مقالات وآراء سياسية

يجب أن ترحل فورا يا فيصل 

د.زاهد زيد

جاء في أخبار وزارة الثقافة والإعلام (أعلن وزير الثقافة والاعلام فيصل محمد صالح عن اتجاه لتشكيل لجان لمراجعة ملكية المؤسسات الاعلامية، وأكد أن وزارته ستسعى خلال الفترة الإنتقالية لتحويل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ووكالة السودان للأنباء الى هيئات عامة تحفظ لها استقلاليتها على أن تتبع للدولة بعيداً عن سيطرة الحكومة لتلبي تطلعات الشعب السوداني.

وقال وزير الثقافة والاعلام في ندوة ( تنظيم الاعلام السمعي والبصري العمومي ودوره في خدمة المصلحة العامة) والتي نظمت أمس بفندق كورنثيا ضمن فعاليات احتفال اتحاد اذاعات الدولة العربية وقال: (إن الاجهزة الاعلامية المختلفة في السودان تأثرت بعدم الاستقرار السياسي والظروف الاقتصادية والهجرة وعدم التدريب) مشدداً على ضرورة الاصلاح القانوني بتعديل قانون الصحافة وتفعيل قانون البث وحق الحصول على المعلومات لاتاحة مساحة أوسع للحريات الاعلامية.)

هذا كل ما استطاع السيد وزير الثورة في الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح أن يقوم به ، بعد أكثر من ثلاث أشهر من توليه مهامها ، وترك امبراطورية الإعلام الفاسدة تعمل بحرية تامة ، بل وبرسائل طمأنة من الوزير بأنه مع الحرية والديمقراطية ، ولن نناقشه في ذلك ولكن نقول له

ليس عيبا أن تترك عملا أثبتت الأيام أنك لن تحقق فيه المطلوب منك ، ولكن العيب كل العيب أن تستمر في عجزك وتعاند قدراتك المتواضعة ولا تعبأ بالضرر الذي تسببه .

فإن كنت تعلم حقيقة عجزك وعدم قدرتك على الايفاء بشعارات الثورة وتحقيق أهدافها ، فتلك مصيبة ، وما عليك إلا أن تتحلى بالشجاعة وتقدم استقالتك فورا .

وإن كنت لا تعلم بما هو مطلوب منك أو أنك تعتقد بأنك تقدم ما هو مطلوب منك فهذه مصيبة كبرى وعليك أن تفتح عينيك لترى الحقيقة المرة . وهي أنك الحصان الخاسر في منظومة الثورة وأنك سببت لها من الضرر ما يكفي لذهابك من الوزارة غير مأسوف عليه .

وإذا نسيت نذكرك ، فالاعلام الفاسد الذي يعمل في عهدك بكل حرية ، هو نفسه من مهد الطريق لوأد الديمقراطية التي صنعها الشباب بدمائهم ، وهو نفسه الإعلام الذي ساند العهد الكيزاني القمعي بكل قوة ولايزال يعمل على العودة لعهد التيه والضلال . ويحرض على العنف والقمع .

نفس هذا الإعلام الذي رضع من عهد الفساد وسمن من موارد الدولة وعلى حساب الوطن ليقف في صف الخيانة والغدر .

وهو نفسه الإعلام الذي تجاهل عمدا قتل الأبرياء وسحلهم في الطرقات ، وكان في نفس الوقت يهلل ويكبر للمتكبر والمتغطرس ، ويتحدى الشعب بأسره ، دون أن يحرك فيه قتل الشباب ولا اغتصاب الحرائر شعره في رأس القائمين عليه .

إنه يا فيصل إعلام الفساد الذي لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالرأي الآخر . فهل أنت على وعي بهذا أم أنك تغرد وفق هواك ، وتهيم في فلسفات خيالية من أوهام تسميها حرية وديمقراطية ، والرأى الآخر .

إن الثورة التي أتت بك لم تأت بك لتدرسنا فيها قواعد الديمقراطية ولا أسس احترام الرأى الآخر وتقبله ، الناس في غنى عن دروسك وفسلفاتك الخيالية .

المطلوب منك واضح وضوح الشمس وهو تصفية هذه الامبراطورية الإعلامية الفاسدة واسكات هذه الأبواق الناعبة ، وتطهير وجه الإعلام من رجسهم .

وهذا المطلب هو عين الديمقراطية بفهمها الصحيح ، وحتى في أكثر الديمقراطيات رسوخا لا يسمح لكائن من كان أن يدعو لهدم قيم الحرية والديمقراطية بحجة احترام الرأى الآخر .

