إلا الجنينة !ا

ساخر سبيل

إلا الجنينة !!

الفاتح جبرا

لم يكتف (المسئول الرفيع) بتوبيخ الصحفي على حصوله على وثيقة (خطيرة) بل أمر (الحرس) المرافق له بأن (يحبسوه) حتى يطلعهم كيف تحصل على تلك الوثيقة ، قام أفراد الحرس بوضع (الصحفي الرهين) فى كرسى العربة الخلفى واحد عن يمينه وآخر عن شماله بينما جليس آخر بجانب السائق وإنطلقت العربه خلف عربة (المسئول الرفيع) التى توقفت أمام أحد المستوصفات الخاصة وذلك لزيارة مريض له ، ولج (المسئول) إلى داخل المستوصف ثم عاد بعد وقت غير طويل متجهم الوجه .

– يا جماعة الزول ده تعبان بالحيل وعاوزين ليهو (دم) !

– يا سعاداتك هو دمو فصيلتو شنو؟

– الفصيلة ما مهمة ناس البنك بيبدلوها لينا .. يلا أنزلو

– حاضر سعادتك

– (مشيراً للصحفى) : ونزلوا معاكم الزول (أبو فقرة) ماكنة ده يتبرع ليهو بى قزازتين تلاته

ما أن قام افراد الحرس والصحفي الرهين بالتبرع بالدم يتقدمهم (سعادتو) صوب (العنبر) وما أن إقتربوا من حجرة المريض حتى إنطلقت السكاليب وخرج بعض الرجال ينتحبون وهم يتجهون نحو سعادتو رافعين معه (الفاتحة) وقد تفاجأ الصحفي الرهين برجل طاعن فى السن (يقلده) ويبكى فى حرقة بصوت مسموع وهو يقول :

– البركة فيكم يا عصام .. والله الفقد واحد

– لكن يا حاج أنا ما عصام أنا ..

– (في دهشة) : إنتا ما عصام ود المرحوم الفي السعودية

– لا يا حاج أنا …

– والله بس عصام الخالق الناطق

بينما كانت الفاتحات تنهال علي (الصحفي الرهين) نظر (سعادتو) إلى أحد أفراد الحرس قأئلاً :

– هسه بنقدر نحصل بيهو نشرة سته؟

– والله يا سعادتك لو (سرعنا شوية) ممكن نحصل مبني الإذاعة قبل النشرة

– طيب شيلوا المعلومات بتاعت النعى من الزول داك وأسرعوا بيها للإذاعة

– حاضر سعادتك

– وما تنسوا تغشوا معاكم (جاهزون للمناسبات) تكلموهم يجيبوا الصيوانات والحاجات

خرج الصحفي الرهين فى معية الحرس الذى وضعه مرة أخرى فى المقعد الخلفي وأحاط به من الجانبين بينما إنطلقت العربة الفارهة نحو الإذاعة ، إنتهت إجراءآت إذاعة النعي في نشرة ستة التي تبقى علي بثها دقائق فقط ثم إنطلقت العربة نحو (جاهزون للمناسبات)

– (مشيراً إلى الصحفي الرهين) : بالله يا شاب يدك معانا شوية نرفع الصيوانات دى !

لم يجد (الصحفي الرهين) غضاضة فى مساعدة العمال في رفع (الصيوانات) للدفار التابع للمحل ونسبة (لأنو اليوم كلو مدورين بيهو) فقد كان مهدود الحيل (ومن الفطور ما دخل بطنو شئ) الشئ الذى جعل أحدى (قوائم الصيوان الحديدية) تفلت من يده لتستقر على (رجل) أحد العمال والذى نظر إلى الصحفي الرهين فى غضب قائلاً :

– يا زول أعمل حسابك

– معليش ياخ بس الحقيقة أنا ما عندي …

– – وكت إنتا ما عندك مروة بتهابش مالك

– لا مش ما عندى مروة .. أنا ما عندى اصلاً علاقة بالموضوع

لم يهتم العامل كثيراً بما قاله (الصحفي الرهين) فكيف يكون لشخص لا علاقه له مطلقاً بحدث أن يكون متواجدا في مسرحه !

