قد ينتج احكاما جماعية علي تلك النخبة تفقدها امتيازاتها وبالتالي فان هذه النخبة مستعدة للصراع حتى الموت لضمان عتمة هذا التاريخ .. وهيهات.
    الفقرات السابقة محض امثلة يصعب تجاوزها وهي جزء صغير من كل يعاني نفس الامراض التي عرضت في تلك الامثلة. الغرض من هذا الموضوع ليس الحكم الاخلاقي على الاشخاص او التوجهات، انما دعوة لكتابة التاريخ السوداني كما حدث تماما دون زيادة او انقاص او تحييز، وينتج ذلك معرفة مفادها الحقائق التاريخية وليس الاراء والاهواء، وبالتالي فان التوجهات الحالية للعامية قد تتاثر ضمنيا بالحقائق مما يخلق حالة من الوعي العام والادراك الاصيل لجملة الاحداث، ولا مانع من ان تنتج الاحكام بعد ذلك مبنية على المعرفة التفصلية لمجريات تاريخية، مما فيه اثراء للفكر والثقافة وبالتالي العقل السوداني.

  17. طبعا تاريخ السودان حسب اعتفاده يبدأ فى 30يونيو 1989, لذلك يسعى مع رهطه الى طمس نضال وتاريخ شعب بأكمله وبكل جراة يحسد عليها . كل شهداء الكفاح لنيل الاستقلال والمعتقلين منذ كررى مرورا بام دبيكرات , ثورة 1924 , مذكرة الخريجين المطالبة بتقرير المصير عام 1942 , مظاهرات وشهداء ومعتقلى الجمعية التشريعية 1948 , مظاهرات وشهداء العمال فى عطبرة 1948 ومئات المعتقلين فى جميع سجونالسودان , كل هذا الكفاح كان مجرد مسرحية عبثية .

    ثم السؤال الجوهرى لماذا تكبدت بريطانيا كل الدماء التى سالت فى حملشة استرداد السودان طوال عامين فى عشرات المعارك وطوابير الصحراء القاحلة فى هجير الصيف والعطش , وفى طابور النهر حيث فقدوا خيرة جنرالاتهم , ثم لماذا هذه التكلفة المالية الهائلة للانفاق على الحرب وتمديد نحو 5000الف كيلومتر من خطوط السكة حديد والجسور على النيلين , والاستثمارات الهائلة فى مشروع الجزيرة وميناء بورسودان وغيرها , فضلا عن تكلفة ادارة السودان من خلال نشر زبدة خريجى اكسفورد وكمردج فى بقاع هذا البلد الشاسع .

    هل كل ذلك فقط للانتقام لمقتل الجرنال غوردون ؟ ام لنشر حضارة الرجل الابيض فى مراتع التخلف ؟ هل ضحَت بريطانيا بكل هذه الاعباء امام مظاهرات الشباب امام نمرة 10 داوننج ستريت وفى حدائق هايد بارك؟

    جلس عثمان ميرغنى فى مقعده الوثير وتحت هواء المكيف ليلغى تاريخ السودان بكل عنجهية وتضخم للذات , ويبدو ان هذا الوهم اصبح مشاعا فقد قرأت لضياء الدين بلال عمودا يتتشكك فيه فى مقدرات الاستاذ هيكل الصحفية والفكرية , مالذى يحدث فى البلد ؟

  18. (((أنه في مثل هذا اليوم من العام 1955 رفع عضو في الجمعية التأسيسية (البرلمان) يده لينال فرصة الحديث.. فكانت المفاجأة أنه طلب رحيل المستعمر البريطاني من السودان.. وثناه عضو آخر.. فأعلن الزعيم الأزهري استقلال السودان من داخل البرلمان.. )))

    هذا العضو الذى رفع يده وطلب رحيل المستعمر والذى جعلته نكرة لا تريد إيراد إسمه هو النائب عبدالرحمن دبكة نائب دائرة عد الغنم بجنوب دارفور (عد الفرسان حاليا)،،

