بعد دعوته بالتطبيع”: ما سر استعجال مبارك الفاضل انتخابات مبكرة؟!!

هل اصبح قدرنا نحن السودانيين، انه ما ان نخرج محبطين و”قرفانين” من تصريحات وخطب
وفتاوي الصادق المهدي حتي نقع في تعليقات ابن عمه مبارك الفاضل ؟!!، وانه اصبح لزامآ علينا ان نتجرع صنوف الوان العذاب منهما ونطالع قسرآ كل صباح جديد ما تنشره الصحف المحلية عنهما – شئنا ام ابينا-؟!!

من قام برصد اخبار مبارك الفاضل في الاونة الاخيرة، يجد ان معظمها قد انصبت في قالب الدعوة
ل”تطبيع” فوري وسريع مع دولة اسرائيل، وهي الدعوة الاولي من نوعها في السودان قد صدرت من وزير مسؤول في حكومة السودان عام ٢٠١٧، وكان اول من بادر بالدعوة لها وقتها هو مبارك الفاضل الذي شغل منصب وزير الاستثمار وقتها ، كانت هي الدعوة الأكثر صراحة ووضوحًا، وسط مخاوف من أن تمثل الدعوة اتجاهًا حكوميًا جديدًا، ولما وجد الفاضل عدم اعتراض من الرئيس عمر البشيرعليها، وانها وجدت قبول ورضا عند الكثيرين حتي من بين اعضاء حزب المؤتمر الوطني، تمادي في دعوته، وظل يدافع عنها منذ عام ٢٠١٧ حتي اليوم.

انصب اهتمام الفاضل بالدرجة الاولي في توسيع فكرة “التطبيع”، وصرح بها في كل مكان، ونشرت الصحف الكثير من تصريحات ادلي بها في مرات كثيرة ، ما اهتم الفاضل اصلآ بكثيرآ بما جري في البلاد من مصاعب وازمات، ولا ابدي اي رأي واضح – (وهو صاحب شهادات في مجال الاقتصاد)- حول كيفية خروج البلاد من ازماتها الاقتصادية، وسداد الديون الخارجية، وكيفية حل معضلة تدهور الجنيه السوداني الذي يتهاوي يوميآ تحت ضربات الدولار، وصل الحال المزري به حتي وصل سعره اليوم -الاربعاء ٤/ مارس الحالي ٢٠٢٠الي (١١٥) جنيها!!

انصب اهتمام الفاضل بالدرجة الاولي في الاونة الاخيرة تلميع صورته محليآ وعالميآ، بانه (رجل اسرائيل القوي) في السودان!!، وسعي بجدية توسيع هذه الفكرة بعد ان وجدت دعوته صدي واسع في داخل اسرائيل وترحاب من الحكومة الاسرائيلية ، ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل تلقي دعوة رسمية لزيارة تل ابيب، فقد قام وزيرالاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، في اغسطس عام ٢٠١٧، بتوجيه دعوة إلى وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي، لزيارة إسرائيل، وقال الوزير الإسرائيلي في تغريدة على تويتر: “تسرني استضافته في إسرائيل لدفع عملية سياسية قدمًا في منطقتنا”.

بعد لقاء البرهان ونتنياهو في عنتبي، رحب مبارك الفاضل بلقاء الرئيسين ، وقال في تصريح صحفي “انها خطوة جريئة وشجاعة من البرهان تخدم المصلحة السودانية في رفع العقوبات الامريكية، وفي مقدمتها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب”.

وفجأة ما بين غمضة عين وانتباهتها، تحول مبارك الفاضل من خطيب ينادي ب”التطبيع” الي شخص اخر يهمه ما يجري في البلاد من امور وقضايا عويصة، واعلن انه يناهض تمديد الفترة الانتقالية حال حدوث ذلك محلياً وإقليمياً ودولياً، لافتاً إلى أن ما يحدث في البلاد يستوجب تعجيل انتخابات مبكرة وليس تمديد الفترة، ونشرت صحيفة “المجهر السياسي” ـ اليوم الاربعاء ٤/مارس الحالي، خبر جاء تحت عنوان (مبارك الفاضل : الفترة الإنتقالية فاشلة ولابد من انتخابات مبكرة).