تم تحميل الدفار الذى إنطلق صوب (بيت البكا) بينما إنطلقت أمامه عربة (الحرس) الذى وضع (الصحفي الرهين) مرة أخرى فى المقعد الخلفي وأحاط به من الجانبين ، ما أن وصل الدفار إلى بيت البكاء وترجل عنها الجميع حتى إتجه الجمع المتواجد نحو

الصحفي الرهين رافعين معه الفاتحة وقد تفاجأ بذلك الرجل الطاعن فى السن يشق الصفوف و(يقلده) ويبكى فى حرقة بصوت مسموع وهو يقول :

– الفقد واحد يا عصام يا إبنى

– يا حاج أنا ما عصام .. أنا محبوس

– محبوس؟ هو المرحوم عندو ولد تاني إسمو محبوس؟

تم دق الصيوان ووضع الكراسى .. جلس المعزون .. بين الفينة والأخري كان المعزون يرفعون الفاتحة مع المسئول .. ثم الصحفي الرهينة .. جلس الجميع فى إنتظار خروج الجثمان وبينما هم كذلك رن هاتف سعادتو :

– أهلا ..

– …………….

– ومالو صوتك كده .. مالكم في شنو؟

– …………….

– معقولة .. لا حول ولا قوة إلا بالله

– …………..

– والوفاة كانت متين ؟

– …………..

ما أن إنتهت المحادثة حتى إلتفت سعادتو إلى (أفراد الحرس) قائلا :

– جهزوا اللاندكروزرات دى عشان عندنا (خالتنا) إتوفت فى (الجنينة)

– (وهو ينتحب) : إلا الجنينة .. جنينة شنو يا جماعة .. مش (الوثيقة دى أنا ح أوريكم جبتها من وين) !!

كسرة :

الكاتب غير مسئول إذا تطابق هذا السيناريو مع أى أحداث تشهدها المنطقة العربية

تعليق واحد

  1. يا الفاتح جبرا أولا أنا من مدينة الجنينة و فور قراءتي لهذا المقال ضحكت حتى ظهرت نواجذي .
    بالله جنينتنا دي خطيرة كدة طيب ما يستفيد منها النظام و يصلحو شوية و يعمل منها منفى للصحفيين مكتشفو الفساد.

  2. أها..يا أستاذ

    وبعد ماوراهم جاب الوثيقة من وين…ساقوه معاهم الجنينة؟؟؟

    هى الأحداث دى فى جيبوتى؟؟

  3. والله با بروف جبره (حلوه بروف دى مش كده ) اوع الجماعة يقوموا ينطوا فيك وهاك يااسئلة جبتها من وين عملتها كيف وموضوعه ) شنو هم اصلهم بس فالحيين للناس الغلابة الزيك وزى الصحفى الغلبان ده بس عفارم عليهو وعليك طالما فى الزيكم فى الشعب الفضل ده نحنا متامليين خييييييييييير كتتتتتتتتيييير ان شاء الله كسرة انت تستحقها وبجداره نضالية وان شاء الله نقلدك لها فى ميدان ابو جنزبر

  4. الاخ الفاتح السلام عليكم والله موضوعك يمكن ان اوصفه لك بالنسبة لي شخصيا زي الزول القاعد في الحر والسخانة وعطشان فجاءة امتدت ليه يد بكوز طلس ملىباليمون البارد او الزول قرصان واعطوه حقنة ترياق ضد السم

  5. برضو تقولو في حرية صحافه…… بالله قوموا كده ولا كده الواحد فيكم ما قادر يحك وشو .