    لم يطلب هذا النائب رحيل المستعمر بإرادته بل كان ذلك هو قرار الجمعية التأسيسة فقدموه تكريما له لأن سبق وأن هتف بعبارة السودان للسودانيين فى دائرته وبحضور إسماعيل الأزهرى أثناء جولة له بالولايات الغربية،،

    لقد إتخذ الأزهرى قرار الإستقلال فى دارفور وبين جماهير دارفور ولم يكن قرارا بمثل تلك الأهمية صادر من لحظة إنفعال لحظى كما تريد أت توحى به فى مقالك الركيك أعلاه،،

    ليس هناك تدليس يا عقمان بشأن الإستقلال وغيره بل أنت الذى تحاول أن تدلس فى حادثة هى من صميم إستقلال بلادنا،، ثم تحاول أن تدلس مرة أخرى وبخبث بخصوص الخليفة عبدالله وعبدالقادر ود حبوبة،، أرجو منك أن تبتعد عن هذه الأراجيف،، وإن عدتم عدنا،،

    خليك فى تكسيرك التلج للإنقاذ والمؤتمر الوطنى وخليك فى صحافتك الصفراء ولن نسمح لك أن تجرد تاريخ قوم صنعوا هذا الوطن وتشكك فى تضحياتهم وإلا سوف نرد بما لا تبتغيه أو قد يحرج القراء.

  19. لأجل ذلك قلنا عايزين مراجعة لتاريخ السودان من أول, منذ عصر الفراعنة…. هناك أسر بعينها زيفت التاريخ لصالح نفسها.. وتعتبر نفسها أن السودان ملك لها ولأجدادها , و حتي يبدوا في نظر الناس أن جدودهم كانوا أبطال وكانوا كذا وكذا عملوا علي هذا التزوير والتزييف وإدعاء الوطنية من دون خلق الله الآخرين, ورسموا لأنفسهم ولأبنائهم هالة كاذبة علي أنهم هم الوحيدون الذين ناضلوا ضد المستعمر, رغم أن الشعب السوداني مات منهم الكثير ولا يخلو بيت من بيوت السودان لم يمت احد من جدوده في ذاك النضال , كما أن هؤلاء إستولي علي الكثير من الاراضي داخل وخارج الخرطوم بل هناك ولايات بحالها كما في الشمالية وشرق السودان, استولوا علي أراضيها بالكذب وخداع الشعب بأنهم ينحدرون من بيت النبوة ووصل بعضهم باستعباد بعض الناس للعمل في مزراع هؤلاء ( المفترضين) أن السودان حقهم وأن البسطاء من الشعب ما زالوا يدفعون لهم الجزية والأتاواة وحق العبودية.

    1- لا بد من كشف حقيقة المراغنة من هم من أين أتوا وإلي من يرجعون….فتشبههم بآل البيت كلام فارغ لا يسنده أي سند وإن وجد فهو مزور كأصحابه. وللأسف بعض من الشعب السوداني يجل هؤلاء لدرجة تقبيل آياديهم ويقبلون الأرض التي يمشي عليها هؤلاء المسخ.

    2- مراجعة الثورة المهدية /سلبياتها/ وإيجابياتها بالنسبة للسودان وضرر الشعب السوداني منها.

    مراجعة فترة ما بعد المهدية ( الخليفة عبد الله التعايشي).

    3- مراجعة كل الأحداث وفترات الحكم التي مرت علي السودان بكل أمانة وتجرد واعطاء كل ذي حق حقه وإظهار الحقيقة المغيبة عن الشعب سنوات عدة.

    وأهم شيء عدم الإعتماد علي تاريخ مصر وصلته بالسودان إعتمادا كلياً , لأن تاريخها يقوم علي تمجيد مصر لوحدها ويعتبرون أنفسهم أنهم الوحيدون الذين خلقهم الله في هذه الأرض وقبل الأجناس الأخرى , و نظرة مصر تجاه السودان علي أنه ( الحديقة الخلفية ) لمصر بل ويعتقد بعضهم أن السودان ليس له تاريخ من اساسه فهوعبارة عن غابة فيها حيوانات وأن أهله حفاة عراة متخلفون.