والمضحك الي – حد الاستلقاء علي القفا- ، انه قال “هناك رغبة من الأحزاب الصورية وأحزاب اللافتات التي لا حظوظ انتخابية لها لتمديد الفترة”!!!، هل نسي مبارك او تعمد ان ينسي، ان حزب الأمة – الإصلاح والتجديد الذي يرأسه، هي واحدة من “احزاب الفكة”!!، لا وجود لها علي ارض الواقع، والعضوية فيه لا تتجاوز عدد ركاب حافلة؟!!

بعد ان قفز مبارك الفاضل بالزانة من الدعوة ب”التطبيع” الي مناهضة تمديد الفترة الانتقالية، اسال بكل صراحة ووضوح، هل فكرة مناهضة تمديد الفترة الانتقالية اصلآ صدرت من مبارك شخصيآ ؟!!،ام هي فكرة اسرائيلية (١٠٠%)، الهدف منها ان يطالب مبارك بتعجيل انتخابات مبكرة في السودان، يترشح فيها هو (مبارك) بدعم قوي من اسرائيل لرئاسة الجمهورية بعد ثلاثة اعوام؟!!

شخصيآ، لا اري اي غضاضة في طرح هذا السؤال، خصوصآ ان العلاقة بين حزب الامة واسرائيل وآل المهدي قوية ابآ عن جد، (عبدالرحمن المهدي، الصديق المهدي، عمر احمد)، واخيرآ مبارك الفاضل!!، اسرائيل سبق لها ان تدخلت في فصل جنوب السودان، فهل يستعصي عليها التدخل في الانتخابات القادمة؟!!…

بل والاغرب من كل هذا – تجدونه تحت الرابط ادناه -:
http://www.al-jazirah.com/2005/20050314/du4.htm
توضيح من حزب المهدي حول ما نشر عن مصافحته لبيريز
المصدر:- “الجزيرة” – Monday 14th March,2005 –
أصدر مكتب الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض بيانا بشأن ما نشر عن مصافحة المهدي لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شيمون بيريز خلال اجتماعات قمة نادي مدريد حول الديمقراطية والفقر والارهاب. وجاء في البيان أن الصادق المهدي هو المسئول العربي السوداني الوحيد الذي يحضر هذه القمة باعتباره من مؤسسي النادي وأنه لم يدر أي لقاء مباشر مع بيريز أو أية مداولات وان كان بيريز قد اقترب من الامام المهدي في مناسبة على هامش القمة مصافحا.

لم يعد يخفي علي احد، ان هناك ثلاثة شخصيات اصبحت تتنافس اليوم بضراوة شديدة وعنف في الساحة السياسية للفوز بمنصب رئيس جمهورية السودان القادم بعد ثلاثة اعوام وهم:
ـ الفريق أول/ محمد حمدان دقلو “حميدتي” -(رجل الإمارات) في السودان!!
– مبارك الفاضل المهدي – (رجل اسرائيل) في السودان!!
– الامام/ الصادق المهدي – (الرجل الذي فقد كل شيء حتي ظله)!!

مرفقات:
١- مبارك الفاضل : الفترة الإنتقالية فاشلة ولابد من انتخابات مبكرة
الرابط: https://www.alrakoba.net/31373529
٢- مبارك المهدي: نحتاج إلى إسرائيل للبراءة من الإرهاب …
٣- الوزير مبارك المهدي يؤيد تطبيع العلاقات مع إسرائيل …
٤- وزير سوداني يهاجم الفلسطينيين ويدعو للتطبيع مع إسرائيل …
٥- بعد أسبوع من لقاء (البرهان نتانياهو).. سياسي سوداني يطبّع علنا مع التلفزيون الإسرائيلي …
٦- “جريء وشجاع”… مبارك يعلق على لقاء البرهان ونتنياهو …
٧- مبارك الفاضل يظهر علنا على التلفزيون الإسرائيلي…

بكري الصائغ
[email protected]