مفهومك للحرية والديمقراطية يشي بعجزك ، وخوفك من حسم أئمة الفساد ، فالأمر ليس أمر إيمان بحق هؤلاء في التعبير ، ولكنه الخوف والعجز من مواجهة الباطل ومحاولة تجنب استحقاقات لابد من دفعها حال العمل لإصلاح الفساد ، وهو أمر لا يقوى عليه أمثالكم .

إذا ما الذي يجبرك على ركوب الصعب ، فالباب الذي دخلت منه يمكنك بسهولة الخروج منه ، وهو الآن خروج آمن لك ، لكنه سيصعب عليك بعد حين ، لأن الثوار قد فاض بهم الكيل وعما قريب ستسمعها داوية مطالبة باستقالتك وترك الأمر لمن يقدر عليه .

الثورة التي خلعت نظام القتل والسرقة والفساد ، لايصعب عليها أن تقتلعك أنت من منصب لولاها ما كنت لتحلم به ، ولأنك خارج نطاق الروح الثورية وهائم في مثاليات وأوهام خيالية ، وعاجز عن القيام بدورك المنوط بك فما عليك إلا أن ترحل و (الباب يفوت جمل )

كسرة ثابتة :

على الوزراء الذين ثبت عجزهم وضعفهم ان يغادروا بأنفسهم مواقعهم مكرمين معززين قبل أن يغادروها مكرهين تلاحقهم هتافات الثوار وغضبهم ولعناتهم  .

 

د.زاهد زيد

 

‫6 تعليقات

  1. والله ي دكتور
    فيصولي خذلنا .. واحبطنا ..
    واذا لم يلحق بالركب سوف يخسر كثيرا ..
    قلوبنا معاهو ..
    الكنداكات في الوزارات عملن شغل
    والبشوفن يرجف ..

  2. ياخي دا طابور خامس، وفي رواية كوز كامل الدسم، والعياذ باللّه…..لم يستوعب حتي الآن إنه وزير وزارة الإعلام، وليس خفيرها…..من أول أيامه وهو لا يعرف تصريحاً سوي هذا الشأن ليس من صلاحياتي، أو لن يُفصل شخص من وزارته و….و….وما كل هذا التخاذل، إلا دليل علي جهله المقنع بدور الإعلام وتأثيره، وبالأخص الكيدي والتخريبي منه…..

    ودا حالو، هو الوحيد الذي تم إختياره في الطاقم الوزاري لثوريته، إلا أنها، وللأسف لم تكن إلا ثورية زائفة، أو إنه جبان رعديد.

  3. كلامك سليم وواضح أن شغل فيصل مع محمد لطيف وعلاقته ببعض الفاسدين من إعلام الكيزان تقف حائلاً دون تنفيذه لاستحقاقات الثورة ومن الأفضل لنا وله أن يقال من منصبه اليوم قبل الغد وكفاية استهتار، فلا يعقل أن (تتضرع) فيها حتى اليوم وجوه مثل ام وضاح ضياء الدين ومحمد عبد القادر وكأن الشعب لم يقدم شيئاً من أجل هذا التغيير وهو في انتظار هذا الفيصل ليمن عليه..

  4. فيصل محمد اول تصريح له بعد استلام منصبه ان تفكيك قبضة الكيزان علي الاعلام ليس من مسؤولياته واردف قائلا انه لا يريد تشريد اسر الكيزان العالمين في الاعلام.
    هذا الفيصل صاحب امكانات وضيعه يصاحبها جبن وخوف وتردد في اتخاذ اي قرار يصب في مصلحة الثوره.
    اقالة فيصل من منصبه اصبح مطلب جماهيري .. اصبحت اشكك كما غيري في ولاء فيصل للثوره وهل كان جزءا من المنظومه الكيزانيه مع لبسه لرداء المعارضه لهم وانكشف امره تماما بعد توليه هذا المنصب الحساس والاهم…

  5. عٌزِّيِّزِّيِّ أَّّستّأّذّ فِّيِّصٌلَ أّنِ أّلَأّوِأّنِ لَتّفِّعٌيِّلَ قِوِأّنِيِّنِ أّلَثّوِرةّ،وِقِدِ طّفِّحٌ أّلَګيِّلَ بِرؤيِّتّنِأّ لَوِجِوِهِ أّلَګيِّزِّأّنِ فِّيِّ هِذّهِ أّلَقِنِوِأّتّ أّلَخَبِيِّثّةّ،وِلَأّنِأّمَتّ أّعٌيِّنِ أّلَجِبِنِأّء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..