  20. ( مثلاً.. ثورة عبد القادر ودحبوبة.. هل فعلاً كانت (ثورة!)..) نتفق معك فيما ذكرت ان الانجليز خرجوا لانهم يريدون الخروج وان هناك فعلا ما يستحق معه اعادة كتابة تاريخ السودان القديم والحديث ونسأل مثل سؤالك ( هل ما يجري تطبيقه الان في السودان هو الشريعة الاسلامية ؟ ) حتى لا يكتب في التاريخ بهذه الصفة

  21. أخى الفاضل ((( بشير عوض احمد ))) كلامك صحيح عثمان ميرغنى بغض النظر عن اتجاهه لكن تعجبنى شجاعته وقراءته للأحداث ودائما يطرح أفكار جديدة هنا أتحدث عموما وليس فى هذا الموضوع بالتحديد يجب أن لا نبخس الناس أشياءهم .أحب أن أحييك أستاذنا عثمان على شجاعتك فى حديثك فى الحلقة الأخيرة من برنامج حتى تكتمل الصورة مع غندور حيث تحدثت عن مساوىء الانقاذ جميعها بكل شجاعة وأضحكتنى عندما قلت لغندور اذا فى تغيير فى الحكومة فقط سيكون تغير الخطاب من اسلوب لحس الكوع وحتى أن غندور ابتسم لقولك لها و بهذه الشجاعة . تحياتى لكما .

  22. سبحان الله تشوه صورة أبطالنا … فهم مهما كانوا يظلون أفضل من والي الخرطوم الذي لا يظلم لديه أحد (على قولك) وأن شاء الله رجع لبتاع الكشك كشكو (الرئيس معو حق يحلف طلاق جرتك ما ترجع …

  23. سيكتب التاريخ أن حكم الإخوان هو أسوأ تاريخ مر علي السودان وأن الظلم فيه كان أكثر مما كان عليه الحكم التركي وغيرهم من المستعمرين .

    سيكتب التاريخ أن السودان انفصل لدولتين في عهدكم.

    سيكتب التاريخ أن القوات المسلحة الإخوانية كانت تقتل شعبها.

    ستلعنكم الأجيال القادمة شر لعنة وأن أجيالكم وأحفادكم سيلحق بهم العار والخزي وستكون نظرة الشعب لهم علي أنهم أبناء زناة وآكلي المال الحرام وتربوا وغزوا بالحرام وأن آباؤهم كانوا لصوص يسرقون خزينة الدولة.

    سيكتب التاريخ أن هذا العهد ( الإخوان ) هو عهد إشاعة الفاحشة واللواط والإغتصاب للأطفال والرجال والنساء.

    سيكتب التاريخ قائمة سوداء للكثير من أسر هؤلاء المسئولين والحاكمين.

  24. كتب الشجاع محمد خير البدوي تاريخا لم نعرفه لانه من المسكوت عنه ولكنه انقطع فجأة عن الكتابة ولابد ان ضغوطا لا قبل لبشر ان يجابهها اوقفته ومن ما كتبه ونتج عنه سؤال عثمان ميرغني ان ود حبوبة لم يكن سوي مادح كان يجمل طارا ويمدح :
    بيسا بيسا
    الحالة التعيسة
    ياربي عجل بي تخليصا
    بظهور سيدنا عيسي
    وانه لم يحارب الحكومة الا لانها صادرت منه بعض الاراضي وكان يهددها بشكواها للحاكم العام . هذا ما كتبه البدوي ولا ادري صحة ذلك من عدمه . احيي شجاعته فليس كل من امتلك معلومة تصادم المألوف يعرضها علي الناس . املي ان اقرا تاريخا اصيلا لا تلوثه عدم الحيادية وعدم الشفافية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..