مقالات وآراء

قُبلة مع حُبي

إكان للقرار الذى أجازه مجلس الوزراء قبل 4 أيام وجاء المجلس السيادي ليؤكد عليه ، وبالتالي يصبح قراراً سارياً للمفعول بإلغاء قانون النظام العام واحداً من أهم وأعظم القرارات التى إتخذها مجلس الوزراء منذ تعيينه، وهو خطوة موفقة جاءت لتحقق هدفاً من أهداف الثورة الرئيسية.
وهنا أتحدث بصفتى إمرأة منحازة بشكل كامل لكل النساء فى السودان وخاصة المقهورات منهن. كان هذا القانون بمثابة السيف الذى يقطع رقاب الرجال والنساء ، لكن إضطهاد المرأة كان بشكل كبير جداً، الاف النساء من بائعات الشاي والاكل والعاملات في المنازل وحتى العاملات في الاماكن العامة تعرضن للقهر والذل والمهانة ، وقد تعرضت حتى الصحافيات وهنا اذكر حالة الاستاذة لبنى احمد حسين والتى تم الحكم عليها بالجلد 40 جلدة لانها كانت ترتدى بنطلوناً في حفل، وعلى الرغم من ان البنطلون يعتبر واحداً من اكثر اللبسات النسائية حشمةً ، لكن كان لعساكر النظام العمل رأى فيه ، وهذا الرأى يترك التقدير فيه حسب مزاج وتقديرات جماعة النظام العام وفي هذا الموضوع محسوبية كبيرة. وكما ذكرن العديدات من الناشطات إلى أن هذا القانون كان يستخدم للاستيلاء على الاموال بأشكال مختلفة ، بعض أفراد النظام العام كانوا يضعون ذلك في جيبوبهم ويكتفون بالافراج عن المقبوضات ، واذا وصلن الى بعض محاكم النظام العام كن يتعرضن للحكم ودفع الغرامة والتي توظف أيضاً لاشياء لاعلاقة لها بالوطن أو المواطن. أما كيف تم إختيار المجموعات التي تعمل في مجال الظام العام فلا أحد يعرف ذلك، وفى مرات كثيرة تم إلقاء القبض على شخصيات كبيرة ، وأحياناً أفراد ينتمون إلى أسرهم ، أو اصدقائهم ، أمثال هؤلاء كان يتم الافراج عنهم بمكالمة تليفونية ،أما المغلوب عليهم أو عليهن فكانت تطبق عليهم أقصى وأقسى أنواع العقوبات من سجن وغرامة وجلد، وفي ذاكرة الناس فيديو مشهور شاهده ملايين الناس ، حيث رأينا شابة يتم ضربها بصورة وحشية من قبل عساكر شرطة وبعض يضحك من صراخها وألمها ،كأنهم ليسوا ببشر ولا ينتمون للبشرية وليس لهم أمهات أو أخوات أو زوجات. وقانون النظام العام منع النساء من العمل في الاماكن العامة ومن يقبض عليها وهي تعمل كانت تتعرض لعقوبات مختلفة بدون اي سبب مع ان حق العمل للنساء والرجال حق قانوني. وقانون النظام العام كاد ان يحول المرأة إلى كائن هامشى لادور له سوى الانجاب وتربية الاطفال رغم ان المرأة لها أدوار كبيرة وفاعلة في كل الدنيا وخاصة في الدول المتخلفة حيث أنها تشقى وتتعذب لتربى اطفالها فى مناطق الحروب المختلفة ومثلاً فى دارفور فالنساء لعبن دوراً كبيراً ومهماً بسبب غياب الرجال ومنهم من مات فى الحروب او مسجون او هاجر خارج السودان ليوفر الى اسرته اللقمة الشريفة، لذلك عانت المرأة في معسكرات اللجؤ في دارفور وغيرها من مناطق الحروب لكنها ظلت قوية ومتماسكة وشامخة واستطاعت ان تحافظ على بيتها وتربى اطفالها رغم ان بعضهن فقدن ازواجهن او اخوانهن او أبائهن لكن بقين صامدات وواجهن كل ذلك بشجاعة. ولااحد يستطيع انكار دور المرأة السودانية طوال التاريخ. قبل نجاح ثورة ديسمبر2018 شاركت المرأة السودانية وبالذات داخل السودان في كل المظاهرات ومرات كثيرة كان عدد النساء يزيد على عدد الرجال ، وكانت المرأة السودانية في مقدمة المظاهرات الاحتجاجية بدون اى خوف أو تردد وذلك لفت إنتباه العالم الى المرأة السودانية، وجعل كل الفضائيات تنقل مواقف بطولة لنساء سودانيات وكانت الدول الاوروبية مبهورة بشجاعة المرأة السودانية.
فى حلقات قادمة يمكن ان اتحدث عن المظاهرات الكبيرة التى شاركت فيها المرأة السودانية في أوروبا وكيف طافت العواصم الاوروبية المختلفة واثر ذلك، وتجاربى مع صديقات كثيرات شاركن معى فى السفر المتعب فى الشتاء والصيف، ولكن كل ذلك كان من اجل الوطن والذى يستحق مننا التضحية بالارواح وبالمال وبكلما نملك. فى الختام ارسل التحايا الحارة للحكومة السودانية والتى ننتظر منها ان تلغى الكثير من القوانين التى كانت تضطهد حقوق النساء بشكل خاص وحقوق الرجال بشكل عام وارسل تحياتي الى ممثلات المرأة فى مجلس الوزراء والمجلس السيادي. وقبل أن أختم مقالى هذا أطبع قُبلة حارة في جبين النساء السودانيات وفي جبين الوطن. إنتصار دفع الله الكباشي أبوكدوك أم درمان..كاردف ويلز

انتصار دفع الله الكباشي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..