مقالات وآراء سياسية

الثورة بين الزواحف الخضراء والسنابل

خليل محمد سليمان

لا اكاد اصدق ان ارى رئيس حزب “محلول” اطاحت به ثورة شعبية عظيمة، في مناظرة مع رئيس حزب في طليعة الاحزاب والمكونات التي إنتظمت في صفوف الثورة..

مناظرة الدقير، و غندور تمثل اقبح انواع التضليل، والخداع، بإسم حرية الرأي والتعبير..

عندما يطل علينا في معية احد دعاة الثورة، والتغيير، رمز من رموز النظام البائد، ولم تتم بعد محاكمة النظام، او رموزه، لا جنائياً ولا سياسياً، يبقي إعتراف وشرعية، رغماً عن الثورة، ودماء الشباب الطاهرة التي سالت لأجل التغيير، وبهذا نكون لا رحنا ولا جينا .. هذا النوع من الممارسة يمثل إنتهازية النخب الفاشلة، التي ظلت تتبادل الادوار منذ الإستقلال..

كيف بالله ان نحتفل قبل ايام معدودات، بحل المؤتمر الوطني، وتصفية مؤسساته، و نقبل رئيسه، في مناظرة مع احد قادة التغيير..  وكأن لسان حالنا يقول : “إذهبوا بالباب وسنأتي بكم من الشباك”

حزب المؤتمر الوطني وقادته مكانهم المحاكم، والسجون، وحبال المشانق، وليس القنوات الفضائية والحوارات، او المناظرات، وهذا بأمر الشعب، الذي اطاح بسلطتهم، ورمى بهم جميعاً إلي مزابل التاريخ غير مأسوف عليهم..

للأسف بصورة ممنهجة تمت عملية تجهيل، جعلت من المجتمع يتقبل ويتعايش مع هذه المتناقضات، ويهتف الكثيرين فرحين بلا وعي “بطق الحنك” ويرددوا ” والله الدقير عصر غندور”.. العصر الحقيقي هو في المحاكم، والقصاص، من القتلة، والحرامية، الذين ظلوا يقتلون وينهبون لثلاثة عقود من الزمان..

لا تزال قضية شهداء الثورة، وفض إعتصام القيادة في حكم المجهول.. تهاون من نصبوا انفسهم قادة علي ثورة ديسمبر، كانت نتيجته الزواحف الخضراء، ان تخرج من جحورها، و اوكارها، وحتماً ستأتي علي السنابل الشاعرية، والمفعمة بالمفردات الناعمة، التي لم ولن يكن في جدول اعمالها بشكل فعلي تصفية النظام البائد..

ابرز ما جاء في الحوار هو إبراز مصطلح المصالحة والحوار مع النظام البائد، وتهيئة الشارع ليتقبل امر يُعد بعناية فائقة، حسب فهمي البسيط..  تحلوا بالشجاعة واعلنوها لأجل الوطن، وليس من اجل قسمة السلطة، والنفوذ الذي ظل حكراً علي دائرة مغلقة، تحتكر المال والسلطة منذ قيام الدولة الوطنية..

المصالحة الوطنية هي إحدى روافع العدالة الإنتقالية، في حال كان الوطن هو القبلة والمحراب..

اخشى ان تنتهي محطات الثورة بالامر الواقع، والخوف، من لصوص النظام البائد، ولا اشك في انهم يمتلكون ما يكفي من ملفات فساد يمكنها تركيع الكثيريييين!!!

غندور كاذب حين انكر ما قاله سابقاً ” لو سقط النظام بإنتفاضة فالإنتفاضة المضادة جاهزة، وإن سقط بسلاح فالسلاح المضاد جاهز” حسب قوله الموثق بفيديو ولا يمكن إنكاره..

الدقير كاذب حين انكر ما قاله خالد سلك ” الإنتخابات لا يمكنها ان تأتي بنا فهي تأتي بالقوى الرجعية” حسب قوله والموثق ايضاً وبفيديو ولا يمكن إنكاره..

اعتقد قوى الحرية والتغيير اصبحت حجر عثرة في طريق الثورة، والسلام معاً، يجب عليها ان تترك لحمدوك وحكومته قيادة الدفة بلا وصاية، وتركه مع شرعية الشارع، التي بها يمكن تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه، في الغرف المغلقة، وان يذهب الجميع للإستعداد للإنتخابات بعد إنقضاء الفترة الإنتقالية..

ليقول لكم الشعب شكر الله سعيكم، خير من ان يلعنكم وإن طال الزمن..

 

خليل محمد سليمان

[email protected]

تعليق واحد

  1. “ان تترك لحمدوك وحكومته قيادة الدفة بلا وصاية، وتركه مع شرعية الشارع”
    و ده كان كلام حميدتي قبل سبعة شهور ” دايرين الشباب السقطوا البشير” و لم يقل صراحة ما قاله الفريق صلاح عبد الخالق في مؤتمر صحفي بانو لو جاءنا شباب الثورة ما بنختلف و “جلاكين الاحزاب ” ما فيهم فايدة و دايرين شباب الثورة.
    علي الحرية و التغيير الوعي بتنامي تيار يعتقد بانهم ليسوا اهل لمهمة القيادة. و هنيئا لكم فيصل محمد صالح – مامون حميدة قحت. و عمر البدوي عبد الرحيم حمديها. نضفوا صفوفكم أو غادروا قبل أن يتم اجباركم علي دلك.
    حمدوك لن يسقط و الثورة ستمضي الي غاياتها, نقولها عن ثقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..