  6. يا جبرا في مشكلة واحدة بس , انو الوزير ده من رهيد البردي مش من الجنينة , وهو اصلا فلاتي , يعني البلد بقي فيها وزيرين ما سودانيين , وماسكين اهم وزارات ( الداخلية و المالية ) , بالله شفتو بلدنا دي سمحة كيف ؟؟؟

  7. اسع انا قايلها جنينة السيد على وتشتغل فى الوزراء كده الشافك فى مناسبتهم ماسك الكشف ماكضب احذر الوزراء والعب بعيد ديل تلفون من حنانة مرة الوزير بتوديك خبر كان وانت زول اسرة ومحمول

  8. شوف يا زول والله أنا بحبك عشان 3 حاجات ، والتلاتة حاجات ديل هن عبارة عن حاجتين أتنين ، انو إسمك الفاتح جبرة وإنو أنا بعد غربة 20 سنة قدرت اشتري لي قطعة أرض في جبرة ، وهسع شايف جبرة دي زي الخرتوم اتنين بالحيل ، وانت لو عملت ثنائي مع جمال حسن سعيد وخلف الله ممكن نقدر نحرر السودان من الحركات الراديكالية ، مع العلم انا شايف انو الزول مدير سوق الخرتوم للاوراق الماليه ده راتبو ما عالى بالحيل وحاجة اكتر من عادية في بلود بره ، بس ال ما عادي انو زول راتبه يكون بالحجم ده والمعلومات تنكتب بالطباشير في سبورة أو كما قال . المهم ربنا يمتعك بالصحة والعافية لكن لو سمعنا بيك بكرة ولا بعده في التونج ما حا نكضب الشينة وتقبل تحيات فخري ابو ميسم وحاتم ابو ربى وابراهيم ابو اميرة

  9. والله العظيم ما كضب في الوزير لانو مرة اتشاكل مع بتاع شمال دارفور قام طلع ليك من امانة الحكومة كداري لحدي السوق الكبير والجماعة بوراهو يا سعادتك ما تركب والشارع كلو قاعد يتفرج ,غايتو بركة الجات علي الجنينة كان كان قال ليهو شعيرية ولا لبدو كان الصحفي عرف ليك تلاتة حاجات

  10. يا جبرا اوع الصحفي الرهينة ده يلم فيهو زولنا بتاع البلوفة يفرتك ليهو بلوفتو كلها اصلاً البلد ما فيها غير البلوفة
    ;( ;( ;( ;( ;( ;(

  11. كويس انو الصحفي اتلم علي بتاع الماليه!! اسه كان الوالي كان شربو ضواقه من المواسير المدودة!!!! وخاضبيهو كم ترعة موية بلااعات!!! والا وزير الدفاع!! يادخلوا تحت عمارة دايرة تقع والا تحت علابية سوناتة مفخخة!! ويحفروا قبور الميتين كلهم!!!

  12. والله يا برف جبرا طولنا طول شديد من السيناريوهات الكاربة الكانت بتنزل كل جمعة في القمردينة الاولي,,,
    وهذا السيناريو الكارب رغم قصره الا اننا نامل انه يكون عودة للسيناريوهات بناعن الجمعة ,,,نحن عارفين معدلات القرف زايدا بصورة مبالغة بالنسبة لكل السودانيين لكن دا ما سبب يخليك تخلي السيناريوهات ,,,
    خصوصا والبلد مليانه مواضيع في الفترة الاخيرة ,,,,
    تحياتنا الحارة جدا,,,,

  13. سلام يا ود البورد الكارب

    ما عندك تعليق غير العنصريات والجهويات . فلاتى او غيرو .الموضوع هو تصرفات الرجل وهذا ليس له علاقة بقبيلته او عرقه . لكن هذه النظرة المتخلفة هى أس البلاء فى وطننا هذا . ارجو ان ترتقى بمستوى فهمك وطرحك .

    وللاخ الفاتح جبرا تحياتى . موضوع فى الصميم اذا كان هناك حياة لمن تنادى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..